من وحي النشيد
ينبغي لك أن تخرج من مصر (أرض العبودية )- وبعد ذلك تخترق البحر الاحمر حتى تستطيع أن تترنم بالترنيمة الأولى وتقول « ارنم للرب فانه قد تعظم – خر ١: ١٠» يعتبر هذا النشيد بداية، نهايتها نشيد الاناشيد …
فلترتحل روحياً في طريق البرية حتى تصل الى الأبار التي حفرها الملوك ومن ثم تستطيع أن ترنم الترنيمة الثانية ، ثم تعال الى حدود الأرض المقدسة حتى تنشد وأنت واقف « أنصتي ايتها السموات فأتكلم ولتسمع الارض اقوال فمي تث ٣٢: ١ »
حينئذ ينبغي أن تجاهد بقيادة يشوع بن نون لتمتلك الأرض المقدسة – ينبغي أن تتنبأ لك دبورة وتقاضيك. وكلمة دبورة معناها النحلة – وتستطيع أيضا أن تترنم بهذا النشيد الموجود في سفر القضاة قض ٥: ٢ . بعد ذلك تنتقل إلى سفر الملوك وتصل إلى النشيد الذي قاله داود بعد أن نجا من كل اعدائه ومن يد شاول إذ يقول « الرب صخرتی و منقذی ٢ مل ٢٢: ٢ »
. ثم ينبغي أن تصل الى يسوع لتقول « لإنشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه- إش ٥ :١”
وعندما تتخطاهم جميعاً – فلتصعدی عالیاً ايضا حتى تستطيعي أيتها النفس المشعة جمالاً ان تترنمي مع العريس نشيد الاناشيد.
+++
لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ (نش 1: 2)
ليُقبلني بقُبلات الحب الإلهي الأبدي، لن أقبل بغيره عريس سماوي….
حقًا لقد قبّلتني كثيراً، فخلقت إنساني الداخلي على صورتك ومثالك، ومن أجلي خلقت العالم كله، ولما سقطت لم تتركني، وأرسلت لي الأنبياء، وأتممت لي وعد الخلاص…
لكن هذا كله لن يشبعني فأنا أريدك أنت، لأَنَّ حُبَّكَ (ثدياك) أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ(نش 1: 2)، حبك يُسكر نفسي، فتنسى كل ما هو أرضي، وترجع إلى بساطة الطفولة ترضع من الحب الإلهي فتنسى كل هموم الحياة وتمتلئ تعزية، كقول المرتل: “عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي” (مز ٩٤: ١٩).
ومن هذا العريس المحب غير المسيح المُجتاز المعصرة من أجل خلاص نفسي.
“مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟!
هَذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ؟!
أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ.
مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ الْمِعْصَرَةِ؟!
قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ” (إش63: 1-4)
+++
“لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ،
اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ،
لذَلِكَ أَحَبَّتْكَ ٱلْعَذَارَى.”
على الصليب سكبت كمال حبك فأفاح برائحته الطيبة في المسكونة كلها، وظهر أسمك في الأرض كلها.
فاحت رائحة طيبة، فعرفنا انك الممسوح من قبل الآب لخلاصنا.
هذه المسحة الفريدة قد فاحت رائحتها في السماء، فقد اشتمها الآب رائحة رضا، ونحن أيضًا على الأرض نشتمها رائحة طيبة إذ تقتل رائحة نتانة خطايانا وتجعل منا رائحة ذكية.
على الصليب أهُرق (سال) الدم الطاهر، وتعرفنا على أسمك “يسوع مخلص العالم”، ودخلت به القبر حتى يتنسم الأموات رائحة الطيب بدلاً عن الفساد، وبقيامتك قدمت للعالم هذا الدهن المهرق الطيب.
وإذ نشتم رائحة اسمك المُهراق، ننجذب إليك بقلوب عذراوية لا تُريد معك آخر، وننطلق نحوك بكل أحاسيسنا وعواطفنا وطاقاتنا الداخلية.
وإذ ننجذب نحوك أيها المصلوب، نطلبك كعريس سماوي، نجري إليك لا وحدنا فقط، بل نجذب معنا كثيرين ونناجبك “لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ ٱلْعَذَارَى”
+++
اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ،
اجذبني كما جذبت زكا العشار والسامرية والمجدلية
اجذبني كما جذبت شاول الطرسوسي واللص اليمين
أدخلنِي الي حجالك بقوة الروح القدس حتى اكتشف أسرار ملكوتك
أَنا سوداء وَجَمِيلَةٌ
أنا سوداء بخطاياي واثامي، لكن معك يا قدوس أصير جمر نار حارة بالروح
أجعلني مثل بولس الرسول الذي كان فحمًا أسود غير متقد، لكنه إذ نال رحمة منك ألتهب بنار الروح القدس.
أدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ، بيت الحياة الجديدة التي صارت لنا من خلال آلامك الخلاصية. حتى انال من عصير تعاليمك الحق وأتعرف على أسرار حكمتك الالهية
عَلَمُك فَوْقِي مَحَبَّةٌ قد ملكت عليا بالحب يا حبيبي
أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيب التي هي التعاليم الإلهية المعزية
فأنا صرت مجروحة بالحب الالهي
أنيّ مجروحة بالحكمة
أنيّ مجروحة بالقدرة
أنيّ مجروحة بالعدل
شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي ، شماله يؤدبني إذا اخطأت
وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي، وبيمينه يترفق إذ يفتح قلبي علي السمويات فتشتهيها
أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحُقُولِ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ