هذه هي الحياة الأبدية

 

“هذه هي الحياة الأبدية” (يو 3:17)

افهم ، يا أخي القارئ ، وليت الرب يعطيك فهماً! إننا نحيا الآن حياة العالم ، حياة الجسد ، وحياة العالم زمنية تعد بالسنين والأيام والساعات والدقائق . فانظر إلى الساعة كيف تعبر من دقيقة إلى دقيقة في طرفة عين !! وهكذا ينتهي اليوم والسنة والعمر . فالحياة الحاضرة ، أي حياة هذا الدهر ، حياة تنتهي بالموت .

أما الحياة الأخرى التي دخلها المسيح بالقيامة من الأموات هي الحياة الأبدية ، لأنها حياة دائمة لا يقوى عليها الموت قط . وهي ليست من نوع حياتنا الجسدية التي في العالم وتحت ربقة الزمن والتغيير ، بل حياة تخلو من الحزن والكآبة والتنهد ، هي حياة في نور الله مع قديسيه.

لذلك كل من يؤمن بالقيامة ، هو يحيا مع المسيح الحياة الأبدية.

ولكن بسبب الجسد الواقع تحت الآلام والزمن والتغيير ، فإننا لا نستطيع أن ندرك طبيعتها تماماً ، فنحن نعيشها بالروح فقط بالإيمان وبالحب الإلهي الذي يرفعنا فوق الجسد والعالم وهمومه ، ولكن يصعب جداً أن ندركها بعقولنا .

لذلك كل من آمن بالمسيح وآمن بموته وقيامته يكون قد حكم على نفسه بنفسه أنه مستحق الحياة الأبدية ، بل هو يحياها بالسر!!

والآن احكم يا عزيزي القارئ هل أنت مستحق للحياة الأبدية ؟ 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى