هل تريد الرجوع؟
الله يدعونا فى كل لحظة برجاء الأب “ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ” (ملا 7:3) وفى نفس الوقت مع دعوته أعطانا الإجابة لماذا نرجع؟.. نرجع إليه لكى (أرجع اليكم) يقول الرب, ولكن ما هو خطوات الرجوع للرب؟
الإجابة لـ (أرجع إليكم) نرجو أن يعلم كل منكم أن للرجوع خطوات :
الخطوه الأولى هى ( أن تريد الرجوع)
أول خطوة هى أن يكون لديك رغبة فى الرجوع: “أريد أن أرجع لك يارب” وقتها يحاربك عدو الخير ليعطل رجوعك بفكر يحاول أن يشدَك للخلف – بأن ظروفك التى تعيشها لن تمكنك من الرجوع، فمثلاً يوحى لك أن تقول:
1- كيف أرجع وحولى أصدقاء سوء قادونى للتدخين والإدمان وبالتالى للإنحراف؟
2- كيف أرجع وأنا بلا عمل.. والفراغ يقتلنى؟
3- كيف أرجع وسلوكى معروف عنه الكذب والإدانة لكى أستطيع أن أعيش؟
4- كيف أرجع وعقلى يدفعنى بكبرياء لعدم الاستجابة لأى إرشاد أو توجيه، فكل ما أفكر فيه (دى حياتى وأنا حر فيها؟)
5- كيف أرجع وقد أصبحت تعاملاتى تبدأ بـ (العنف) والقسوة والضرب والشدة والتحدى والشتيمة… الخ؟
6- كيف أرجع وروح الغضب مع الانتقام تقودنى للكراهية وعدم التسامح؟
– أن تريد الرجوع فهذه خطوة مهمة جدًا ظهرت بوضوح فى معجزة مريض بيت حسدا، المريض الذى كان له 38 عام (يو5: 1-8) فحينما رأه الرب يسوع بجوار البركة سأله الرب قائلاً: “أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟“، فرد فى الحال دون تفكير وقال: “يَا سَيِّدُ لَيْسَ لِى إِنْسَانٌ يُلْقِينِى فِى الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِى آخَرُ”. وهنا جاءت كلمة الرب يسوع له: قم.. فحالاً برئ” فما أجمل أن تصارح الله بظروفك وأنت تريد الرجوع ليتدخل الله بقوته ويقيمك.. قل له : أنا ضعيف ساعدنى بقوتك..
الخطوة الثانية : أقوم الآن (خطوات القيام )
أ- “قم الآن” واجعل قرارك كقرار الابن الضال عندما قرر الرجوع إلى أبيه وأعلن توبته: “أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِى” (لو 15:18).
ب- أثبت نظرى على شخص الرب يسوع : “عَيْنَايَ دَائِماً إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ يُخْرِجُ رِجْلَيَّ مِنَ الشَّبَكَةِ“
(مز 15:25).
ج- أعطى ظهرى لكل معطل: “إِذْ أَنَا أَنسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ” (فى 13:3).
د- أثق أن يمينه الممدودة لى القادرة أن تقيمنى من الخطية : “لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُك” (أش 13:41).
الخطوة الثالثة : ضع فى قلبك وعقلك (أن تلتصق بالرب)
فى حياتك الشخصيه:
1- تكلم مع الله: افتح له قلبك، أشركه فى كل ما يقابلك واطلب معونته، فأنت لن تستطيع أن تعمل شيئاً بدونه.
2- اسمع صوت الله: من خلال الكتاب المقدس سواء المقروء أو المسموع، لتحفظ وصيته وتطيعها.
3- اشهد للمسيح: فى بيتك بأن تتخلى عن العنف وكل سلوك يضايق أسرتك، وتأكد أن إصرارك سيساعدك على التغيير خطوة خطوة، أنظر إلى حياة دانيال لقد كان أميناً ولم يوجد فيه خطأ ولا ذنب (دا6 : 4). ذهب إلى بيته وجثا على ركبتيه ثلاث مرات فى اليوم، وصلى وسجد قدام إلهه غير منفذًا الأمر الملكى بأن كل من يطلب طلب حتى ثلاثين يومًا لا يطلبه من إله أو إنسان إلا من الملك، ومن يخالف أمر الملك يطرح فى جب الأسود، ونفذ الحكم على دانيال لأنه ضبط وهو يصلى لإلهه، فألقوه فى جب الأسود ولكن الله أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضر دانيال لإيمانه بقوة وفاعلية الصلاة.
الخطوة الرابعة : السكن فى بيت الرب (الكنيسة)
“وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِى بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ” (مز27 :4).
إن الوجود فى بيت الرب يجعلنا نتمتع بوليمة دائمة مقدمة لكل واحد فينا، حيث يوجد إلهنا بجسده ودمه الأقدسين على المذبح. فنتناول منه فى سر التناول ولكن يجب أن نمارس سر التوبة والاعتراف أولاً لننال الحل والغفران قبل التناول.
والمثل الواضح فى هذه الخطوة أيضًا توبة القديس الأنبا موسى الأسود، واستمرار تواجده فى الكنيسة حتى استشهاده.
تذكر ولا تنسى أن الرجوع ليس معناه عدم الحروب أو عدم السقوط، وإنما الاستمرار فى الخطوات السابقة مع قربك من إرشاد أب اعترافك لك سيمكنك بنعمة الله ومعونة روحه القدوس من الرجوع الدائم لحضنه الأبدى، مع الثبات فيه والتمسك به وسيملأ قلبك بثمار روحه القدوس (غل 5: 22-23).