والله طالب الساجدين له بالروح والحق
“والله طالب الساجدين له بالروح والحق” (يو 10 :23)
ما هو الحق ؟ حينما تسأل هذا السؤال يكون سؤالك خطأ ، لأنه لا يوجد ما هو حق ، ولكن يوجد من هو الحق ، الذي هو المسيح وحده ، الذي قدَّم نفسه لنا : “أنا هو الحق” .
الحق في المسيحية ليس موضوعاً نفكر فيه ونبحثه ؛ ولكنه شخص يُصادق ويُحب . هو شخص المسيح له المجد ، لذلك لا وجود للحق بدون المسيح أو بدون المحبة!
وعلى المستوى العملي أقول : إن الحق المسيحي هو إني أحب الإنسان الذي لا يحب الحق ولا يشهد للحق ولا يعمل الحق . فإن وصلت لهذا المستوى في السلوك ، أكون قد وصلت للمسيح وإلى المحبة وإلى الحق.
الحق لا يعمل الخطأ ، ولا يوافق على الخطأ ، ولا يُمالئ الخطأ ؛ ولكنه يحب الخاطئ ، بل يحب من لا يعمل الحق ويعمل ضده .
الحق المسيحي لا يعرف التحزب ولا التكتل . الحق بدون المسيح ، أي بدون المحبة يُفرق ويقسَّم ؛ أما الحق ، الذي هو المسيح ، فإنه يجمع ويوحد .
المسيحية ، وكل ما في المسيحية ، ليس التزاماً!!
المسيحية التهاب ، هي النار التي جاء المسيح ليلقيها على أرضنا .
المسيحية روح . « والله طالب الساجدين له بالروح والحق » .
نحن نقترب إلى المسيح بالحب وليس بالالتزام ، وننمو في القرب إليه بنمونا في حبنا له . الله لا يُلزم بشيء ، ولا يلتزم بشيء ، لأنه ليس مسؤولاً عن أخطائنا ؛ لكنه أحبنا ونحن خطاة ، أي قبل أن يخلصنا ، فمحبته لنا سابقة على خلاصنا . هو أراد أن يخلصنا لنستمتع بحبه ، وليس ليحبنا أكثر ، لأن حبه لنا شديد ولا يحتاج إلى مزيد ولا نستطيع أن نستزيده.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين