ولا انا أدينك

 

“ولا أنا أدينك . اذهبي ولا تخطئي أيضاً” (يو ۱۱:۸)

المسيح قبل أن يقول للمرأة :  “لا تخطئي أيضاً” ، قال : ” اذهبي بسلام ” فخرجت من عنده مُحملة بقوة براءة وتبرير ، هي لا تستحقها بسبب أعمالها ؛ ولكن استحقتها بسبب حضورها إليه أو بالحري مثولها في حضرته.

والمثول في حضرة الله نعمة عظمى ؛ حتى وإن كان على غير دعوة أو میعاد كالسامرية أو هذه الخاطئة أو كبولس الرسول نفسه . يكفي أنها انتظرت منه رحمة ، فوجدتها مضافة عليها نعمة.

نحن جميعاً سنمثل أمام كرسي المسيح على هذا الحال نفسه ، وليس من يستحق أن يتزكى قط بسبب أعماله ، ولكن إن كنا ننتظر رحمة فسنجدها ، وإن كنا نرجو منه حياة فسنحيا.

لا تخطئي أيضاً

أي لا تعودي إلى سيرتك الأولى . هي دعوة للتوبة . ولكن الذي يدعو إليها هنا هو المسيح ، ويوجهها شخصية منه إليها ، هي دعوة مُدعَّمة بالقوة ، وكأنه يعرض نفسه كسند خفي لجهادها ويعدها سراً بالمؤازرة .

إنه يستحث فيها إرادتها الحرة ، ولكنه هو نفسه يشاء ذلك منها ، أي أنه يضم مشيئته إلى مشيئتها ، فأي رجاء ملأ قلب هذه الخاطئة في هذه الساعة ؟! إنه في الحقيقة رجاء يمتد إلينا وإلى كل خاطئ يلقي نفسه بلا شفقة بين يدي المسيح ، كما ألقى هؤلاء الأفظاظ هذه المرأة الخاطئة ، بل السعيدة ، بين يدي المسيح

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى