ولا يشك في قلبه بل يؤمن

 

“ولا يشك في قلبه بل يؤمن” (مر11 : 23)

استجابة السؤال والطلبة ، أصبحت ثمرة من ثمار التجسد والموت والقيامة . فالذي يطلب ويسأل في الصلاة ويشك في قدرة المسيح على الاستجابة ، أو يشك في عدم صلاحيته هو للأخذ ، فهو كأنما يشك في عمل المسيح الفدائي كله ، ويشك في الصلة العظمى التي تربط الآب بالابن.

فإن كنا نؤمن بالمسيح ، فالآب يحبنا ؛ وإن كنا موضع محبة الآب ؛ فنحن نسأل لنأخذ ، ولسنا نسأل لنشحذ رحمة بعد ، بل نسأل لنأخذ حسب وعد المسيح والآب .

المسيح وضع المحك في استجابة الصلاة أن نؤمن بأن ما نطلبه نناله ليكشف به مستوى إيماننا به وبالآب ، ومستوى ثقتنا في علاقته هو بالآب ، فإن كانت صحيحة أخذنا في الحال ما طلبناه بدون إلحاح . هذا في الحقيقة هو دستور الصلاة المُجابة ، وقانونها الذي يعتمد على صحة وقوة إيماننا بالمسيح والآب . إذن ، فمن صحة وقوة إيماننا بالمسيح والآب ، فنحن نستمد استجابة الصلاة . وهكذا تكون استجابة الصلاة أكبر شاهد على صحة وقوة إيماننا بالمسيح .

وأصبح تطبيق هذا القانون هو كالآتي : اطلب ورفَّع طلبك وزده و صعوبة ، واطمع في سخاء المسيح والآب ما شئت . ورسخ الإيمان في قلبك أنك قد نلت كل ما طلبت ، فيكون لك : كل شيء مستطاع للمؤمن . هذا القانون هو بحسب مشيئة المسيح والآب ، وفيه يتمجد الآب بالابن في كل طلبة ننالها!

هل نحن جادون في الصلاة والسؤال ؟ هل نؤمن فعلا أن وعود المسيح هي حق ، وأنه أمين على ما يقول ، وعلى استعداد أن يهب لنا ما نطلبه ؟

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى