أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ
“أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ” (غل ۲۰:۲)
الحياة التي نحياها الآن كمسيحيين هي “حياة المسيح ” بكل مخصصاته مأخوذة ومستمدة منه ودائمة الاتصال به . وهذا معناه أن حياتنا التي نحياها الآن ليست حياتنا الخاصة ، بل هي حياة متصلة بالذي أحيانا معه : « فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي » . وهذا يوضحه قول الرسول : “فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ” ( غل ۲۰:۲ ) ، فحياتنا الآن لا يمكن فصلها عن مصدرها ومنبعها وهو المسيح القائم من بين الأموات.
ومن هنا تظهر ضرورة بل وحتمية تسليم حياتنا للمسيح باعتبارها حياته ، بمعنى تسليم الحق لصاحبه . لذلك نحن لا نتفضل بتسليم حياتنا للمسيح بل نعطيه الذي له . وواضح بالتالي أنه إذا لم نسلم حياتنا للمسيح نكون قد انفصلنا عن حياة المسيح ، وهذا يعني أن الخطية بسلطانها وعقوبتها تعود تنسحب علينا فتختفي القيامة ويختفي المسيح من حياتنا.
من أخطر المواقف التي يقفها الإنسان في حياته أن يختار بين أن يسلم حياته لله أم لا ، فهو يكون بمثابة الاختيار بين الحياة والموت!
والآية التي تركها لنا العهد القديم ميراثاً أبدياً تقول : “قد جعلت قدامك الحياة والموت ، البركة واللعنة ، فاختر الحياة لكي تحيا” ( تث ۱۹:۳۰ ) . فلكي نختار الحياة يتحتم أن نسلم الحياة لصاحب الحياة لكي تُحفظ وتدوم فيه وليؤمنها لنا ضد الهلاك ويدبرها ويقودنا فيها .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين