إن ثبتم في كلامي
“إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم” (يو ۸ : ۳۱ ، ۳۲)
الثبوت في كلام المسيح هو ثبوت في المسيح نفسه ، لأن المسيح لا يتكلم من عنده بل هو نطق الآب فيه ، لذلك فالثبوت في المسيح هو الثبوت في الله.
وكلام الله ، محيي ، يروي ويغذي ويملأ ، لأنه حق ، والحق جوهر إلهي ، ومن يستعلن الحق لا يعود عبداً لخطية أو شر أو شبه شر لأن الحق يفك أسر الطباع والفكر والمشيئة، فيصبح الإنسان خليفة الله الجديدة . ويعتبره المسيح أنه تلميذه ، بمعنى أنه مرتبط به برباط المحبة والتبعية ، لا يشاء ولا يختار لنفسه، بل تكون مشيئة المسيح هي مصدر فكره وعمله . ولا يكون اختياره بحسب فكره أو بحسب نظر عينيه بل هو روح المسيح الذي فيه الذي يقوده في طريق الحياة والحق ، والمسيح ينير له خفايا الحقائق فيزداد معرفة ونوراً واستعلاناً.
تماماً مثل الرسول بولس الذي أضاء الله عينيه وقلبه ، وسكب فيها من روحه فصار يكرز بالمسيح بعد أن كان يقتل المسيحيين . ورفعه الله ليرى ويسمع الأمور الإلهية التي لا يسوغ لبشر أن يطلع عليها. هذه كلها وكانت مواهب نعمة الله التي حلت على هذا الرسول المبارك ، علماً بأنه لم يكن تلميذاً، ولا رأى الرب ولا سمعه ، ولكن عوضه المسيح عن ذلك فأصبح معلم الإنجيل بالدرجة الأولى، والعارف بكل أسرار الحياة الأبدية وكل الأسرار المخفية أُظهرت له.
إذن من يتتلمذ للمسيح ، يستعلن له الحق ، فيصبح عارفاً بكل خفايا الإنجيل ، وكل أسرار الحياة الأبدية.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين