انا لحبيبي وحبيبي لي

 

“أنا لحبيبي وحبيبي لي” (نش 6 : 3)

إن سيرتنا هي بالأساس سيرة ” حب العاشقين ” ، وكل مزيد من الحب يقابله مزيد من القرب بل واللقيا . أليس هذا هو قول المسيح نفسه : “الذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي” ( يو 14: 31 )؟

هل طلب المسيح من أخصائه غير الحب؟ من جهة هذا صرخ بولس الرسول إن المحبة هي تكميل الناموس ، فمن يعوزه شيء من الجهاد فليعوضه بالحب لأنه أكثر من كفاية!!

والحب ، شبكة لا يستطيع الروح القدس أن يسقط فيها أسراه إلا إذا كانوا خاضعين هادئين مُذعنين لصوته وإيحاءاته ، حيث يدفعهم ويجرهم إلى حضنه ، ويسيج حولهم حتى لا ينفلتوا. إذن فإن كانت هناك مشورة تصلح للدخول في شبكة الروح القدس فهي : اهدأوا ولا تتحركوا بغير ما يقوله لكم ، واخضعوا واستسلموا لمشورته تجدوا أنفسكم وقد حُبستم في فخ انجذابه المريح ، فتموت الدنيا من ناظريكم وتموت كل شهواتها ، ولا يبقى إلا لذة الحب كجراح تنزف عذوبة ، وقيود أقوى من الحديد تربطنا بالسماء موطننا الذي لابد أن ننتهي إليه.

سنظل مُعرضين للقلق والهم المريع والحيرة والارتباك الشديد ونفور من الحياة إلى أن نبلغ هذا الحضن المريح ، حيث يد المسيح تمتد لكي تمسح دموع أحزاننا وتغرس فينا دموع العزاء والفرح . وعوض أزمنة أكلها الجراد تعود شمس البر تشرق والشفاء في أجنحتها ، لنمتلئ من غنى الروح وخصب الحياة. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى