كم بالحري الآب الذي من السماء

 

 “كم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه” (لو ۱۳:۱۱)

الله لا يعطي بالشح ، أليس هو القائل على فم رسوله : « من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد » . فكم بالحري ، وهو قد زرع بغنى في يوم الخمسين وبفيض مذهل ؛ ألا يكمل زراعته على مدى الأيام والسنين بفيض مواهبه وبركاته ؟

الرب غني – وهذه هي إحدى صفات المسيح الهامة جداً – فإذا أعطى الروح القدس فهو يعطي بلا كيل . يقول : « فمن منكم وهو أب يسأله ابنه خبزاً، أفيعطيه حجراً . فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة ؛ فكم بالحري الأب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه” ( لو ۱۱ : ۱۱ ) .

المقارنة هنا تهدف نحو دعوة صارخة للصلاة في طلب الروح القدس ، ولكن ليس مطلوباً من الابن في هذا المثل أن يطلب بلجاجة أو بإلحاح ، ذلك لأنه ابن . إنما اللجاجة تُطلب – في مثل الكنعانية – من العبيد ، أما الابن فيطلب بدالة .

المسيح يريد أن يُصور لنا في هذا المثل أن مجرد طلب الروح القدس – بدالة الابن لدى الآب لابد أن يستجاب. لأن أولاد الله لا يمكن أن يعيشوا بدون الروح القدس ، كما لا يمكن للبنين أن يعيشوا بدون طعام .

الله مستعد أن يعطي ولكنه يريد قلباً يقول آمين ، ليكن لي كوعدك . ولكن الله لا يستأمن إنساناً لم يعزم ، عزم القلب ، على أن لا يهين الروح القدس بكبرياء أو عداوة أو نجاسة .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى