لا تكونوا مديونين لأحد بشيء
“لا تكونوا مديونين لأحد بشيء ، إلا بأن يُحب بعضكم بعضاً” (رو ۸:۱۳)
المحبة في المسيحية بنك ادخار يعطي فيه من فاضت أمواله عن الحاجة ، ويسحب المعتاز منه ما نقص عن الحاجة . وبنك الحب هذا كالمن السماوي مصدره إلهي والكل يأخذ بين مُكثر ومُقلل ؛ هكذا المحبة تُغني ولا يزيد معها تعب.
المحبة في المسيحية تُصير كل واحد غنياً بالآخر ، وبالنهاية الله يغني الكل . هكذا عاشت الكنيسة الأولى ؛ كان الفقير والمحتاج يطلب بقلب طيب وبعين متضعة ، والغني يعطي دون شعور بالتعالي ودون أن يعتقد أن ماله هو له خاصة بل هو مال المسيح . لذلك فلم تكن هناك حاجة بعد للاستدانة ، فكلها محبة في محبة.
المحبة المسيحية لا تقف عند محبة المسيحي فقط ، هذه محبة يهودية التي تقول : « تحب قريبك وتبغض عدوك ». المحبة المسيحية لا يقف أمامها عائق يمنعها من عملها ، لا أخ مخالف في الرأي ، ولا مخالف في العقيدة ، ولا مخالف في المحبة.
هذه المحبة لا العدو يقدر أن يوقفها عن عملها ولا الإساءة ولا تهديد الموت … لماذا ؟ لأنها ليست محبة من داخل الإنسان وقلب الإنسان وفكرة الإنسان ؛ بل هي محبة الله المنسكبة في قلوبنا . لذلك فإن كل أعمالنا بدون المحبة لا تساوي شيئاً ؛ بل حتى كل جهادنا الروحي من صلوات وأصوام وسجود ودموع بدون المحبة الأخوية الطاهرة هي ليست شيئاً.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين