لماذا لا تفهمون كلامي؟

 

“لماذا لا تفهمون كلامي؟” (يو 8 : 43)

إذا لم يكن للإنسان أُذن روحية تسمع كلمة الله فتكشف طبيعتها الإلهية يستحيل عليه أن يفهم ما يتحدث به المسيح ، مهما بلغ من قوة الذكاء والفهم والتمحيص ، لماذا ؟ لأنه كلام روحي يحتاج إلى أذن خاصة روحية يسمع بها طبقة رنين كلمة الله ، وتحس بحركة الحياة التي فيها وتميزها عن كل ما عداها من كلمات : ” من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ” ( رؤ ۷:۲ ) .

فالأذن التي تستطيع أن تلتقط الموجة الروحية ، وتحس بالحياة والحق لكلمة الله هي وحدها التي تستطيع أن تفهم ما يقوله المسيح والروح .

أما كيفية قبول الأذن الروحية لكلمة الله وتفهمها ، فلا يأتي بالتمرين ها أو التلقين أو الدراسة ، بل بقبول الرب يسوع نفسه “الكلمة” ، أولاً ، والدخول معه في شركة الحياة الجديدة . إنه هو الذي يرفع مستوى قلب الإنسان وروحه إلى مستوى الكلمة ، أي لمستواه في المعرفة.

ليفهم القارئ ، أن لكل إنسان أذن روحية ، وهي إما تنفتح بالإرادة والشوق والإيمان والحب لكلمة الله فتكشف طبيعتها ؛ وإما تنغلق بالإرادة المدفوعة بالبغضة والتعالي والتجديف ، فلا تعود تسمع ، ولا يعود والإنسان قادرة أن يفهم أو ينفعل بالكلمة. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى