أما أنا فصلاة

 

“أما أنا فصلاة” (مز109 : 4)

المسيح لا يريد من التلاميذ أن يصلوا مجرد صلاة ، بل أن يكونوا في حالة صلاة ، فلا يستطيع الشيطان أن يقترب إليهم.

فالإنسان طالما هو في حالة صلاة يكون قد تسلح ضد التجرية ليجوزها بنجاح لحساب المسيح

والمسيح لما علمنا في صلاة أبانا الذي أن نصلي إلى الآب لكي لا يدخلنا في تجربة ، فالمقصود من ذلك أن يفتح وعينا إزاء أعمال الشيطان لنستعين بالصلاة إلى الآب دائماً، ولكن بدون الصلاة يصبح للشيطان مدخل فينا.

في الحقيقة إن إهمالنا للصلاة أعطى فرصاً كثيرة للشيطان أن يدخل في كل مكان ويُفسد كل علاقة. وللأسف فإن الكل لاه عن نشاط الشيطان المخرب . لأنه يستحيل لإنسان أن يحسب أو يكشف حركات الشيطان وتدخلاته إلا بالصلاة.

من هنا كانت وصية المسيح أن نصلي كل حين ، لا بصلاة محدودة ، ولكن أن نكون في حالة “وعي الصلاة” ، والقلب متصل بالمسيح . وهذه حالة نعتادها بعد أن نكون قد قبلنا نعمة أن نمارس الصلاة بالروح ولمدد طويلة . إذ ينفتح القلب والذهن لقبول نعمة الصلاة الدائمة التي بها يستطيع الإنسان في أي وقت أن يحس بلهج الصلاة في قلبه الذي يسعفه بالصلاة المسموعة وقت الخطر : « أما أنا فصلاة » . هذه حالة لا يقربها الشيطان بل يرتعب منها.

فإذا لم نقاوم الشيطان بالصلاة فسيملك علينا ويسيء إلى أولادنا في الداخل والخارج ، والنتيجة هي أن يرعاهم الشيطان لحسابه. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى