قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس
“قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس” (غل 5 : 4)
الإيمان بالمسيح هو نعمة التمسك بحق الإنجيل أو نعمة التمسك بالمسيح وبأعمال المسيح الفدائية من أجلنا . فأي تحول نحو أعمال الناموس أو أي أعمال أخرى كانها ضرورية للخلاص يعتبرها بولس الرسول سقوطاً من النعمة ، وبالتالي من الإيمان بالمسيح وبأعمال المسيح الفدائية.
وقد يقول قائل : أنا على أن أصلي وأصوم وأتصدق وأبذل حياتي وجهدي للفقراء حتى يغفر لي المسيح خطاياي وأصبح أهلاً للفداء ، فهل هذا عيب؟ الجواب : لا يوجد على الذين آمنوا بالمسيح أن يعملوا أي عمل كبير أو صغير ليضيفوا على إيمانهم بالمسيح استحقاق لغفران خطايا أو الخلاص ، ولكن يليق بهم بعد أن فداهم المسيح من موت الهلاك الأبدي ، ووهبهم خلاصاً كاملاً ودخولاً مجانياً للحياة الأبدية ، أن يقدموا اعترافهم بفضله بأعمال شكر وتسبيح ، وبصلاة وصوم وكل عمل صالح . ولكن ليس كأنها تزيد فداءهم ، بل لتكون تعبيراً عن حبهم لله والمسيح الذي صنع لهم هذا الحب العظيم بأعماله هو!
هذا هو أعظم عمل مطلوب من الإنسان : أن يقدم بعد إيمانه بالمسيح أعمال محبة من كل الإرادة والقوة بلا توقف . فبهذا يكمل الإنسان حق الإنجيل ويرد على عمل المسيح بالشكر .
ولكن حتى إذا عملنا كل أعمال المحبة لا يكون لنا أي فضل لأنه هو أحبنا أولاً وبذل نفسه حتى الموت من أجلنا . لذلك فكل الأعمال التي يقوم بها الإنسان مكتوب عليها لأنه هو « أحبني وأسلم نفسه لأجلي » ( غل ۲ : ۲۰ ) .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين