لأعرفه وقوة قيامته
“لأعرفه وقوة قيامته” (۱۰:۳)
إن القيامة فعل روحي ، هو بحد ذاته قوة إلهية داخلية ونور أخروي وحياة أبدية وخلاص ، وهو إن كان يحتاج مبدئياً إلى الإيمان بالقيامة كفعل زمني وحقيقة تاريخية تمت وحدثت ؛ لكن هذا بحد ذاته لا يكفي لكي ننال قوتها كفعل إلهي ؛ فقد وبخ المسيح توما والتلاميذ على طلبهم البرهان الحسي .
إن سبب ضعف إيمان التلاميذ هو أنهم لم يدركوا بُعدها الإلهي الفائق للزمن . لذلك ، وبعد أيام من قيامة الرب ، ذهب بطرس وبعض التلاميذ لصيد السمك ؛ وكأن القيامة فعل ماض لا يختص بخلاصهم الأبدي . فالحدث الزمني لا يكفي ، إذ لابد من رؤية الحدث بإحساس ما فوق الزمن ، لتقبل القيامة كفعل إلهي يختص بغفران الخطايا وتجديدنا وخلقتنا السماوية وحياتنا الأبدية .
يا إخوة ، تيقظوا معي ، القيامة كفعل إلهي مسئولية عظمى ، ولن يعمل فينا هذا السر الإلهي إلا إذا فهمنا أن القيامة فعل حياة ورسالة نتقبلها الآن لنحيا بها ونبشر بها ، ولا ننتظرها في اليوم الأخير كمريم ومرثا ( يو11 : 24) .
وينبغي أن لا يغيب عن ذهننا قط أن المسيح وهو الإله ، وهو القيامة والحياة ، تألم وجلد وشتم وضرب . ونحن مدعوون مثله أن نعيش قوة القيامة تحت الآلام … وأن نذوق مجد القيامة تحت ثقل كل ضروب المعاناة .. حينئذ فقط تُستعلن القيامة فينا ويتمجد المسيح!! وهل يمكن أن نبشر بالقيامة دون أن نبشر بالآلام ونشترك فيها ؟
لذلك كلما ازدادت الآلام للسائرين في طريق الملكوت ، كلما استعلنت قيامة المسيح لهم وفيهم ، وصاروا شهود صدق للمصلوب المُقام .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين