من البداية
أجب عن هذه الأسئلة:
1- من هو أول إنسان فى الخليقة؟
2- ما اسم زوجته؟
3- ما هو الحيوان الذى يزحف على بطنه؟
4- ما هو النبات الذى يصنع منه الخشب؟
الحل: آدم – حواء – حية – شجرة..
ما الرابط بين هذه الكلمات؟! (السقوط)..
كلنا نعرف قصة السقوط، وكيف أن الإنسان أساء استخدام حرية الإرادة التى منحها الله له، حينما وضع له شجرة معرفة الخير والشر أمامه فى جنة عدن، وحذره من الأكل منها، وذلك لخوفه على الإنسان من نتاج الأكل من هذه الشجرة وهو الموت.
“أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ” (تك 17:3).
ولكن للأسف أساء الإنسان استخدام الحرية وسقط بغواية الحية (الشيطان)، وقد يظن البعض أن عقوبة الأكل من هذه الشجرة (الموت) قاسية جدًا، ولكن حقيقة الأمر أنها نتيجة طبيعية، كما أنها عقوبة، وذلك لأن مخالفة كلام الله (الخطية) هى انفصال عن الله، وهى خطية موجهة إلى الله ذاته، لأن الله كلى القداسة وهو ينبوع الحياة، لذلك من يفعل الخطية ينفصل عن الله وتكون النتيجة الطبيعية لـذلك هـى الموت، وليس الموت الجسدى فقط ولكن أيضًا.
– الموت الروحى : لأنه انفصل عن الله.
– الموت الأدبى : لأن الإنسان فقد الصورة الإلهية التى خلق عليها وفسدت الطبيعة البشرية.
– وبالطبع موت أبدى : لأن الخطية أدت إلى الهلاك إلى الأبد.
? ولكن.. لماذا إذًا لا يسامح الله الإنسان ويعفو عنه بما أن الله محبة وانتهى الأمر؟!
لا تنس يا صديقى كما أن الله كامل فى محبته ورحمته، هو أيضًا كامل فى عدله.. وعدل الله هنا يقتضى أن يموت الإنسان المخطئ لأن “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِىَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِىَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رو 23:6).
إذا سامح الله الإنسان فلن تحل مشكلة الطبيعة البشرية التى فسدت بفعل الخطية.
مثلما ينهى أب ابنه من أن يشرب من زجاجة مثلاً بها سم قاتل، ولكن يخالف الابن وصية أبوه، ويشرب منها وتتعرض حياته إلى الموت، فهل مجرد أن يسامح الأب ابنه من كونه قد خالف وصيته ينقذ هذا الابن أم الأولى أن يسرع الأب بأن يعالج ابنه ليشفى؟!
هذا ما حدث بالفعل مع الله والإنسان، فحينما فسدت الطبيعة البشرية لم يكفى لحل هذه المشكلة مجرد أن يسامح الله الإنسان على مخالفته له، ولكن كانت القضية الأهم هو كيف يصلح الله ما قد أفسدته الخطية وينقذ الإنسان من الموت.
وبالتالى نكون بالفعل قد وصلنا إلى قضية صعبة، ولغز محير.. كيف أن نحله؟
حل اللغز يكون بواسطة (التجسد – الفداء – الخلاص)..
? إذًا لماذا لم يترك الله أدم يموت ويخلق إنسانًا غيره؟
1- لأن هذا يتعارض مع محبة الله ورحمته، فمع أن آدم أكل بإرادته إلا أن الشيطان أغواه..
2- إن إماتة آدم تتعارض مع كرامة الله، إذ كيف يسمح
بأن ينتصر الشيطان على أدم فيخطئ ثم يموت! هذا معناه أن الشيطان انتصر على الله، وسيكون هذا هو مصير كل إنسان يخلقه الله فيما بعد! وحاشا أن يكون هذا.
? آدم أخطأ وكان يجب أن يموت.. فما ذنب أولاده إذًا.. لماذا يجب أن يتحملوا
نتيجة خطأه؟
أن من نتائج خطية أدم هى فساد الطبيعة البشرية التى ورثناها جميعًا – إذ نحن
من صُلب أدم – ووقع الإنسان فى سلسلة من الخطايا بسبب هذه الطبيعة الفاسدة
“إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجدُ اللهِ” (رو 23:3).. وكما نصلى فى أوشية الراقدين:
“ليس أحد بلا خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض“.. وأصبح للخطية والشيطان سلطان على الإنسان.
أن نتيجة خطية الإنسان هى:
– حكم الموت الذى نُفذ على البشرية كلها.
– وفساد الطبيعة البشرية بفعل الخطية..
لكن الله لا يريد موت الإنسان لأنه يحبه..
? إذًا ما هو الحل فى هذه المعضلة؟؟
الحل ببساطة يا صديقى هو أن يفتدى أحد الإنسان أى أن يموت – بإرادته – بدلاً منه.. فكما يقول الكتاب: “َبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفرَةٌ!“ (عب 22:9). ولابد من توفر مواصفات فى الفادى الذى يكفر عن خطية البشرية كلها.. وهذه المواصفات هى:
– إنسانًا : لأن الذى اخطأ هو الإنسان.
– يموت : لأن أجرة الخطية موت.
– بلاخطية : لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
– غير محدود : لأن الخطية كانت موجهة إلى الله الغير محدود.
– خالق : حتى يستطيع أن يجدد الطبيعة البشرية ويعيدها إلى أصلها.
هل هذه المواصفات من المكن أن تتوفر فى أحد غير الله؟! مثلاَ ملاك أو نبى؟!!
لذلك فالتجسد كان هو الحل الوحيد الحتمى لأنه لا يمكن لأى شخص أن يتمم الفداء سوى الله الكلمة المتجسد، حيث أن الله تتوافر فيه كل الشروط ماعدا كونه إنسان، لذلك
أخذ جسد إنسان وصار شبهنا فى كل شئ ماعدا الخطية.
? ولكن.. كيف لله أن يصير إنسان.. وهل تجسده يتعارض مع كرامته وكونه كلى القداسة؟! كيف أن الله القدوس العظيم يرضى أن يأخذ جسدًا إنسانيًا ضعيفًا؟!
لم يكن الأمر صعب على الله أن يصير إنسانًا، وذلك ببساطة لأنه قادر على كل شئ، ولا يعسر عليه أمر.. وبالطبع التجسد لا يقلل من شأن الله وكرامته، لأن شعاع الشمس إذا وقع على كومة قمامة يطهرها دون أن تتلوث الشمس، وهكذا حينما تجسد الله طهر طبيعتنا الساقطة دون أن تنتقص قداسته.. واستطاع الله أن يتمم عملية الفداء والخلاص، بأنه تجسد عن طريق حلوله فى بطن العذراء أخذًا جسدًا (ناسوت) بشرياً كاملاً، ولكن بدون خطية، ومات المسيح عنا معلقًا على خشبة الصليب، ثم قبر وقام بعد ثلاثة أيام، وبذلك حل الله اللغز الصعب عن طريق تجسده وفداءه وإتمامه الخلاص وجّدد طبيعة الإنسان الفاسدة بفعل الخطية.
صحيح جاء الله من أجل خلاص العالم كما قال الكتاب: “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَىْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو 16:3)
ولكن كيف نحصل على هذا الخلاص؟
1- لابد من الإيمان.. أؤمن بالسيد المسيح فاديًا ومخلصًا..
2- أعتمد بإسم الثالوث القدوس.
3- أحيا حياة النقاوة والقداسة التى توفرها لى حياة التوبة المستمرة، والتلمذة فى سر الإعتراف.
4- لا أتوانى فى الانتظام على التناول من جسد الرب ودمه الأقدسين، لأنال نعمة الثبات فيه والنمو فى محبته، لأثمر ثمارًا مفرحة عندما أسلك بالفضيلة والأعمال الصالحة التى ترضى أبوته وتمجد صلاحه..
5- وأنتظر فى استعداد بالرجاء فى مواعيده الصادقة للقاء فى القيامة العامة،
وأفراح السماء فى حياة الدهر الآتى..
أنها رحلة جهاد ملتحف بالنعمة الإلهية.. هكذا قال معلمنا بولس: “تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ”
(فى 12:2-13).