سر الزيجة

تعريف السر

هو سر مقدس به يرتبط ويتحد الرجل والمرأة إتحادأ مقدساً بنعمة الروح القدس وحلوله فيصير الاثنان جسداً واحداً على يد الكاهن بواسطة الصلوات الطقسيه في سر الاكليل.

وهو موضوع لحفظ الجنس البشري والاكثار عن طريق ولادة البنين والحمايه من الخطية وللحصول على معين في الحياه الروحية والعالمية.

اسماء السر 

سر الزيجه – سر الاكليل

ويسمي إكليلاً بسبب الأكاليل التي توضع فوق رؤوس العروسين وقت اتمام هذا السر ، وهي رمز إلى أكاليل النعمة والمجد والثبات كما هو مذكور في صلاة الأكاليل

تأسيسه وأهميته 

1 – أسسه السيد المسيح له المجد : أسسه الرب بنفسه في جنة عدن حينما بارك ادم وحواء ” و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الأرض ……… فاوقع الرب الإله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من أضلاعه و ملا مكانها لحماً. و بنى الرب الإله الضلع التي أخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم، فقال ادم هذه الأن عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت. لذلك يترك الرجل أباه و امه و يلتصق بإمراته و يكونان جسداً واحداً ” (تك 1&3).

وبارکه حين حضر عرس قانا الجليل ( يو 1:2 – 11 )

وفي حديثه إلى الفريسيين عن الزواج بقوله : ” فالذي جمعه الله لا يفرقة إنسان” ( مت19 : 6) وأوضح الرب في الإنجيل ” أن الذي خلق من البدء خلقهما كرا وأنثى؟ وقال: «من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان»” (مت 19 : 4 – 6)

2 – وضع الاباء الرسل قواعده واسباب نجاحه

قال عنه معلمنا بولس الرسول في ( أف5 : 32 ) : وهذا السر عظيم …”

وبين معلمنا بولس الرسول واجبات كل من الزوجين ( أف5 : 22 – 32)

وينصحهم بطرس الرسول في  (1بط 3: 5-7)

و معلمنا بولس الرسول شرح قواعد العلاقه الروحية والجسديه بين الازواج واسباب الطلاق في اصحاح كامل ( 1کو7)

لقد كرم الآباء الرسل سر الزواج إذ قال الرسول بولس في ذلك قائلاً “ليكن الزواج مكرمأ عند كل واحد، والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة  فسيدينهم الله” ( عب 13: 4)

الغاية منه 

  1.  نمو النوع البشري وحفظة بالتناسل حسب الأمر الإلهي : ” أثمروا واكثروا واملأوا الأرض” ( تك 1: 28)
    وترتبط بهذه الغاية رغبه مقدسة وهي نمو وازدياد أعضاء كنيسة الله .
  2. التعاون والمساندة ومساعدة كل من الزوجين للأخر حسب قول الرب ” “ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معينة نظيرة” ( تك 2: 18 )
    ولذلك خلق الله المرأة من ضلع آدم ليكون بينهما إتحاد طبیعی ويكون رباطهما قويا ويعيشا كل حياتهما دون انفصال .
  3. تحصين الإنسان من الخطية : وايجاد طريق طبیعی و مقدس لتحقيق رغبات و غرائز الانسان الطبيعيه بالإقتران الشرعي ، كما أوضح القديس بولس الرسول في (1كو 1: 7 – 9 ) وختم بالقول :” لأن الزواج أصلح من التحرق”
  4. اشباع عواطف الإنسان بالحب الطاهر بين الزوجين

عمل النعمة الإلهية في سر الزواج المسيحي يظهر ذلك بوضوح في البولس الذي تقرأه الكنيسه في صلاة الاكليل ” ايها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب. لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة وهو مخلص الجسد. و لكن كما تخضع الكنيسة المسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها. لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة و بلا عيب. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم کاجسادهم من يحب امراته يحب نفسه. فانه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته و يربيه كما الرب ايضا للكنيسة. لاننا اعضاء جسمه من لحمه و من عظامه. من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسداً واحداً. هذا السر عظیم و لكنني انا اقول من نحو المسيح و الكنيسة. و اما انتم الافراد فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه و اما المراة فلتهب رجلها “

إن فعل النعمة غير المنظور يحول الزيجة الطبيعية إلى سر مقدس عظيم ، على مثال إتحاد المسيح بالكنيسة اتحاد سرياً.

فتصير العلاقه بين الزوجين على نفس مستوى علاقة المسيح بالكنيسه من ناحية الحب والبذل والاهتمام وعلى نفس مستوى حب الكنيسة للمسيح وخضوعها له

الروح القدس في الاكليل يحل على الاثنين باستدعاء الكاهن فيصير الاثنان جسدا واحدا .. (إذا يكونا الاثنان جسداً واحداً ليس بعد اثنين بل جسداً واحد)

مفهوم الجسد الواحد

يعني هذا أن جسد كل منهما ملك للأخر فيكون لهما شركة الجسد الواحد لكن لكل منهما شخصيته وروحه ونفسه وجسده الخاص.

” ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل أيضا ً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة ” ( اكو 7: 4)

بمعنى كتابي “كل عروس بالنسبة لعريسها كحواء بالنسبة لأدم” أي أن المعجزة التي يتممها الروح القدس في هذا السر أنه يجعل العروس كأنها مأخوذة من جنب العريس كحواء بالنسبة لأدم ثم يعيد اتحادهما فيكونا جسد واحد. فعندما رأى أدم حواء قال هذه الآن لحم من لحمي وعظم من عظامي. هذا عمل الروح القدس. فيصير كل منهما جزء من جسد الأخر لذلك هنا يتغير مفهوم العلاقه المقدسه من مجرد شهوه وغريزه الى إمكانية خلقها الله في الإنسان ليتحد بالأخر جسدياً من أجل تبادل الحب والعاطفه وحفظ النوع واصبحنا نعتبرها شركة مع الله في الخلقة الأصل هنا هو الله فهو الطرف الأساسي في الزواج فهو الذي يجمع ويوحد الزوجين والإنسان ببرکه من الله يتناسل ( تك 3) ” أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض” بقوة هذه العبارة التناسل يتم إلى هذه اللحظة وسيظل إلى نهاية العالم.

ولذلك :

  1.  فإن النعمة الإلهية تقدس رباط الزيجة وتجعله رباطأ روحية لأن اتحاد المسيح بالكنيسة هو اتحاد روحي مقدس : ” لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يسها، مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة ” ( اف 5)
    فهو رباط مقدس وطاهر ولذلك يقول القديس بولس الرسول : ” ليكن الزواج مكرماً عد كل واحد، والمضجع غير تجس”( عب13 : 4)
  2.  والنعمة الإلهية تساعد على أن يدوم رباط الزيجة غير منفصل كما أن اتحاد المسيح بالكنيسة هو اتحاد أبدى .
    ولا يقدر أحد أن يفصله كما قال الرب نفسه : ” فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان”(مت 6:19 ).
    وقال القديس بولس الرسول : ” وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها وإن فارقته قلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته” ( اكو 7: 10 ، 11 )
    وقد قال القديس أمبروسيوس : ” إننا نعترف بإن الله هو سيد الزواج وحارسه ولا يطيق أن يدنس المضجع. فمن يخطئ خطية كهذه يخطئ إلى الله إذ يخالف شريعته ، ويسئ استعمال نعمته ، ومتى أخطأ ضد الله لا يقدر أن يشترك في السر الإلهي “
  3.  والنعمة الإلهية تساعد الزوجين مدة حياتهما على إتمام الواجبات المفروضة على كل منهم نحو الأخر حسب النموذج السامي في اتحاد المسيح بالكنيسة .
    أ- حسب وصية القديس بولس الرسول للنساء : “أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.” ( أف 22:5 – 24 )
    ب – وحسب وصيته للرجال : ” أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، 27لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. 28كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا».” (أف 5 : 25 – 31)
    ج – وقال موصياً الأثنين : ” هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. 33وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا. “( أف5 : 32 – 33 )
    د- ولذلك قال العلامة ترتليان : ” كيف يمكننا أن نعبر عن سعادة الزيجة التي تعقدها الكنيسة . ويثبتها القربان . وتختماالبركة (لامراته 2: 9) . وأشار الى أن الزواج سر مثل باقي الاسرار کالمعمودية والميرون والشركة بقوله (( ان الشيطان بما أنه يطلب أن يهدم الحقيقة فيقلد الاسرار الالهية نفسها عند الأمم ، فيعمد بعضاً من اتباعه ويعدهم أن تغفر خطاياهم بالمعمودية ، ويختم جبهة أضداده ، ويقيم احتفاليا تقديم الخبز … ويدعو الكاهن ليبارك الزيجة )
    ه . وقال القديس أغناطيوس الشهيد : ” يجب علي المتزوجين والمتزوجات أن يجروا اتحادهم برأي الأسقف ، لكي يكون الزواج مطابقاً لإرادة الله لا بحسب الشهوة ” (رسالة إلى بوليكربوس ف6)

الشروط المطلوبة لعقد رباط الزيجة

أن الذين يتقدمون للاقتران بعقد الزواج ينبغي حسب القوانين الكنسية الأرثوذكسية

أولا : أن يكون العروسان مسيحيين لأنه بدون الايمان بالمسيح لا يمكن نيل النعمة الالهية المعطاة بهذا السر أو بغيره وعلى ذلك تكون الزيجة مع غير المؤمنین ممنوعة بالكلية حسب قول الرسول “لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أي خلطة للبر و الإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان” (2كو 6: 14- 16)

ثانيا : أن يكونا أرثوذكسين لأنه لا وجه لنوال غير الأرثوذكسيين اكليلاً أرثوذكسياً من يد كاهن أرثوذكسي قبل أن يعترف بالإيمان الأرثوذكسي . ومتى كان أحد العروسين غير ارثوذكسي فانه يشترط أن ينضم الى الكنيسة الأرثوذكسية أولا.

ثالثا : أن يكونا بعيدين عن القرابة الجسدية والروحية المعينة درجاتها من قوانين الكنيسة الأرثوذكسية

رابعا : أن يكونا راضيين وقابلين الزواج بتمام الحرية والارادة المطلقة . لأن طبيعة رباط الزواج حسب قول الرب هي أن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً ، فاتحاد كهذا بين شخصين لا يمكن اتمامه من دون الارادة الحرة والمحبة المتبادلة .

خصائص الزيجة المسيحية

1 – زوجة واحدة وزوج واحد

فليس عندنا تعدد زوجات لانه هكذا خلقهما الله من البدء وهكذا رسم ان يكون فرغم احتياج البشريه للتزايد في بدء الخليقة الا أن الله لم يخلق الا امرأه واحده لرجل واحد

2 – عدم الطلاق الا للزنا 

حسب تعاليم الرب في الانجيل “وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 6إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7قَالُوا لَهُ:«فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». ” (مت19 :3 – 9)

وحسب قول بولس الرسول : ” وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها وإن فارقته قلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته ” (1كو 7: 10 – 11 )

زر الذهاب إلى الأعلى