أعمدة الكنيسة السبعة

تقوم كنيستنا على أعمدة سبعة وهي السبعة أسرار الكنسية.

الروح القدس هو العامل في الأسرار، وهو يغير في مادة السر وفي الفاعل فيهم السر..

وهذه الاعمدة السبعة هي:

العمود الأول: المعمودية (باب الأسرار)

بدونها لا يمكن أن يدخل الإنسان إلى ملكوت السموات، فهي بمثابة البوابة الأساسية للمدينة، كما قال الرب يسوع: “من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن” (مر 16:16 ). فالإنسان لا يمكن أن يواصل المسيرة ويدخل الملكوت بدونها.

أما طقس المعمودية فهو عبارة عن صلوات طقسية ويشمل:

  1.  تحليل المرأة : عبارة عن صلاة من أجل الأم والطفل، ويدهنهما أبونا بزيت ابوغالمسيس (الساذج)
  2. جحد الشيطان : تقف الأم وتحمل طفلها ناحية الغرب، وتعلن رفضها للشيطان، وكل أعماله الشريرة، ثم تتجه ناحية الشرق وتعلن قبولها للسيد المسيح، وتتلو قانون الإيمان.
  3. تقديس الماء : وهو قداس خاص، يصلي الأب الكاهن على المياه، حيث يضع في ماء المعمودية ثلاثة أنواع من الزيت (الساذج – الغاليون – الميرون) لتتغير من مياه عادية إلى مياه قادرة على ولادة الإنسان من الماء والروح، لذا فقد قال السيد المسيح لنيقوديموس “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو 5:3). 
  4. التغطيس في الماء : يغطس الأب الكاهن الطفل كله في الماء ثلاث مرات، مثال الثالوث القدوس: الآب والإبن والروح القدس، وفي عملية الغطس معنی جمیل، فالطفل حين يغطس في الماء، كأنه دفن في جرن المعمودية، مثال السيد المسيح الذي مات بالجسد ودفن ثلاثة أيام، وقام منتصراً على إبليس بطبيعة جديدة، الذي جحدته أمه “مدفونين معه في المعمودية” (كو12:2 ). لذلك كان ضروريا أن تتم المعمودية بالتغطيس وليس بالرش.. .

– لقد إرتدى الطفل ملابس بيضاء.. وذلك إشارة إلى تغييره إلى حالة البر والنقاوة والحياة الجديدة التي نالها بعد المعمودية.

العمود الثاني : الميرون (سر التثبيت) 

وكلمة ميرون تعني طيب أو دهن ويدهن به الإنسان المعمد 36 رشمة، وذلك ليتقدس سر الميرونالجسم كله، ليصبح هيكلا للروح القدس: “وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم” (1 يو 27:2 )، وينال الطفل هذا السر بعد المعمودية مباشرة. ويتم توزع الـ 36 رشمة على الجسم كله كالآتي:

المجموعة الأولى : على الرأس :

– الصليب رقم (1) : على الرأس (لتقديس الفكر)… لأن الفكر هو ينبوع كل فكرة حسنة أو سيئة.

– الصليب رقم (3،2) : على المنخارین.

– الصليب رقم (4) : على الفم. – الصلبان (5- 8) : على الأذنين والعينين . وذلك كله التقديس حاستي السمع و النظر.

– الصليبان (10،9) : على القلب والبطن لتقديس المشاعر.

– الصليبان ( 12،11 ) : على الظهر من فوق وأسفل لتقديس الإرادة.

المجموعة الثانية :

12 رشمة على الذراعين لتقديس الأعمال 

– الصلبان من (13-24) : صليبان لكل مفصل من مفاصل الذراعين، من الخلف ومن الأمام. وذلك كله لتقديس الأعمال. 

المجموعة الثالثة :

12 رشمة على الساقين لتقديس الحركة

– الصلبان من (25-36) : صليبان لكل مفصل من مفاصل الساقين، من الخلف ومن الأمام. وذلك كله لتقديس الخطوات.

وهكذا يتحول الإنسان إلى هيكل للروح القدس، إذ يسكن فيه روح الله، مقدساً فكره، وحواسه، ومشاعره، وإرادته، وأعماله، وخطواته.

أول من عمل الميرون هم آباؤنا الرسل، فقد احتفظوا بالأطياب التي كانت على جسد السيد المسيح عند تكفينه، وأذابوها في زيت الزيتون (خميرة)، وصار دهناً مقدساً يحل عن طريقه الروح القدس في الإنسان..

العمود الثالث : سر الإفخارستيا (سر الأسرار، الشكر)

لقد ولد الإنسان من جديد من المعمودية، وأصبح هيكلاً للروح القدس بالميرون، فهو الآن يحتاج للنمو، فيتغذى من جسد ودم السيد المسيح في سر الافخارستيا، وذلك من خلال صلاة القداس الإلهی، حيث يتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم السيد المسيح: “من يأكل جسدى ويشرب د می، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو 54:6).

العمود الرابع : سر التوبة والاعتراف (تجديد المعمودية)

لكى نستفيد من سر التوبة والإعتراف لابد أن نتبع الخطوات التالية :

  1.  جلسة مع النفس : وفيها يراجع الإنسان نفسه  تصميمه على عدم الرجوع للخطية.
    أمثلة لمراجعة النفس: مراجعة العلاقة مع الله: (الصلاة – الصوم – اب الاعترافالممارسات الروحية) – والعلاقة مع الآخرين (الإدانة – الغضب – الحسد – الحقد – الغيرة…) مراقبة حواسي: (خطايا الفكر – النظر – السمع..)
  2. جلسة مع الله وطلب المعونة : لعدم العودة للخطية.
  3.  جلسة مع أب الاعتراف والإقرار بالخطية.
    وقد اخجل من ابونا ان اكشف خطایای امامه! إن الخجل مطلوب… لأنه يشجعنا أن لا نكرر أخطاءنا، وقوانين الكنيسة تفرض على الأب الكاهن أن لا يبوح بأخطاء المعترفين لأي شخص، فهو سر بين أبيك الكاهن وبينك، إنه يصلي من أجلك، ويشجعك حتی تترك أخطاءك، وعاداتك السيئة.
  4.  التحليل : حيث يقرأ الكاهن التحليل على رأس المعترف، وينقل خطاياه إلى جسد ودم السيد المسيح وتغفر خطاياه بالتوبة والتناول من الأسرار المقدسة.

 هذه الأسرار الأربعة (المعموديةالميرون – الافخارستيا – التوبة والاعتراف) لازمة لخلاص كل إنسان.

أما الثلاثة أعمدة الأخرى فهي أسرار مهمة، ولكنها ليست لازمة لخلاص، ولا لكل إنسان وهي: (مسحة المرضي – الزيجة – الكهنوت).

العمود الخامس : مسحة المرض (القنديل)

وفيها يصلي الكاهن سبعة صلوات، وفي كل صلاة ينير فتيلة من القطن المغمور في طبق مملوء بزيت الزيتون.. هذه الفتائل عددها سبعة يضعها الكاهن على شكل صليب، وكانوا قديما يضعون الزيت في قنديل تخرج منه سبعة فتايل، لذلك يسمون سر مسحة المرضى صلاة القنديل”. والكنيسة تصلي صلاة القنديل العام، مرة في السنة يوم جمعة ختام الصوم الكبير قبل أسبوع الآلام الذي ينتهي بأفراح القيامة المجيدة، حيث تصلی الكنيسة لكل مريض أو متعب أو مرهق نفسيا، لكي ينال الجميع صحة الجسد والنفس والروح، استعداداً لاستقبال أفراح القيامة ويكون الشعب في أحسن حال ..

والقديس يعقوب الرسول ذكرها في رسالته: “أمريض أحد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة، فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطة تغفر له” (یع 5: 14-15). وقد مارس آباؤنا الرسل هذا السر “فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. وأخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضی كثيرين فشفوهم (مر 12:6 -13).

وهذا السر هو الوحيد الذي من الممكن ممارسته في البيوت حيث يذهب الكاهن والشماس للمريض في بيته لصلاة القنديل، (سر مسحة المرضى)… وأنسب وقت لصلاته في الصباح الباكر حيث يكون الكاهن والحاضرون صائمين، ويكون المريض أيضا قادرا على الصوم، كما أن هذا السر يقام خلال أي وقت في السنة في البيوت حسب الإحتياج، وليس من الضروري إتمامه خلال الصوم الكبير كما اعتاد الناس.

العمود السادس: سر الزيجة 

هل الأفضل للإنسان عندما يكبر أن يتزوج أم يصير راهبا؟
الرهبنة طريق جميل لبعض الناس، والزواج طريق جميل للبعض الآخر المهم أن يرضي الراهب الرب وأن يرضى المتزوج الرب. والزواج أسسه وقدسه السيد المسيح وجعله سراً مقدساً، في عرس قانا الجليل.

مادة السر هما الزوجان العريس والعروس. وبعمل الروح القدس في صلوات الإكليل بأن يجعلهما واحدا من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقة إنسان” (مت 5: 6)

العمود السابع : الكهنوت (خادم الأسرار)

كل الأسرار لا يمكن أن تتم بدون سر الكهنوت، لأن هذا السر هو خادم الأسرار، لأن الأسرار تتم من خلال صلوات الكاهن، واستدعاء الروح القدس الذي يعمل في جميع الأسرار، والكهنوت يمنح كهبة من السماء، ويقول معلمنا بولس الرسول: “لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله، كما هارون أيضا” (عب 4:5). لى يديه..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى