السطو على النوبة

 

لم تقف اوجاع القبط (في القرن السادس عشر) عند هذا الحد بل تضاعفت اضعافاً. ذلك أن النوبيين كان عليهم أن يدفعوا الجزية لحاكم مصر، وكثيراً ما كانوا يتغافلون عن دفعها. وكثيراً ما كانوا يحاربون المصريين في المنطقة المتاخمة لبلدهم فإذا ما انتصروا استمروا في زحفهم شمالاً. ولكنهم كانوا يرتضون دائماً – في نهاية الامر – بالتفاوض ويعودون إلى بلادهم حتى حين ينتصرون. على ان العثمانيين تعسفوا في حكمهم اكثر من غيرهم وضيقوا الخناق على النوبيين إلى حد أن الحكومة النوبية أصبحت في أيدي المسلمين بعد ان كانت منذ نهاية الوثنية في أيدى المسيحيين. فقد سطا اوزديمير الوالى الشركسي لليمن على النوبة واستولى على منطقة ابريم التي كانت بمثابة الحصن الراقي للنوبة الجنوبية. وحين سيطر على

المنطقة أقام فيها حاميات من الجنود الشركسية في اسوان وابريم وصای.

وباستقرار الحكام الموفدين من قبل الاتراك في النوبة أصبح التعذيب والارهاب وابتزاز الأموال وسائلهم المعتادة . ونتج عن هذه الخطة الغشوم أن المسيحين من النوبيين اتخذوا طرقاً ثلاثة ( كل حسب تقديره ) : الاستشهاد ، الهجرة ، التحول إلى الاسلام. وبذلك زالت المسيحية من النوبة تماماً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى