الشهيد بسطورس
في فترة القلق والاضطراب في القرن الرابع عشر ، نال إكليل الشهادة عدد من الناس غالبيتهم مجهولة.
ولكن من بين المعروفين من شهداء هذا العصر رجل اسمه بسطوروس ، وترجمة اسمه الصليب. فقد حدث أن جحدت أمه الإيمان المسيحي ولكن بسطوروس ظل مع أبيه على ولائهما للمخلص ، وبعد سنين طويلة قام رجل قاس واشتکی بسطوروس إلى الوالي بحجة أن من كان أحد والديه مسلماً يجب أن يكون هو أيضا مسلماً .
فاستدعاه الوالی وحاول استمالته إلى انكار إيمانه فلم يفلح . فأمر بتكبيله والقائه في السجن ، وبينما هو مسجون جاءت حمامة بيضاء ووقفت على رأسه . وسمع حارس السجن بالأمر فأبلغ الوالي به . وعندها استحضره الوالي أمامه وهدده بالحرق إن هو أصر على التمسك بإيمانه . فقال له بسطوروس : ( أفعل بی ما شئت فسلطانك على جسدى فقط . فأخرجوه إلى ساحة عامة حيث سمحوا لمن يشاء أن يضربه ويشتمه . فتحمل كل ما أذيق من عذاب بصبر وهدوء . وفي النهاية قطعوا رأسه بالسيف . وهكذا نال إكليل الشهادة .
وقد شاء الله تعالى أن يكرم شهیده فجرت آیات وعجائب عن طريق جسده الذي ذاق أشكال العذاب .
—-
من كتاب قصة الكنيسة القبطية ج٣- إيريس حبيب المصري