الصليب والقيامة
القيامة أعطتنا الخلاص
نحن نسمى الرب يسوع المسيح: “مخلصنا الصالح”،
وهذا ما نناديه به في صلوات البصخة المقدسة:
– لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين.
عمانوئيل إلهنا وملكنا.
– لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين.
ياربی يسوع المسيح “مخلصى” الصالح.
– لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين.
ما معنى “الخلاص” ؟
+ من أي شئ يخلصنا المسيح، له المجد؟
- يخلصنا من الخطية الجدية التى ورثناها من أبينا آدم وأمنا حواء.
- يخلصنا من فساد طبيعتنا البشرية : التي أصبحت تميل إلى فعل الخطية، بعد السقوط.
- يخلصنا من الخطايا الفعلية التي تسيطر علينا بسبب كثرة السقوط فيها: خطايا الفكر، والحواس، والمشاعر، والجسد، والعلاقات… الخ.
- يخلصنا من أحزان وأتعاب هذا العالم: بقوة المسيح الساكن فينا.
- يخلصنا من جسد الضعف: الذي لا يكف عن السقوط حتى النفس الأخير، وذلك بأن يتغير – بقوة القيامة – إلى جسد نورانی ممجد.
- يخلصنا من حروب الشياطين: وغواية عدو الخير، الذي لا يريد إلا هلاكنا.
- يخلصنا من الموت الجسدي: بالقيامة من الأموات، ومن الموت الأبدي: بالدخول إلى السموات.
كيف كانت القيامة سبب خلاصنا ؟
لاشك أن الرب يسوع، حينما مات على الصليب، فداء لنا، كما يقول الكتاب: “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة” (ابط 24:2 )، استطاع السيد المسيح أن يقوم بعملين هامين جداً هما، أنه:
- بموته حمل عنا حكم الموت، إذ مات عوضاً عنا مكتوب: “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” (يو 13:15 ).
- وبدمه الكريم استطاع أن يطهرنا من الخطية ويقدسنا لملكوت السماوي. مكتوب أن ” دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (ايو 7:1).
الصليب كفارة
كلمة كفارة من كلمة عبرية هي كفر” (Copher)، وهي نفسها الكلمة الإنجليزية (Cover). بمعنى أن السيد المسيح حينما حمل حكم الموت على كتفيه، ذلك الحكم الذي كان صادراً ضد الإنسان، مات عوضاً عنا، وبدلاً منا… أي بدلاً من أن نموت نحن (عقابا لخطايانا) ونستمر في موت أبدي… مات الرب يسوع عوضاً عنا… ولأنه كان “بلا خطية”، لم يستطع الموت أن يمسكه، فهو يمسك الخطاة فقط.. وكذلك لأن ناسوته متحد بلاهوته، استطاع بقوة لاهوته أن يقوم من بين الأموات:
- قام بقوته الذاتية وليس بقوة خارجة عنه.
- وقام بجسد نورانی سمائی ممجد.
- وقام ولم يمت، ولن يموت إلى الأبد.
وكما كان الخاطئ – في العهد القديم – يضع يده على رأس الذبيحة الحيوانية، ويعترف بخطاياه أمام الكاهن، فكانت خطاياه تنتقل إلى الذبيحة، ويذبحها الكاهن بدلاً منه، ويدخل بدمها إلى الأقداس… هكذا الآن، وبصورة فائقة، وضعت كل خطايانا علی رب المجد يسوع، الذي “حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة” (ابط 24:2 ). تماماً كما تنبأ إشعياء في العهد القديم، قبل ميلاد المسيح بثمانمائة سنة، قائلا عن الرب يسوع:
“وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحبره شُفينا” (إش 5:53). “والرب وضع عليه إثم جميعاً” (إش 6:53). “حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين” (إش12:53).
وهكذا “ستر” الرب خطايانا، و “کفّر” عنها بدمه، لذلك يقول معلمنا يوحنا الحبيب: “أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الأب، يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا” (ايو 1:2-2).
ولكن الصليب لم يكن فقط للغفران وللخلاص من حكم الموت، ولكنه كان أيضا للتطهير والتقديس، حتى تتخلص طبيعتنا من فساد الخطية.
الصليب تقديس
فالرب حينما سفك دمه من أجلنا، وتركه لنا في الإفخارستيا، امتداداً لذبيحة الصليب، كان يقصد أن نأخذ من دمه البركات التالية:
- الغفران… فالتائب والمعترف ينال غفران خطاياه – من الخلاص الذي قام به السيد المسيح بالصليب، ودمه المسفوك عنا.
“الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا” (كو 14:1 ).
“بدون سفك دم لا تحصل مغفرة!” (عب 22:9 ). - التطهير… مكتوب “.. دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (ايو7:1). إذ لا يكفي الغفران (السماح) وتظل طبيعتنا فاسدة تفرز كل يوم خطايا… إن دم المسيح سيطهرنا من كل خطية… وهذا مهم جداً، حتى لا نسقط تحت حكم الموت مرة ثانية.
- التقديس… مكتوب “يسوع أيضا، لكى يقدس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب” (عب 12:13 )… والتقديس ليس معناه العصمة من الخطيئة، بل معناه أن نصير ملكاً لله، وهيكلاً مقدساً له، تماما كما نقدس وندشن أواني المذبح، فتصير مخصصة لله ولخدمة القداس.
- الثبات… “من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت في وأنا فيه” (يو 56:6)… لذلك يجب أن ننتظم في التناول لنثبت في الله، والله يثبت فينا.
- الحياة الأبدية… إذ قال الرب أيضا: “من يأكل جسدى ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيم في اليوم الأخير” (يو 54:6 )…
وهكذا يكون فداء المسيح لنا، وقيامته المجيدة، سبب خلاص لنا من:
- الخطية الجدية التى ورثناها عن آدم.
- طبيعة الخطية التي ولدنا بها، ونتخلص منها بالمعمودية، ويتجدد بعد ذلك فعل المعمودية فينا بالتوبة والإعتراف.
- الخطايا الفعلية بالفكر والحواس والتصرف والعلاقات… وذلك بالتوبة والإعتراف.
- وهكذا نتخلص من أحزان وأتعاب الأرض، فهو الذي قال لنا: “تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم” (مت 28:11 ).
- أما الجسد الضعيف والخاطئ الذي لنا الآن، فسوف يتغير بالقيامة إلى جسد نورانی.
- وأما عدو الخير، فسنهزمه بقوة المسيح القائم والساكن فينا.
- وأما الخلود والأبدية فهما عطية قيامة الرب…
من المسابقة الدراسية – مرحلة الخريجون – مهرجان الكرازة 2011