يوسابيوس القيصري
وُلد 260|265م وتنييح عام 340م تقريباً.
في صغره درس يوسابيوس في مدرسة قيصرية فلسطين على يد بامفيلوس الذي كان معلماً مسيحياً مقتدراً، يملك مكتبة لاهوتية كبيرة ومن المعجبين بأوريجانوس. ودرس أيضا في مدرسة أنطاكية على القس دوروثيئوس الأنطاكي.
كرس يوسابيوس حياته للدراسة ولمعلمه بامفیلوس. ومن حبه لمعلمه حمل اسمه وسمى نفسه يوسابيوس بامفيلي أي (ابن بامفیلوس).
مات بامفیلوس في ۳۰۹ أو ۳۱۰م، في حوالي سابع عام من بداية اضطهاد دقلديانوس فتنقل يوسابيوس بين فلسطين ومصر أثناء الاضطهاد.
وكانت خلاصة تجاربه في كتابه “شهداء فلسطين”، الذي ضم بعد ذلك لكتابه “التاريخ الكنسي”. وكتبه كشاهد عيان علی عذابات وبطولة الشهداء المسيحيين أثناء الاضطهاد في الفترة من ۳۰۳م-۳۱۱م. ويقال إنه هو نفسه وُضع في السجن في مصر.
رسمه اغابيوس مطران قيصرية قسيساً ثم أصبح أسقفاً لقيصرية بُعيد ۳۱۳م، وأكمل كتاباته الدفاعية والتاريخية.
حظى عند قسطنطين بمنزلة مرموقة، فصار أمين سره وكاهنه الخاص وأب اعترافه وترجمانه.
وقد تحقق ما تخيله يوسابيوس فيما يخص الانتصار التاريخي للكنيسة؛ وذلك من خلال ما قدمه قسطنطين من تأييد وامتيازات للكنيسة المسيحية أكدت رؤية يوسابيوس وانعكساته أو أفكاره عن حكم قسطنطين، هذه الرؤية التي تحيي الوحدة الجديدة بين القوة الروحية والقوة الزمنية. وقد ذكر هو أمرا شبيهاً بهذا في كتابه “حياة قسطنطين” الذي لم يكمله.
هذه الانعكاسات والآراء المتفائلة وضعت الأساس للنظرية السياسية فيما بعد في الإمبراطورية البيزنطية. وكان أول من شرحوا واجبات الإمبراطور المسيحي.
للأسف كتب عدة خطابات لتأييد آریوس، وفي مجمع في قيصرية أعلن أن إيمان آريوس يعد إيماناً أرثوذكسياً.
بعد ذلك بفترة قصيرة انعقد مجمع في أنطاكية ۳۲۰م تم فيه حرم يوسابيوس عندما رفض صيغة موجهة من المجمع ضد تعليم آریوس.
في مجمع آباء نيقية 325م دافع عن لاهوت السيد المسيح بتعبيرات من الكتاب المقدس، ولكنه رفض عقيدة Homoousios (المساوي في الجوهر) التي للقديس أثناسيوس، معتبرا أنها تقود إلى السابيليه- ولكنه أخيرا وقع على قانون الإيمان الذي قدمه المجمع نزولا علی رغبة الإمبراطور ولكن بدون اقتناع داخلي.
له في الحقيقة وللأسف دور في إصدار الإمبراطور قراراته الخاصة ضد الأساقفة الأرثوذكسيين حيث كان هو المرشد والمفسر اللاهوتي الأول للإمبراطور.
لا يعد يوسابيوس من اللاهوتيين البارزين في العصور المسيحيةالأولى. فإن كان قد اشتهر بدراسته علوم أخرى ولكن ليس علم اللاهوت.
وإن كان قد نال شهرة ذائعة فذلك بسبب كتابة التاريخي الضخم “التاريخ الكنسي”. ولذلك لقب “أبو التاريخ الكنسي”.
و يعد من أوائل المؤرخين الكنسيين. وهو أيضا مفسر للكتاب المقدس – ومدافع عن المسيحية ضد الوثنيين، وكان له دور فعال و عنيف أحيان في الجدل الآريوسي، فقد كان نصف آریوسي.
على الرغم من أنه لم يكن كاتباً بليغاً ولا مفكرا يتمتع بالأصالة – ولكنه حفظ وثائق نفيسة وانعكاسات ثمينة فيما يتعلق بالحياة والفكر المسيحي خلال فترة انتقالية.
من خلال كتاباته تتضح رغبة يوسابيوس التي رافقته طيلة حياته في إثبات حقيقة المسيحية (وإن كانت مسيحية مشوهة بسبب إنه نصف آريوسي) وذلك بإبراز إتمام وتحقيق النبوات، التي ذكرت بالكتاب المقدس، في أحداث التاريخ.
توضح كتاباته العديدة أنه كان يميل إلى التفسير الحرفي والتاريخي للكتاب المقدس أكثر من التفسير الرمزي أو الانعكاس اللاهوتي وذلك بالرغم من إعجابه بأوريجانوس.
دافع يوسابيوس عن بدعة أن الابن أقل من الآب، ولذلك تلطخت سمعته اللاهوتية حتى الأجيال الأخيرة.
كتاباته
كتاباته التاريخية:
- تاريخ السنين Xpovtkot (الخرونيكي): التسلسل التاريخي لأحداث الكتاب المقدس التاريخية في جزئين. يعتبر من كتاباته المبكرة وكتبه حوالي ۳۰۳م. ويؤرخ من مولد إبراهيم ۲۰۱۰/۲۰۱۹ ق.م. حتى ۳۰۳م، ويحدد میلاد السيد المسيح في العام 5200 للخليقة.
- التاريخ الكنسي EkkindtaaTurn toopta The Ecclesiastical History Historia Ecclesiastica, هو أشهر أعماله. ويغطي الفترة من بداية تأسيس الكنيسة إلى هزيمة ليكينيوس Licinius م324 م وانفراد قسطنطين بالحكم. وضعه في عشرة أجزاء، يتسم هذا العمل الضخم بوفرة الحقائق التاريخية والوثائق وكتابات الكنيسة الأولى التي يحويها.
- شهداء فلسطين: الذي ضُم إلى “التاريخ الكنسي”.
- أعمال قدماء الشهداء قبل اضطهاد دقلديانوس.
مديح للإمبراطور قسطنطين:
- حياة قسطنطين: في أربعة كتب كتبها بعد موته في ۳۳۷م.
- ترجمة لخطاب الإمبراطور قسطنطين الذي ألقاه في مجمع الآباء القديسين. ويعتبره البعض الكتاب الخامس أو كملحق الكتابه السابق “حياة قسطنطين”.
- تكريم للإمبراطور قسطنطين: من الفصل ۱-۱۰ المديح الذي ألقاه ۳۳۰م في العيد الثلاثين لتولي قسطنطين الإمبراطورية. الفصول من ۱۱-۱۸ مقالة إلى الإمبراطور بمناسبة تدشينكنيسة القبر المقدس.
كتابات دفاعية:
- مقدمة أولية عامة عن الأناجيل: تزيد على 10 أجزاء وتحوي شرحاً لنبوات العهد القديم عن المسيح، كتبها قبل أسقفيته.
- التهيئة الإنجيلية: كتبه بعد 314 م، في 15 جزءا. هدفه دحض تعدد الآلهة الوثنية وتوضيح تفوق العقيدة اليهودية – التي كانت بمثابة تهيئة للإنجيل – على الديانة الوثنية.
- البرهان الإنجيلي: وهو تابع للكتاب السابق يرد فيه على اتهامات اليهود للمسيحيين بانهم قبلوا كتب اليهود المقدسة لينعموا ببركات شعب الله المختار ولكنهم رفضوا ممارسة الشرائع الناموسية. وهو في ۲۰ جزءا يبرهن فيه على المعنى العام للعهد القديم، وأن المسيحية هي تحقيق لنبواته. وقد أظهرا الكتابان السابقان معرفته بالكتاب المقدس وتمكنه من الأدب اليوناني، يهدف فيهما أساسا إلى الرد على الفيلسوف بورفيري وكتابه ضد المسيحيين”.
- ثيئوفانيا (الظهور الإلهي): وفيه دافع عن التجسد الإلهي، وهو مختصر للكتابين السابقين.
- وضد بورفيري: في ۲۰ جزء، وهو رد على الجدل المدمر ضد التفسير المسيحي للكتاب المقدس الذي كتبه بورفيري.
- ضد هيروگلیس: دفاع مختصر عن معجزات السيد المسيح وهو دحض لحاكم بيثينيه الذي ادعى وكتب أن أبولونيوس تيانا أعلى من المسيح. كتبه بين ۳۱۱-۳۱۳م.
- تقنيد ودفاع: في جزئين، رداً على اعتراضات الوثنيين على العقيدة المسيحية، ولم يبق منه شيء.
كتابات تفسيرية للكتاب المقدس:
- القوانين الإنجيلية: مقاطع متوازية من الأناجيل الأربعة (ازائية) : Onomasticon: دراسة في أسماء الأماكن وتاريخها وجغرافيتها في الكتاب المقدس : أسئلة وإجابات في الإنجيل: ويمثل هذا الكتاب مساهمة هامة بالنسبة للنقد الكتابي
- تفسير لسفر المزامير : تفسير السفر إشعياء : تعدد الزوجات واتساع عائلات الآباء البطاركة الأول (إبراهيم – يعقوب) : في القيامة.
كتابات عقائدية
- دفاع عن أوريجانوس: بدأه يامفيلوس وأكمله هو بعد موته.
- ضد ماركيللوس: ۳۳۶م في جزئين بعد إدانة مارکيللوس بالساييلية والساموساطية.
- اللاهوت الكنسي: حوالي ۳۳۷م في ۳كتب، ضد ماركيللوس أيضا. يذكر فيه أن ابن الله ليس له نفس جوهر الأب وأن الروح القدس ليس إلا مخلوق بواسطة الابن.
خطب وعظات ورسائل.
الكنيسة الجامعة | |||
آباء وكتاب أنطاكية وسوريا | |||
تاريخ الكنيسة |