دانيال النبي نموذج للأمانة

 

قال الكتاب المقدس عنه: “كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ. “(دا 6: 4). اسم دانيال معناه االله قضى، والقضاء يلزمه الأمانة، فنجد أن دانيال اتصف بالارتباط القوى باالله، فتمجد الرب بواسطته لأمانتـه بـين الشعوب التى كانت لا تعبد االله (الوثنية)، لدرجة أجبرت جبابرة عصره، (ملوك: بابل ومادى وفارس) والناس جميعاً على إحناء رؤوسهم للـرب الإله، وإعلان إيمانهم به.. وبدراسة شخصية دانيال نجـد أنـه مـارس الأمانة فى أمور كثيرة فى حياته الخاصة والعامة..

1- أمانته في الصوم (دا 1)

عندما سُـبى دانيـال مـن أورشليم إلى بابل مع آخرين، قرر لهم الملك أن يأكلوا من أطايب الملك، ومـن خمـر مشروبه، فـرفض دانيـال والفتية الثلاث ذلك، وقرر دانيال فى قلبه أنه لا يتـنجس بأطايـب الملك، ولا بخمر مشروبه..صيام دانيال وأعطى االله لدانيال نعمة فـى عينـى رئيس الخصيان، ووافق طلبهم أن يأكلوا فقـط القطـانى (بقـول)  ويشربون ماء فقط، فتركهم يأكلون حسب طلبهم لمدة عشرة أيـام، وفى نهايتها ظهر منظرهم أحسن وأسمن أكثر مـن كـل الفتيـان الآكلين من أطايب الملك. وعندما دخلوا لمقابلة الملك، كلمهم الملك فلم يوجد بينهم كلهم مثل هؤلاء الأربعة دانيال والثلاثة فتية، ووجد كل واحد منهم مملوء حكمة، وهم أفضل عشرة أضعاف فوق كـل المجوس والسحرة الذين فى كل مملكته.

2- أمانته في الصلاة (دا 2)

كان دانيال يعتمد   على الصلاة ليعطيه االله الحكمة، وكـان يـضع المـشكلة أمـام االله، وكـان االله يستجيب له. صلاة دانيالفقد كشف له عـن الحلـم الذى حلمه الملك، وأخبره به وبتفـسيره أيضاً حتى قال الملك: “حَقًّا إِنَّ إِلهَكُمْ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الْمُلُوكِ وَكَاشِفُ الأَسْرَارِ“(دا 2: 47) .. فعظَّم الملك دانيال جداً وأعطـاه أن يتسلط على كل ولاية بابل.

3 – أمانته في المجتمع (دا 6)

  رغم أن دانيـال عـاش فـى ظـروف قاسية “ظروف السبى”، لكن كانت له حياة شـركة مـع االله، فقـد كان أمينًا جداً فى عمله، حتـى أن الملـك فكـر فـى أن يرفعـه ويعليه على المملكة كلها. وهنا أعطانـا دانيـال درسـاً ممتـازاً أن الأمانة لله تدفعنا للأمانة للوطن والرؤساء، وأنـه لا تعـارض بين الأمانة لله، والأمانة فى العمل بل بالعكس أمانتنا فى العمـل تكون عنوانًا للأمانة الله.

تطبيق 

  1.  ارتبط بالصلاة بقلبك، فاالله يعـرف ظروفك، ويستمع إليك.
  2.  اقطع معه عهداً أن تعيش أمينًا له، فهو االله خـالق كـل شـئ، والمعتنى بنا.
  3.  كن أمينًا فـى أسـرتك فـى رعايتهم والاهتمام بهم، وفى تربية أبنائك تربية مـستقيمة، فينـشأون فــى مخافـة االله، مــواظبين علـى  الوسـائط الروحية (الصلاة – الصوم – الكتـاب المقـدس – التنـاول –
    حضور الاجتماعات فى الكنيسة).. فيكونـون محبـين للنـاس وناجحين فى دراستهم، وعملهـم، وفـى المجتمـع مـواطنين صالحين.. علمهم محبة الجميع، وخدمـة المحتـاجين فيكـون شعارك: “أما أنا وبيتي فنعبد الرب “( يش 24: 15).
  4.  كن أمينًا فى عملك ومع جيرانك، وفى محبتك لوطنـك عموماً
    فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.“(مت 5: 16).

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى