1كو 10:1 ولكنني اطلب إليكم أيها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولا واحدا
وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ،
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
“ولكنني أطلب اليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولاً واحداً ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد و رأى واحد”( ع ۱۰ ).
يقول بولس الرسول إنه يطلب إليهم ويطلب بالمسيح ، كونه لم يكن كافياً بمفرده للتوسل فاتخذ بولس هنا المسيح مساعداً ومعيناً له.
ولكن ما هو الذي يطلبه بولس هنا ؟ الجواب : أن يقولوا جميعهم قولاً واحداً ولا يكون بينهم انشقاقات.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“ولكنني أطلب إليكم أيها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح
أن تقولوا جميعكم قولاً واحدًا،
ولا يكون بينكم انشقاقات،
بل كونوا كاملين في فكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحدٍ” [10].
إذ انتهى الرسول من المقدمة بدأ يحثهم على الكف عن الانشقاقات ليكون لهم القلب الواحد والفكر الواحد، مركزين كل طاقاتهم في التمتع برجاء الإنجيل.
يطلب إليهم “باسم ربنا يسوع“، فإنه يدرك ما لهذا الاسم من قوة في عمل الآيات، ولعل من أهم هذه الآيات هي أن يجمع الكل معًا فيه، فيصير لهم القول الواحد والفكر الواحد، ولا تجد الانشقاقات لها موضعًا فيها.
لاحظ القديس يوحنا ذهبي الفم أن اسم يسوع المسيح أُشير إليه في هذه الرسالة أكثر من غيرها. غاية الرسول من ذلك هو أن يسحب قلوب كل فريق من الإعجاب بالمعلمين إلى شخص المسيح نفسه.
v حسنًا أضاف بولس اسم المسيح هنا، إذ لم يكن أهل كورنثوس يمجدونه.
يسألهم أن يقولوا جميعهم “قولاً واحدًا”، فإنهم وإن اختلفوا في الآراء في أمور كثيرة لكن حين يعلنون عن إيمانهم باللَّه وعمله الخلاصي يلزمهم أن ينطقوا بذات الكلمات حتى لا تحدث انشقاقات في الكنيسة.
بالإيمان يصيروا كملائكة اللَّه الذين لن يعانوا قط من أية انشقاقات أو خلافات. بالحب الحق يتمتع الكل بالفكر الواحد، أي ينالوا فهمًا واحدًا للحقائق الإلهية والحياة السماوية.
v وقف بولس أولاً ضد المرض نفسه، نازعًا جذور الشرور وثمارها: روح الانشقاق. وقد استخدم الجرأة في الحديث، لأن هؤلاء كانوا تلاميذه أكثر من غيرهم. لذلك يقول: “إن كنت للآخرين ليس رسولاً، فعلى الأقل لكم، أنتم ختم رسالتي” (1كو2:9). علاوة على هذا كانوا في حالة ضعف أكثر من الآخرين.
v يسهل أن نشارك شخصًا رأيه ولا نشاركه مشاعره. ويمكن الاتحاد في الإيمان وليس في الحب. هذا هو سبب قول بولس بأنه يجب أن نتحد في الفكر والرأي.
v لتصغِ إلى الرسول: “اطلب إليكم أيها الاخوة… كونوا كاملين في فكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحدٍ“. كان يتحدث إلى الجموع، لكنه أراد أن يجعل منهم “واحدًا” (1 كو10:1).
v الكنيسة المنظورة هي جسد مختلط يحوي شعبًا بارًا وشعبًا غير بارٍ. هذا هو السبب الذي لأجله يمتدح بولس أعضاءها وينتقد آخرين.
فالشخص الذي يتفق مع التعليم السليم وتعاليم الكنيسة بخصوص الآب والابن والروح القدس وأيضًا مع التدبير الخاص بنا بخصوص القيامة والدينونة ويتبع أنظمة الكنيسة لا يكون في انقسام.
v يطلب بولس أن يفكر أهل كورنثوس جميعهم في أمر واحد، أعني أن الذين ولدوا ثانية هم أبناء اللَّه. يريدهم أن يتحدوا بالكمال في التعليم الذي قدمه لهم. إنه يحاورهم أن يفكروا بهذه الطريقة وأن يدافعوا عن تعليمه.
أمبروسياستر
تفسير القمص أنطونيوس فكري
أطلب = في اليونانية أرجوكم وأتوسل إليكم. كاملين = في اليونانية تلاحموا معاً وارتبطوا معاً perfectly joined together فالكنيسة جسد واحد هو جسد المسيح، وهناك تكامل بين أعضاء الجسد الواحد. وإنه ليسهل على من تجددت أذهانهم في المسيح أن يكونوا لهم الفكر الواحد أي التوافق في الأفكار. فالتحزبات لا تخدم سوى عدو الخير. قارن مع (أف 4 : 1 – 7) ومع (يو 17 : 21 – 23). فالمطلوب إذاً أن تكونوا متكاملين. فالكل جسد واحد، وإذا كان هناك شقاق فكيف نكون متكاملين. عموماً لا يمكننا أن نكون رأى واحد وفكر واحد إلاّ إذا كان المسيح فينا والروح القدس يملأنا، وما عدنا نهتم بالذات، حين يتجدد ذهننا وهذا يكون بأن يعطينا الروح القدس أن يكون لنا اهتماما واحداً هو مجد المسيح. ولكن سبب الشقاقات دائماً هو الأنا أي كل واحد يبحث عن مجد نفسه. فإذا تنازلنا عن الأنا لما صار هناك شقاقات. بل أن الأنا حالت دون إيمان اليهود بالمسيح، إذ تعارض وجوده مع مصالحهم، فهم أسلموه حسداً (مر 15 : 10)، وثاروا عليه إذ رأوا الكل وراءه (يو 12 : 19 + يو 11 : 47 – 50)