في 4:1 …مقدمًا الطلبة لأجل جميعكم بفرح
4دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا الطَّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ، 5لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي الإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى الآنَ. 6وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.(في1: 4-6)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
”دائماً في كل أدعيتي مقدماً الطلبة لأجل جميعكم بفرح” (1 : 4)
«دائماً» أي ليس فقط بينما أنا أصلي بفرح، لأنه يمكن أن يفعل هذا بحـزن أيضاً كما يقول في موضع آخر الأني من حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة» (2كو2: 4).
«لسبب مشاركتكم في الإنجيل من أول يوم إلى الآن» (1 : 5)
عظيم أن يشهد لهم هنا، وعظيم جداً أن يشـهد للإنسـان الرسـل والإنجيليون.
وكأنه يقول لهـم : ليس لأنه أوكل إليكم أمر الاهتمام بمدينة واحدة (وهي مدينة فيلبي)، فتنشغلون بها فقط، لكن لم يكن هناك شـيء لم تعملوه لتشاركونني أتعابي.
لقد كنتم في كل مكان حاضرين وعاملين معي ومشاركين في الكرازة (بالإنجيـل)، ليس مـرة أو مرتين أو ثلاث، بل دائماً منذ آمنتم إلى الآن أخذتم على عاتقكم الاستعداد الرسولي. لكنه يقول عن الذين كانوا في روما : «أنت تعلم هذا أن جميع الذين في آسيا ارتدوا عني» (2تي1: 15)، أيضاً «ديماس قد تركني» (2تي4: 10)، و في احتجاجي الأول لم يحضر أحـد معي، بل الجميع تركوني» (2تي 4: 16). لكن هؤلاء (الفلبيين) رغـم أنهم كانوا بعيدين شاركوا في ضيقاته، إذ أرسـلوا له أناسـاً من عندهـم وخدمـوه على قدر طاقتهم ، ولم يتخلوا أبدأ عن عمل أي شـيء كان باستطاعتهم أن يعملوه. وهو يقول : وهذا تصنعوه ليس فقط الآن بل دائما و تساعدونني بكل طريقة ، لذلك فإن خدمتكم هذه هي «مشاركة في تقدم (حرفياً تعزيز) الإنجيل»، لأنه عندما يكرز أحدهم بالإنجيل وهناك أسرة تخدمه فإنها تشـاركه أكاليله. لأنه حتى في المسابقات الدنيوية لا تكون الجائزة فقط للمتسابق بل أيضاً للمدرب ولكل من ساهم في إعداد اللاعب، لأن الذين يساندونه ويناصرونه يشاركون بعدل في النصر الذي حققه. وفي الحروب أيضاً لا يفوز المحارب فقط بجائزة البسالة ، بل أيضاً كل الذين يخدمونه يمكنهم أن يطالبوا عن حق بالمشاركة في الانتصارات والمجد، لكونهم شاركوا في نضاله بخدمتهم له. لأنه نفع ليس بقليل أن تخدم قديسين، بل هو نفع عظيم جداً. لأن خدمتنا تجعلنا مشاركين في المكافأة المعدة لهم.
وهكذا، فلنفترض أن أحدهم تخلى عـن مقتنياته الكثيرة لأجل الله واستمر في تكريس نفسه لله ممارسا فضيلة عظيمة ومراعيا الدقة الشديدة في الكلمـات والأفكار في كل شـيء. فحتى لو لم تكن تشاركه مثل هذا التدقيق الشـديد، فإنه سيكون من حقك أن تشـاركه في المكافأة المعدة له لأجل هذه الأشياء. كيف؟ لو أنك سـاعدته بالقول والفعل، لو أنك شجعته بتلبية كل احتياجاته وتقديم كل خدمة ممكنة له. لأنه ستكون أنت نفسك آنذاك الممهد لذلك الطريق الوعر.
لذلك لو أبديت إعجابك بالذين تبنوا الحيـاة الملائكية في الصحراء والذين يمارسون نفس الفضائل معهم في الكنائس، لو أبديت إعجابك وحزنت لأنك متخلف عنهم (في هذا الأمر)، فإنه يمكنك أن تشاركهم بطريقة أخرى وذلك بخدمتهم ومساعدتهم. لأنه من مراحم الله أن يحضر من هم أقل سعياً وغير قادرين على عيش الحياة الصادقة والصعبة والوعرة بطريقة أو بأخرى إلى نفس مستوى الذين يمارسونها. وهذا ما يقصده بولس بـ «المشـاركة». إنهم يشـاركوننا في الجسديات ونحن نشركهم في الروحيات، لأنه إن كان الله لأجل أشياء قليلة وبسيطة يمنح الملكوت ، فإن خدامه أيضاً لأجل أشياء مادية وقليلة يشاركون في الروحيات، أو بالأحرى هو يعطي الماديات والروحيات بواسطتهم.
ألا يمكنـك الصوم (طويلاً) أو التوحد (في مغارة) أو النوم على الأرض أو السهر الليل كله؟ يمكنك أن تنال مكافأة كل هذه الأشياء، لو أنك سعيت لهذا الأمر عـن طريق خدمة هؤلاء للأشخاص الذين يجاهدون وإنعاشهم ودهنهم بالزيت وتخفيف أتعاب هذه الأعمال (الشاقة). إن هذا الشخص واقف يحارب ويتلقى الضربات، فهل تخدمه عندما يعود من القتال وتستقبله في أحضانك وتمسح عرقه وتنعشه وتعزيه وتجدد نفسه المتعبة وتسكنها. لو أننا نخدم القديسين بمثل هذا الاستعداد وحسب ، فإننـا سنشـاركهم مكافآتهم. وهذا ما يخبرنا به المسيح بقوله «اصنعوا لـكـم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذا فنيتـم يقبلونكم في المظال الأبدية (لو16: 9) ألا ترى أنهم قد صاروا مشاركين؟
إن بولس يقول «من أول يـوم إلى الآن» (في1: 5)، ويقول “وأنا أفرح” ليس فقط لما مضى، بل أيضاً لأجل المستقبل، لأنه من الماضي يمكن أن أخمن المستقبل أيضاً.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“دائمًا في كل أدعيتي،
مقدمًا الطلبة لأجل جميعكم بفرح” [4].
لم يغب ذكر أهل فيلبي عن فكر الرسول، ولاعن قلبه، حتى وسط قيوده ومشاغله باهتمامات الكنائس الأخرى. ذكرهم الدائم في الرب، وذكرهم جميعًا، يبعث فيه الرغبة المستمرة للدعاء والصلاة عنهم بروح الفرح والتهليل.
ربط الرسول بين الشكر والطلبة فهو يشكر الله من أجلهم, من أجل إيمانهم ومحبتهم ونشاطهم في الكرازة “في كل أدعيتي“. كان بولس يهتم جدًا بالصلاة ويعرف قيمتها، لذلك كان يرفع قلبه بالصلوات من أجل مخدوميه ومتاعبهم ومشاكلهم “بفرح“: يصلي بفرح بالرغم من إنه سجين سياسي، يواجه احتمال الحكم بإعدامه. فالمسيحية هي ديانة القلب الفرح المسرور، والوجه المشرق البشوش. الإنسان المسيحي إنسان فرح بإيمانه، مسرور بمسيحه، سعيد بملكوته.
لم يشر الرسول هنا إلى ما عاناه في فيلبي مع رفيقه سيلا، حيث مزق الولاة ثيابهما وأمروا بضربهما بالعصي ضربات كثيرة، وألقيا في السجن الداخلي (أع 16:22-24). لكن ما يذكره دومًا عمل الله معه لقبول الإيمان منذ دخوله في اليوم الأول، وعلى ما وهبه الله من فرح في وسط الآلام.
* ليس لأنكم متقدمون في الفضيلة أكف عن الصلاة من أجلكم[7].
“لسبب مشاركتكم في الإنجيل من أول يوم إلى الآن” [5].
لم يقل الرسول أن سرّ فرحه قبولهم الإيمان وإنصاتهم لكلمة الوعظ، إنما “الشركة“، حيث ترجموا الإيمان إلى شركة حب روحي جماعي. فمنذ اليوم الأول لحضوره إليهم آمنوا والتصقوا معًا في شركة جماعية في الرب، استمرت حتى يوم كتابته الرسالة. فهي ليست شركة انفعال عاطفي مؤقت، لكنها شركة حب فائق تدفع للعمل والمثابرة معًا ليختبروا دومًا الحياة الإنجيلية الكنسية المفرحة.
“مشاركتكم في الإنجيل”: هي ممارسة الحب المشترك الإنجيلي، بين الجميع، شعبًا وكهنة. شركة في العبادة (الليتورجيات والإفخارستيا)، وشركة في الأمور المادية حيث شهوة العطاء الدائم (2 كو 13:9، غل 6:6، عب 16:13)، وشركة الشهادة لإنجيل المسيح. هذا كله يتحقق بشركة الروح القدس (2 كو 14:13).
عندما نعيش في المحبة المسيحية يعتبر هذا كرازة عملية بالإنجيل, وعندما نصلي بعضنا عن البعض يعتبر هذا كرازة بالإنجيل، وعندما نطلب المعونة الإلهية من أجل الكارزين يعتبر هذا كرازة بالإنجيل، وهذا ما فعله أهل فيلبي. والمبدأ هنا واضح وهو إن كل من يتعب في الإنجيل لا بُد أن يشترك في النعمة.
* إن كانت “الشركة” تُعطي لنا “مع الآب والابن” والروح القدس، يليق بنا أن نلاحظ لئلا نُبطل هذه الشركة المقدسة الإلهية بارتكاب الخطية. لأننا إن كنا نفعل أعمال الظلمة (رو 12:13) فمن الواضح أننا نجحد شركة النور[8]
* عندما يكرز شخص ما وأنتم تخدمونه، تشاركونه أكاليله. فإنه حتى في المصارعة لا يأخذ الإكليل من يغلب فقط، وإنما يشاركه فيه مدربه والحاضرون وكل الذين أعدوا حلقة المصارعة. فالذين يقودونه ويدربونه بحق يشاركونه نصرته… إن كنا نخدم القديسين بطيب قلب نشاركهم مكافأتهم. هذا ما يخبرنا به المسيح أيضًا: “اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية” (لو 16: 9)[9].
“واثقًا بهذا عينه،
أن الذي ابتدأ فيكم عملًا صالحًا،
يكمَّل إلى يوم يسوع المسيح” [6].
سرّ فرح الرسول في خدمته وسلامه الداخلي إدراكه أن الذي يبدأ العمل في الخدمة هو الله، العامل في خدامه، هو يبدأ وهو يكمل الطريق حتى النهاية، يوم مجيء الرب الأخير. وكما قيل عن عمل الله في صموئيل النبي: “وكان الرب معه، ولم يدع شيئًا من جميع كلامه يسقط إلى الأرض” (1 صم 19:3).
يقين الرسول بولس أن الله من جانبه لن يتوقف عن العمل في خدامه لحساب ملكوته، فهو الذي يهب بروحه روح الحكمة والقداسة حتى يحضر المختارين في يوم الرب كاملين. نعمة الله لن تتوقف مطلقًا مادام الزمن حاضرًا حتى تكمل النفوس وتدخل بهم مع الجسد إلى شركة المجد الأبدي.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله لا يحركنا كقطعٍ خشبية (كالشطرنج) أو الحجارة، بل يعمل فينا حين نكون جادين في طلب عونه ومجتهدين. لهذا إذ يؤكد الرسول أنه الله الذي بدأ حتمًا سيكمل عمله معهم حتى النهاية، ففي هذا مديح لهم كعلامة على أنهم جادون، وفي نفس الوقت ما يمارسونه هو هبة من الله وليس من ذاتهم.
* ليس بالمدح الهين أن الله يلتزم بالعمل في شخصٍ ما، فإنه لا يحابي الوجوه. متى تطلع إلي صدق غايتنا يساعدنا في الأمور الصالحة. هذه شهادة أننا وكالته نجتذبه ليعمل فينا. بهذا لا يسلبهم الرسول مديحهم[10].
* العمل الذي بين أيدينا سيبلغ نهايته بقوة الله، القادر ما يقوله يحوله من كلمة إلى عمل[11]
يعلق القديس أغسطينوس على صلاة السيد المسيح الوداعية موضحًا أن الله الذي قدس تلاميذه يبقى يعمل فيهم ليتمتعوا بتقديسٍ مستمرٍ. وكأن تقديسنا لا يتحقق دفعة واحدة ليتوقف.
* يقول: “قدسهم في حقك” (يو 17: 17). هل هم محفوظون من الشرير، إذ سبق فصلى طالبًا لهم ذلك (يو 17: 15)؟ لكن يتساءل البعض: كيف لم يعودوا بعد يُحسبون من العالم (يو 17: 17) إن كانوا لم يتقدسوا بعد في الحق؟ أو إن كانوا هم بالفعل قد تقدسوا في الحق، فلماذا يطلب لهم أن يكونوا هكذا. أليس هذا لأن حتى هؤلاء المقدسين لا يزالوا يستمرون في التقدم في ذات التقديس وينموا في القداسة، وهم لا يتمتعون بهذا بدون معونة نعمة الله، بل بتقديس تقدمهم حتى وإن كان قد قدس بدايتهم؟ لهذا يقول الرسول ما يشبه ذلك: “أن الذي ابتدأ فيكم عملًا صالحًا يكمل إلى يوم المسيح“[12].
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آيات 4-6: “دائما في كل أدعيتي مقدمًا الطلبة لأجل جميعكم بفرح. لسبب مشاركتكم في الإنجيل من أول يوم إلى الآن. واثقًا بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحًا يكمل إلى يوم يسوع المسيح”.
في كل أدعيتي: بولس يصلي كل حين فهو الذي قال صلوا بلا انقطاع وهذا يعطى للنفس سلاماً وفرحاً. فإشراك الله في مشاكلي أفضل من تفكيري منفرداً في حلها. فتفكيري منفرداً يصيبني باليأس. أما تفكيري بروح الصلاة وإشراك الله مثلاً أقول: يارب حل مشكلتي، أنا واثق أنك في محبتك لن تتركنى، اللهم التفت إلى معونتي. وبهذا فقط نمتلئ من الرجاء وسلام الله الذي يفوق كل عقل وتنسكب التعزيات الإلهية خلال الصلاة أي صلتك بالله.
بفرح: هى رسالة الفرح، وهو فرِح وراضٍ عن حالتهم الإيمانية. هو فرح بالرغم من آلامه وسجنه، فالفرح الروحى لا يستطيع أحد أن ينزعه.
مشاركتكم فى الإنجيل: أى مساهمتهم فى احتياجات الكرازة بالإنجيل سواء بالمال أو بالشهادة للإنجيل فى حياتهم أو بكرازتهم بلا خوف. هى شركة متبادلة فى عمل واحد لهدف واحد وهو تقدم الإنجيل. فكلمة شريك هنا باليونانية هى العصا التى تربط رقبتى ثورين يجران نورج. فأهل فيليبى ارتبطوا بالإنجيل وارتبطوا ببولس الذي بشرهم بالإنجيل وشاركوه قيوده إذ أرسلوا إليه من يخدمه، وشاركوه فى المحاماة عن الإنجيل، وشاركوه فى نفقات المعيشة.
من أول يوم إلى الآن: من يوم اهتدوا للمسيحية حتى وقت كتابة هذه الرسالة، أى حوالى عشر سنوات. ابتدأ فيكم عملاً صالحًا: بالإيمان والمعمودية أصبحوا خليقة جديدة، والله سيكمل معهم هذا العمل بإحتمالهم للألام ليشتركوا مع المسيح فى صليبه ويتكملوا فيليقوا بحياة القيامة. والله ليس عنده تغيير أو ظل دوران، فإذا إبتدأ عملاً فهو سيكمله، والله إذاً سيكمل معهم طريق القداسة والأعمال الصالحة. ويوم خلق الله آدم فهو عمل عملاً صالحاً، فهو قد خلق آدم ليحيا فى مجد، ولما فقد آدم المجد تجسد المسيح ليكمل العمل الذى بدأه.
وأن إلهنا إله جبار لن يترك أولاده بسهولة في يد إبليس، ولكن إن تركه أولاده بحريتهم مثل ديماس (2 تي1:4)، و تركوه بالرغم من محاولات الله إرجاعهم، حينئذ يهلكون وهذا يتضح من (في19،18:3).
يوم يسوع المسيح: يوم المجىء الثانى للمسيح الذى سيأتى فيه للدينونة. ولاحظ أنه يقول “يسوع المسيح” إذا أراد الإشارة إلى أنه ابن الإنسان الذى تجسد ومات وقام وسيأتى فى مجده. ويقول “المسيح يسوع” (1:1)، إذا أراد الإشارة له كالأقنوم الثانى. أدعيتى: بالصلاة نستمد من الله نعمته الفعّالة، ولاحظ أن خادم بلا صلاة يدعو فيها الله، لن يحقق شيئًا فى خدمته.
تأمل : ابتدأ.. يكمل: الله لا يبدأ عملاً بدون قصد، بل هو إن بدأ العمل لابد وسيكمله. والله دعانا، لذلك فهو سيكمل معنا. لو نظرنا لقوة العدو نيأس، ولكن إن نظرنا لعمل الرب نتشجع ونتعزى ونسير فوق المياه الهائجة (مت22:14-33). فبطرس حين نظر للمسيح سار فوق الماء الهائج، ولما نظر للريح الشديدة غرق.
- الرسالة إلى أهل فيلبي – اصحاح 1
- تفسير رسالة فيلبي 1 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة فيلبي 1 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة فيلبي 1 – القمص أنطونيوس فكري