تفسير سفر يهوديت ١ للأنبا مكاريوس أسقف المنيا

القسم الأول

حملة نبوخذ نصر

 

الإصحاح الأول:انتصار نبوخذ نصر على أرفكشاد ومراسلته لجميع الأمم والبلاد لجمع تأييدهم له ضد أرفكشاد ثم رفض تلك الممالك التحالف معه.

الإصحاح الثاني:  نبوخذ نصر يعلن الحرب على تلك الممالك فيكتسح أغلبها بجيش جرار وينزل الرعب بقلوبهم.

الإصحاح الثالث: بقية البلاد ترسل إليه طالبة السلام فيفتحها ويتزود منها بالجنود والمؤن والعتاد.

الإصحاح الأول

انتصار نبوخذ نصر على أرفكشاد ورفض الممالك التحالف معه

1 كانَ ما كانَ في السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِن مُلْكِ نَبوكَدْنَصَّر الَّذي مَلَلثَ على الأَشّورِيَينَ في نينَوى المَدينةِ العَظيمة، وفي أَيَّامِ أَرْفَكْشادَ الَّذي مَلَكَ على الميدِيِّينَ في أَحْمَتا2 فبَنى حَولَها أَسْوارًا مِن حِجارةٍ مَنحوتةٍ عَرضُها ثَلاثةُ أَذرُع وطوُلها سِتَّة، وجَعَلَ آرتفاعَ السُّور سَبْعينَ ذِراعًا وعَرضَه خَمْسين،3 وشَيَّدَ على أَبْوابِها أَبْراِجًا بِمِائَةِ ذِراع، وأَرْسى أُسُسًا في عَرْضِ سِتِّينَ ذِراعًا،4 وجَعَلَ أَبْوابَها أَبْوابًا يَبلُغُ آرتفاعُها سَبْعينَ ذِراعًا وعَرْضُها أَرْبَعين، لِخُروجِ مُعظَمِ قُوَّاتِه وآستِعْراضِ مُشاتِه.

المقصود هنا بنبوخذ نصر، هو أسرحدون بن سنحاريب، فقد تعهد بالانتقام من كل اليهود، بعد أن ذاق أبوه سنحاريب مرارة الهزيمة أمامهم، في الواقعة التي قتل منها مائة وخمس وثمانين ألفًا من جنوده، والانتقام من أرفكشاد المذكور، باعتباره صديق لليهود وعونهم.

إن المبالغة في تجهيز الأسوار والقلاع والأبراج، هي من عادة ملوك الأشوريين والبابليين وقدماء الملوك في العهد القديم، ويبدو حجم الحجارة هنا كبير جدًا، وقد حذر الله بني إسرائيل من استخدام الحجارة المنحوتة في أعمال البناء لا سيما المذابح، إذ يعد ذلك اشتراك مع الوثنيين الذين اعتادوا صنع التماثيل ورسم آلهتهم على حجارة مبانيهم (راجع حز 20: 25، 26، تث 27: 5، 6 يش 8: 31).

ويسمى التحصين Fortification وفي اللغة العبرية (ميبار) ثم تطور المعنى ليصبح Inaccessible بمعنى(متعذر بلوغه) وفي اليونانية يأتي بمعنى (أكرا) أي قلعة Citadel،هذا وقد عثر في الحفائر الحديثة على بعض حوائط لحصون بلغ عرضها سبعة أمتار ونصف المتر، ومازال باقيًا من ارتفاعها اثني عشر مترًا، مقواة بدعامات سميكة 1 وإذا كان الذراع المستخدم 2 في تلك البلاد في ذلك الوقت يساوى 6، 17 من البوصة، أي حوالي 45 سم، فإن ارتفاع سور المدينة يصل إلى الثلاثين مترًا.

أَبْراِجًا: قد يظن أيضًا أن الأرقام – فيما يتعلق بالأبراج – مبالغ فيها، حيث يصل ارتفاع البرج الواحد إلى مائة ذراع، أي يعادل خمسة وأربعون مترًا، ولكن هذه الأبعاد سوف تبدو مقبولة، إذا علمنا أنه قد عثر في الحفائر الحديثة التي تمت على أماكن كباني هيرودس الكبير على قاعدة لأحد أبراجه يبلغ طول الضلع فيها إلى ثمانية عشر مترًا، ومازال باقيًا من ارتفاع البرج، مسافة عشرين مترًا، بينما بلغ قطر برج آخر من الخارج خمسة وخمسين مترًا، ومن الداخل خمسة وأربعين مترًا، كما كان داخل البرج مقسمًا إلى حجرات واسعة حيث دفن هيرودس هناك.

أما بالنسبة لأبراج أرفكشاد، فقد كانت مساحة قاعدة البرج تصل إلى سبعة أمتار، وقد أقيمت حول الأبواب الرئيسية للمدينة، وكانت تلك الأبواب من السعة والضخامة بحيث تصلح كأقواس النصر ومرور استعراضات الجيش والغنائم، هذا ويمكننا، نعتبر هذه الأبعاد، رقمًا قياسيًا جديدًا في التحصينات المذكورة في الكتاب المقدس، بدلًا من أن ننظر إليها بعين الشك.

كان من شأن كل ذلك بما فيه من حصون وعظمة، أن يجعل أرفكشاد سعيدًا في ملكه فخورًا بعتاده، قبل أن يُذل وينزع منه أسباب فخره ويذبح على يدي نبوخذ نصر، ولكن من هو أرفكشاد هذا؟

أَرْفَكْشادَ: الاسم على هذه الصورة غير مألوف، ولكنه صيغة للاسم فرارتس Phraortes ملك مادي في القرن السابع قبل الميلاد، وقد أضيفت إلى الاسم بعض الصفات (راجع مقدمة السفر: الرد على الاعتراضات) وقد نسب إليه السفر، بناء مدينة أحمتا وتحصينها، وهي مدينة “حمدان” الحالية في إيران، وعلى الرغم من المؤرخ هيرودتس 1 ينسب بناءها إلى ديوسيسDeioces  الذي جعل منها عاصمة لمادي سنة 700 ق.م. في المنطقة الواقعة شرق أشور، إلا أنه وكما ذكرنا في المقدمة فإن أرفكشاد (فرارتس) هو ابن ديوسيس هذا، وقد أكمل بناء المدينة وتحصينها بعد موت أبيه، وهكذا فقد نسب بناء المدينة إلى كليهما.            

5 في تِلكَ الأَيَّامِ شَنَّ نَبوكَدْنَصَّرُ المَلِكُ حَرْبًا على أَرْفَكْشادَ المَلِكِ في السَّهْلِ الكَبير وهو السَّهْلُ الَّذي في أَرضِ رَعاوى.6 فآنضَمَّ إِلَيه جَميعُ سُكَّانِ النَّاحِيَةِ الجَبَلِيَّة وجَميعُ السَّاكِنينَ على الفُراتِ ودِجلةَ ويادَسون وفي سُهولِ أَرْيوكَ مَلِكِ عَليم. فآجتَمَعَت أُمَمٌ كَثيرةٌ لِمُحاربةِ بَني كَلْعود. 7 فأَوفَدَ نَبوكَدْنصَّر، مَلِكُ أَشّور، إِلي جَميعِ سُكَّانِ بلادِ فارِس وجَميعِ سُكَّانِ النَّاحِيَةِ الغَربِيَّة وَسُكَّانِقيِليقية ودِمَشْقَ ولُبْنان ولُبْنانَ الشَّرقِيِّ وجَميعِ سُكَّانِ السَّاحِل8 والَّذينَ مِن أُمَمِ الكَرمَلِ وجِلْعاد والجَليلِ الأَعْلي وسَهْلِ يِزرَعيلَ الواسعِ.9 وجَميعَ الَّذينَ مِنَ السَّامِرَةِ ومُدُنِها وعِبْرِ الأُردُنِّ إِلي أُورَشَليمِ وبَيت عَنوت وكِلُّود وقادِش ونَهْرِ مِصْرَ وتَحْفَنْحيس ورَمْسيس وأَرضِ جاسانَ كُلِّها، 10 إلى ما وَراءَ صوعَن ونُوف وجَميعِ سُكَّانِ مِصْرَ إِلي حُدودِ الحَبَشة.

ليس معروفًا على وجه الدقة السبب الذي دفع نبوخذ نصر إلى التحرش بأرفكشاد، سوى أن تلك كانت عادة ملوك القدماء لا سيما في تلك الحقبة وفي تلك المنطقة التي سادها القلق والقلاقل، وقد أعد أرفكشاد العدة لتلك الحرب المنتظرة فجمع الجيوش من منطقتيّ مادي وبلاد ما بين النهرين والسكان بجوار نهر يادسون أريوك ملك عليم وتكتب أيضًا أريوخ، وهي كلمة مأخوذة عن اللفظة السومرية (أرى كو) ومعناها (عبد إله القمر) وهو اسم ملك ورد في (تك 14: 1 – 9) حيث كانت مملكته تقع في الإقليم الشرقي لفارس، أي المنطقة التي دارت فيها رحى المعركة، وكاتب السفر يصف الميدان ناسبًا إياه إلى أريوخ هذا نظرًا لشهرته.

وقد ظهر الاسم في فترة الألف الثاني قبل الميلاد، في صور أخرى مثل (Arriwuk ) و(Ar – ri – uk – ki) كما وجد الاسم في مخطوطة ترجع إلى عام 1750 ق.م. على أنه الابن الخامس لـ(زمرى / ليم) Zimri – lim

أما عليم فهي عيلام أي المايسى، وهي الأسماء التي أطلقت على هذه البقعة (راجع 1 مكا 6: 1).

وأما بنى كلعود المذكورين هنا فهم الكلدانيين، الذين ذكروا في الكتاب المقدس وفي التاريخ باعتبارهم البابليين وسكان المنطقة المعروفة بـ(بابل).

شَنَّ نَبوكَدْنَصَّرُ المَلِكُ حَرْبًا:

راسل نبوخذ نصرالكثير من البلاد للتحالف معه ضد أرفكشاد، معزيًا إياهم بالغنائم التي سيغنمونها بنصرتهم معه على أرفكشاد، فأرسل إلى البلاد الواقعة إلى الغرب وإلى الجنوب وحتى حدود الحبشة، ومن هذه البلاد التي طلب منها المساعدة:

قيِليقية: وهي مقاطعة تقع جنوب شرق آسيا الصغرى وكانت تسمى وقتها (من قويه) وقد ورد في آثار آشور بانيبال، الاسطوانة الأولى عامود 2 ما يلي: (سودا رزمى:  ملك قيلقية أتى إليَّ ومعه ابنته لتكون لي زوجة وسجد لي وقبل قدميّ، وقدم لي هدايا كثيرة مع أنه لم يخضع لآبائي).

ودِمَشْقَ: وهي أكبر مدن سوريا وتقع شرق البحر المتوسط وشمال أورشليم، وهي مدينة قديمة جدًا ذكرت أيام أبينا إبراهيم (تك 14: 15) وتعرضت للغزو من الأشوريين سنة 824 ق.م. ثم سنة 734 ثم تحولت إلى الكلدانيين ثم إلى الفرس.

ولُبْنان: اسم سامي معناه (أبيض) و(لبان) وهو بلد سياحي جميل تنتشر فيه قمم الجبال العالية، وقد راسل نبوخذ نصر جميع الذين حوله أيضًا.

الكَرمَلِ: اسم عبري معناه (مثمر) وهو عبارة عن سلسلة من الجبال يبلغ طولها خمسة عشر ميلًا، كانت أهله بالسكان في ذلك الزمان.

وجِلْعاد: اسم عبري معناه (صلب وخشن)

والجَليلِ: اسم عبري معناه (دائرة) سكنته أغلبية من الوثنيين، لا سيما الكنعانيين، وفي العصر الأشوري امتد الاسم ليشمل كل منطقة يزرعيل.

السَّامِرَةِ: الاسم مأخوذ عن شامر وسامر ومعناه (حارس)، وكانت السامرة مدينة محصنة جدًا، ذات أبراج عالية وإلى وقت السبي كانت عاصمة للمملكة الشمالية.

وعِبْرِ الأُردُنِّ إِلي أُورَشَليمِ: وتسمى أيضًا أرض يسى (النسخة اللاتينية – الفولجاتا) وهي المساحة التي شملت كل الأرض التي استولى داود عليها وترد في بعض النسخ للتعبير عن شمال مصر.

وبَيت عَنوت:  وهي بيت عنيا أي بيت العناء، وتقع على بعد 4 كيلومترات جنوب شرق أورشليم وهي القرية التي كان ينزل فيها المسيح ليستريح في بيت لعازر وتسمى حاليًا (ألعازرية) نسبة إلى لعازر.

كلود Chellus: 1 وكِلُّود وقادِش: موقع في جنوب فلسطين وردت في الترجوم تحت اسم (هلوصة) وكانت على الطريق الجنوبي من أورشليم بين غزة وأدوم وربما تكون هي شور المذكورة في تك 7: 6، خروج 15: 22.

قادش: اسم سامي معناه (مقدس) وهي البقعة التي تمركز عندها بنو إسرائيل في خروجهم من مصر، وخاصموا فيها موسى لأجل الماء، وتقع بالقرب من أدوم وعلى مسافة 80 كم جنوب بئر سبع.

وتَحْفَنْحيس: مدينة تقع على الحدود الشرقية لمصر من جهة مدينة القنطرة، وكانت مدينة قوية ذكرها إرميا في (2: 16) وتسمى حاليًا (تل دفنة).

ورَمْسيس وأَرضِ جاسانَ: ورعمسيس وأرض جاسان المنطقة التي سكن فيها بنو إسرائيل بالقرب من فاقوس في الشرقية حاليًا وكانت عاصمة ملك رمسيس الثاني في الدلتا.

صوعَن ونُوف: صوعن هي المدينة التي أطلق رمسيس عليها اسمه فيما بعد في المنطقة السابق ذكرها، أما نوف وتكتب أيضًا (موف) هي مدينة مصرية قديمة على الضفة الغربية لنهر النيل، بناها (ينيس) أول ملوك مصر وهي الآن (ميت رهينة). هكذا راسل نبوخذ نصر جميع تلك البلاد، وهي بلاد كان لها اسمًا وتمتلك جيوشًا وعتادًا علّها تسانده ضد أرفكشاد حتى يظفر به.

11وآستَهانَ جَميعُ سُكَّانِ الأَرضِ كُلِّهابِأَوامِرِ نَبوكَدْنَصَّرَ مَلِكِ أَشُّور ولم يَنضَمُّوا إِلَيه لِلقِتال، لِأنّهم لم يَكونوا يَخافونَه، بل قاوَموه مُقاوَمةَ رَجُلٍ واحِد، ورَدُّوا الرُّسُلَ فارِغي الأَيدي خَزايا الوُجوه.12 فغضبَ نَبوكَدْنَصَّرُ غَضَبًا شديدًا على تِلكَ الأَرضِ كُلِّها وحَلَفَ بِعَرْشِه ومُلكِه ليَنْتَقِمَنَّ من جَميعِ بِلادِ قيليقيةوالشَّامِ وسورية وُيهلِكَنَّ أَيضًا بِسَيفِه جَميعَ السَّاكِنينَ في أَرضِ موآب وبَني عَمُّون وكُلِّ إلىَهودِيَّة وجَميعَ الَّذينَ في مِصْرَ إلى حدودِ البَحْرَين.

ولكن حكام وشعوب تلك البلاد، لم يستجيبوا لا لتوسله ولا لتهديده، وردوا رسله خائبين، إما لأن علاقتهم به لم تكن على ما يرام، وإنما لأنهم شعروا أنهم بذلك سوف ينطوون تحت لوائه، لتتسع إمبراطوريته من راجيس شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا ومن بلاده وحتى حدود الحبشة جنوبًا، وهكذا رفضوا جميعهم والأرجح أن ذلك كان باتفاق سابق فيما بينهم.

وقد عبروا عن رفضهم لمقترحاته بإهانتهم لرسله، وهي الطريقة المألوفة في التعبير عن الاستياء من الرسالة، والنتيجة بالتالي كانت واحدة، وهي انتقام المرسل من المناهضين له (راجع 2 صم 10: 4، 5).

فإزاء هذا الرفض أقسم بعرشه وملكه أن ينتقم منهم، وكأنه ملك عرشه واستحق ملكه!

لم تسعه الأرض، ولكنه ذهب فيما بعد وكرامته معه، وحفنات قليلة من التراب غطت جسده، لقد سعى في إذلال الآخرين ليصبح إلهًا للأرض، ولكن إله السماء والأرض أذله وكسر شوكة كبريائه، لقد حاول أن يصبح إلهًا ولكن الله غار على مجده.

13 وصَفَّ جَيشَه لِمُحاربةِ أَرفَكْشادَ المَلِكِ في السَّنةِ السَّابِعةَ عَشرَةَ، فغَلَبَه في القِتال ودَحَرَ جَيشَ أَرْفَكْشادَ كُلُّه وجَميعَ فُرْسانِه وجَميعَ مَركَباتِه، 14 وأَخضَعَ مُدُنَه وزحَفَ على أَحْمَتا فآستَولى على أَبْراجِها ونَهَبَ ساحاتِها وحَوَّلَ زينَتَها إلى عار، 15 وقَبَضَ على أَرْفَكْشادَ في جِبالِ رَعاوى وطَعَنَه بِرِماحِه وأَبادَه لِلأبَد 16 ثُمَّ عادَ مع جَيشِه الخَليطِ الغَفيرِ جِدًّا مِنَ المُحارِبينَ الَّذينَ آنضَمُّوا إلَيه، وأَقامَ هُناكَ مِائةً وعِشْربنَ يَومًا لا يُبالي بِشَيء وَيتَنَعَّمُ بِالمَآكِلِ هو وجَيشُه

استمرت التهديدات بين نبوخذ نصر وأرفكشاد مدة خمس سنوات (قارن 1: 1 مع 1: 13) وهي المدة التي تمت فيها الاتصالات بين نبوخذ نصر والبلاد السابق ذكرها لتعضيده والتحالف معه.. ولكنه قرر أخيرًا مواجهة أوفكشاد بجيشه وحده.

وقد التحم الجيشان في منطقة رعاوى وهي راجيس (راجع عدد 5، 6) والتي تقع شرق ميديا وجنوب بحر قزوين Caspian sea بالقرب من طهران الحالية، وقد انضم إلى أرفكشاد جيوش من الهضبة الإيرانية الساكنين في سهل وادي النهر، وأخرى من منطقة نهرى دجلة والفرات، ونهر يادوسون Hydaspes وهو الاسم اليوناني لبحى جيلوم Gelum (في غرب باكستان الحالية، وربما هو نهر كوسبس Choaspes أي الكرخ، وهو أشهر نهر في عيلام (شرق بابل).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى