البابا كيرلس الأول ( عمود الدين )

 هو ابن أخت البابا ثاوفيلس البطريرك الـ 23، تربى عند خاله فـــى مدرســـة الإســـكندرية اللاهوتيـــة، ثـــم أرســـله خالـــه إلـــى ديـــر القـــديس مقـــار فـــى البريـــة فتتلمـــذ علـــى أيـــدى الشـــيوخ الرهبـــان القديسـين خمـس سـنوات، ثـم رسـمه ً شماسـا وعينـه ً واعظـا وجعلـه ً كاتبا لـه.

ولمـا تنـيح البابـا ثـاوفيلس اختـاروا القـس كيـرلس مكانـه، ورسموه ً بطريركا سنة 412 م في عهد ثيودسيوس قيصر الصغير

قـرأ مقـالات الإمبر اطـور يوليـانوس العشـرة التـى كــان يحــارب بهــا المســيحية، واهــتم بنقــدها بالبرهــان.

ووقت تولي هذا البطل الكرسي المرقسي كان في مدينة الاسكندرية كثيرون من اليهود والهراطقة الذين عظمت شوكتهم وصار لهم نفوذ عظيم .

فالهراطقة تقووا بسبب تظاهرهم بالعبادة الشاقة حتى صار لهم اسقف خاص يدعى ثيويمتوس. واليهود جعلت لهم الرشوة مكانة عند الولاة والقضاة.

فبدأ هذا البطريرك جهاده بأتباع نوفاسيانوس الهرطوقي. الذين كانوا يرفضون أن يحلوا الناس من خطاياهم، فأوضح لهم البابا كيرلس سوء معتقدهم الذي يجعل الله جلت قدرته عديم الرحمة، ولما لم يرجعوا عن ضلالهم ألزمهم بالخروج من الاسكندرية وطرد اسقفهم وجرده من املاكه.

وقــد جمــع مجمعا من أساقفة الكر ازة المرقسية، ورفع حكم الحرم الذى كـان

على بطريرك القسطنطينية يوحنا ذهبى الفم. و وضـع اسـمه فـى مجمـع القـداس، بعد أن رأي في حلم القديس يوحنا فم الذهب ومعه زمرة من الملائكة متسلحين وهم يخرجونه خارجا وبينما هو علي هذا الحال اذ بالسيدة العذراء قد حضرت وطلبت إلي القديس يوحنا من أجل كيرلس ليبقيه في كرسيه.

قـام فـى عصـره نسـطور بطريـرك القسـطنطينية بنشـر تعلـيم يقول أن للمسيح ذات إلهية تعلوا على الآلام وذات إنسانية تتألم..
واستغل البابا الرسالة الفصحية لعيد القيامة ليرد على بدعة نسطور دون أن يذكر اسمه، ولكـن نسـطور أرسـل لـه رسـالة مملـوءة ً سـخطا ممـا اضـطر البابـا أن يرسـل لنسـطور رسـالة يوضـح فيهـا فسـاد تعاليمــه ثـم عقـد مجمـع مكـانى مـن أســاقفة الكـرازة المرقسـية وحـرم نسـطور، وكــذلك بطريـرك رومية عقد ً مجمعا حرمه فيه. وأرسل البابا للإمبر اطور ثيؤدوسـيوس الصـغير والـى أسـقف أنطاكيـة فدعى الإمبراطور لانعقاد مجمع مسكونى بمدينة أفسس الذى اجتمع فيه 200 أسقف، وكان معـه الأنبا شنوده رئيس المتوحدين ووضع المجمع مقدمة قانون الإيمان.
ولمـا رجـع البابـا إلـى كرسـيه اهـتم بتـدوين قـداس مـارمرقس الرسـول وتنسـيقه، ً وأيضـا فسـر جميع أسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.
ولمــا أكمــل ســعيه مــرض قلــيلاً وتنــيح بســلام في 3 أبيب سنة 179ش 444م بعــد أن أقــام علــى الكرســى المرقســى إحــدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام..
تعيد الكنيسة بنياحته فى الثالث من شهر أبيب. صلاته تكون معنا آمين

++++++++++++

المراجع:

1. تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا