رو8: 33 من سيشتكي على مختاري الله، الله هو الذي يبرر؟
“مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ.“(رو8: 33)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
” من سيشتكي على مختاري الله، الله هو الذي يبرر”؟ (رو33:8).
هنا الكلام موجه إلى أولئك الذين يقولون إن الإيمان لا يفيد مطلقا، وإلى أولئك الذين يتشككون في حقيقة التبرير, ولاحظ كيف أنه ألجمهم سريعا عند هذا المقام الذي اختاره لهم، ولم يقل من سيشتكي على عبيد الله، ولا على مؤمني الله، لكن ” على مختاري الله ” لأن الإختيار هو دليل الفضيلة. إذا لو أن أحد رياضي الفروسية إختار الخيول المناسبة للطريق، فلن يستطع أحد أن يشتكي عليه، فإن إشتكى عليه أحد يصبح مثارا للسخرية ، بالأكثر جدا عندما يختار الله النفوس، فإن أولئك الذين يشتكون عليهم، هم مثارا للسخرية.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
رعاية حتى النهاية
إن كان الفداء الإلهي هو قمّة ما قدّمه الله للإنسان، معلنًًا كمال حُبّه لا بالكلام والعواطف، وإنما بالبذل حتى الصليب، يبقى الصليب حدثًا فوق الزمن، ويبقى المصلوب حتى بعد صعوده إلى السماء يرعى البشريّة، مشتاقًا أن يسحبهم إلى مجده الأبدي. رعايته دائمة وهو في السماوات لا تنقطع حتى يدخل بنا إلى حيث هو قائم. هذا العمل الإلهي يعطي الرسول الجرأة ليقول:
“من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر.
من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات،
بل بالحري قام أيضًا،
الذي هو أيضًا عن يمين الله،
الذي أيضًا يشفع فينا“ [33-34].
v إنه لا يترك رعايته لنا، بل لا يزال يشفع فينا محتفظًا بذات الحب لنا.
v إن كان الروح نفسه يشفع فينا بأناّت لا ينطق بها [26]، والمسيح مات ويشفع فينا، والآب لم يشفق على ابنه من أجلك وقد اختارك وبررّك، فلماذا تخاف بعد؟
القدّيس يوحنا الذهبي الفم
v إنه يشفع فينا كل يوم غاسلاً أقدامنا، ونحن أيضًا نحتاج إلى غسل أقدامنا يوميًا بسلوكنا بالحق بخطوات روحية، فنعرف الصلاة الربانية، قائلين: “واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا“ (مت 6: 12) .
v ليُصلِ كل واحد منّا عن الآخر كما يشفع المسيح عنّا.
القدّيس أغسطينوس
هذا وقد وجد القدّيس أمبروسيوس في هذه العبارات الرسولية باب الله مفتوح لكل نفس ترجع إليه، فاستخدمها في الرد على أتباع نوفاتيانوس الذين أغلقوا الباب على الراجعين بالتوبة لله، بعد إنكارهم للسيد المسيح أو سقوطهم في خطايا بشعة، مثقّلين النير عليهم باليأس.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (33): “من سيشتكي على مختاري الله. الله هو الذي يبرر.”
الشيطان هو المشتكي (رؤ9:12، 10) الله هو الذي يبرر= أي يمنح أولاده بره الخاص أي نعمته المجانية. حينما يبرر الناس أنفسهم تبقى الشكوى قائمة، ولكن حين يبرر الله يستر تمامًا، وتبطل كل شكوى، الله يغفر تمامًا كل خطايا الذين بررهم.
- تفسير رسالة رومية 8 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة رومية 8 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة رومية 8 – القمص متى المسكين
- تفسير رسالة رومية 8 – القمص أنطونيوس فكري
- تفسير رسالة رومية 8 – الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف
- تفسير رسالة رومية 8 – د/ موريس تاوضروس
- تفسير رسالة رومية 8 – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة