تفسير الإنجيل بحسب القديس لوقا أصحاح 2 – كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ولادة يسوع وختانه ودخوله الهيكل
(1) ولادة يسوع (ع1 – 7):
1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. 2 وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3 فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4 فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5 لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6 وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7 فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.
ع1-2: في تلك الأيام: أي ميلاد يوحنا المعمدان.
أغسطس قيصر: هذا لقب للإمبراطور الروماني وإسمه أكتافيوس.
كل المسكونة: كل المملكة الرومانية، والتي كانت تشمل معظم العالم.
سورية: تشمل كل منطقة الشام والعراق بما فيها اليهودية.
يهتم القديس لوقا بتحديد زمان ميلاد المسيح، فكان ذلك في أيام أغسطس قيصر أمبراطور الدولة الرومانية، حين أصدر إكتتاب عام لكل مملكته. وكان هذا أول إكتتاب في عصره، لأنه كان يعمل ذلك كل عشر سنوات، ومجاملة لليهود أمر أن يتم الإكتتاب برجوع كل واحد إلى وطنه، لأن اليهود يهتمون بنسبهم، وكان ذلك بتدبير إلهي ليظهر أن المسيح يسوع هو ابن داود كما تنبأ الأنبياء.
ويحدد القديس لوقا زمن الإكتتاب العام وهو وقت كان كيرينيوس واليا على سوريا. وهدف الإكتتاب للدولة هو جمع الجزية، ولكن تدبير الله هو تسجيل إسم يسوع في التاريخ كإنسان ومن نسل داود.
ع3-5: صعد لأن أورشليم وبيت لحم سطحهما مرتفع عن الجليل، بالإضافة إلى أنه يقال على من يذهب إلى العاصمة أنه صعد.
كانت العذراء مريم تعيش مع خطيبها يوسف النجار في مدينة الناصرة بالجليل في شمال اليهودية بالقرب من بحر الجليل. وكان لا بُد أن يكتتبوا في بيت لحم، وهي في جنوب اليهودية بالقرب من البحر الميت وبجوار أورشليم، وهذه مسافة طويلة نحو 130 كيلو مترا.
كَم كان صعبًا على العذراء الحبلى في شهرها التاسع، وهي بنت السادسة عشر، وعلى العجوز يوسف النجار، رحلة شاقة مثل هذه وقد استغرقت حوالي أربعة أيام.
ع6-7: في مدينة بيت لحم، وهي مدينة داود التي تنبأ الأنبياء أن يولد فيها المسيح (مى5: 2)، لم تجد العائلة المقدسة مكانا تقيم فيه للإزدحام الشديد بالإضافة إلى فقرها الذي لم يمكنها من الحصول على مأوى معقول وزاد الموقف صعوبة شعور العذراء بأن ساعتها قد أتت للولادة، فاضطرت العائلة أن تدخل إلى مغارة تقيم فيها البهائم. وفي هذه الحظيرة القذرة لم تجد العذراء مكانا لتضع فيه مولودها أفضل من مزود صغير وضع فيه طعام البهائم، بعد ان لفته ببعض الأقمشة.
وهكذا لم يجد المسيح مكانا له في بيوت البشر، فولد في مكان ليس لإقامة الناس بل البهائم ليكسر باتضاعه كبرياء الناس.
ووُضِعَ في المزود ليكون طعاما ليس للبهائم بل للعالم كله بجسده ودمه الأقدسين.
وإذ يذكر القديس لوقا إبنها البكر، يقصد أنه أول مولود لها وليس معنى هذا أن لها أولادا آخرين، بل دائما يُسمى أول مولود البكر بغض النظر ان أمه ستلد بعده أم لا. وطبعا لم تلد العذراء بعد المسيح إذ أن أحشاءها مخصصة للمسيح فقط، كما يذكر حزقيال النبي “هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا” (حز44: 2).
* هل تقبل يا أخي التنازل عن بعض راحتك واحتياجاتك من اجل التمسك بالله ومحبة الآخرين؟ أنظر إلى اتضاع المسيح واحتماله رفض الناس استقباله، حتى لا تحزن إذا رفض الناس مساعدتك.
(2) البشارة للرعاة (ع8 -14):
8 وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، 9 وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. 10 فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: 11 أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. 12 وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». 13 وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14 «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».
ع8: تلك الكورة: بجوار بيت لحم.
بعد أن تجسد المسيح إلهنا باتضاع في المزود، والبشر مشغولون عنه، بل رافضون إياه، أراد الله إعلان بشرى ميلاده الذي انتظرته الأجيال منذ آلاف السنين، فلم يجد إلا بعض رعاة الغنم البدو بعد أن رجعوا بأغنامهم من البرية وأدخلوها الحظائر، وسهروا يحرسونها.
وهم بهذا يرمزون للأساقفة والكهنة بل وكل الخدام الساهرين على الاهتمام بأبنائهم.
ع9-10: في ظلام الليل، ظهر ملاك عظيم بنور قوى، فخاف الرعاة البسطاء وحينئذ طمأنهم الملاك، بل أعلن أنه يحمل بشرى لهم ولكل البشر.
ع11: أعلن الملاك أنه قد أتى ملء الزمان، ووُلدِ المسيا المنتظر مخلص العالم. وهذا إعلان واضح من السماء بلاهوت المسيح إذ يدعوه الرب. وقد ظهر الملاك لرعاة لأنهم يرعون الأغنام التي تقدم ذبائح في الهيكِل لرفع خطايا الشعب بحسب ناموس موسى، ليعلن لهم ميلاد المسيح الحمل الحقيقي الذي رمزت إليه هذه الذبائح، لكي يرفع خطايا العالم كله فهو ليس مجرد رب بل الرب وليس سواه.
ع12: أعطاهم الملاك علامة لتأكيد بشراه ولسهولة الوصول إليه، أنه طفل ملفوف بلفائف وموضوع في مزود ببيت لحم أي مدينة داود.
ع13-14: بعد هذه البشرى أعلنت السماء تمجيدها للرب القدوس بشكل مجموعة من الملائكة ظهرت مع الملاك، تعطى المجد لله المولود في المزود، والممجد أيضًا من السمائيين، والذي يعطى سلاما للإنسان برفع خطاياه عنه، وحينئذ يعبد الله ويفرح قلبه بعد أن أغضبه في جنة عدن وانفصل عنه زمانا طويلا، فيرضى عنه الله ويفرح به.
* إن الله ممجد في ملائكته، فاسهر مع الرعاة لتسبحه في صلواتك وتشارك الملائكة، فتختبر عمله في قلبك وتفرح به.
تمتع بالتسبيح من كتاب التسبحة مع صلوات الأجبية كل يوم.
(3) زيارة الرعاة للمزود (ع15 – 20):
15 وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16 فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. 17 فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. 18 وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19 وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20 ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.
ع15: كانت فرحة الرعاة عظيمة ببشارة الملائكة، فأسرعوا إلى بيت لحم التي كانوا ساهرين بجوارها يبحثون في كل الحظائر والمغارات عن المولود العظيم.
ع16-17: كم كانت فرحة الرعاة عندما وجدوا الطفل في المزود مع أمه العذراء مريم ويوسف الشيخ، فأخبروا يوسف ومريم ببشرى الملاك لهم عن ميلاد المسيح المخلص.
ع18: من كثرة تهليل الرعاة، تجمع عدد من اليهود الذين ازدحمت بهم بيت لحم بسبب الإكتتاب فسمعوا بشارة الرعاة، ولكن لم يستطيعوا إدراك سر التجسد رغم معاينتهم له، واكتفوا بالتعجب والأندهاش.
ع19: حفظت العذراء بشرى الرعاة بإيمان ووعى روحي، متأملة في معانيها التي تؤكد لاهوت المسيح. وهذا الكلام معناه أن القديس لوقا قد استقى انجيله من العذراء مريم، التي أخبرته بما شعرت به في قلبها.
وهذا يظهر أيضًا تميز العذراء عن أهل بيت لحم، الذين اكتفوا بالتعجب، وأيضا عن الرعاة الذين سبحوا الله، لأنها تأملت بعمق فثبت إيمانها بلاهوت المسيح.
* هل تتأمل كلمات الكتاب المقدس وتطبقها في حياتك كل يوم كصوت الله لك؟ وهل ترى الله في الأحداث المحيطة بك وكلام الناس، ليقودك كل شيء للتوبة ومعرفة الله.
ع20: رجع الرعاة إلى مكان حظائرهم خارج بيت لحم، ولكن بقلوب قد تغيرت من الإنشغال المادي إلى تسبيح الله بسبب ما سمعوه من الملاك وما رأوه داخل حظيرة المواشى، أي المسيح المولود.
(4) ختان المسيح وتطهير العذراء (ع21 – 24):
21 وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. 22 وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ، 23 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. 24 وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.
ع21: إذ تنازل المسيح بتجسده، اتضع أيضًا في خضوعه للناموس رغم عدم حاجته له، ولكنه أتم كل بر عنا، فاختتن في اليوم الثامن كما أوصى الله إبراهيم كعلامة له ولكل نسله في أجسادهم، تعلن تبعيتهم لله وتميزهم عن غير المؤمنين.
والختان يرمز للمعمودية، التي فيها قطع للطبيعة الشريرة وبداية حياة جديدة مع الله؛ ويطلق على الختان في لهجتنا العامية (طهارة الذكور).
وقد جرى العرف اليهودي على تسمية الطفل في هذا اليوم، فسُمِىَ يسوع أي مخلص، كما أعلن الملاك جبرائيل في بشراه للعذراء مريم.
ع22: قضت شريعة موسى (لا 12: 1،5) ألا تدخل الوالدة إلى الهيكل مدة أربعين يوما في حالة ولادة ذكر، أو ثمانين يوما في حالة ولادة أنثى، وتعتبر نجسة خلال هذه الفترة.
أما في العهد الجديد، فقد إحتفظت الكنيسة بهذه الفترة أيضًا على إعتبار إنها فترة راحة جسدية وتوبة روحية.. ولكن عن ماذا تتوب؟!؟.
يجب على المرأة ألا تنسى مع افراح ولادتها أنها أنجبت طفلا يحمل خطية آدم وحواء، والتي كانت المرأة سببا مباشرا فيها.
وتنتهي فترة توبتها بحصول وليدها إلى الخلاص في سر المعمودية المقدس، ثم تقدمها معه على شركة الأسرار الإلهية.
ع23: فاتح رحم: أي بكر.
قدوسا : مقدسا ومكرسا لله.
كان البكر يُقدم لخدمة الرب، أو يُفَدى بتقديم مبلغ للهيكل، لأنه عندما قتل الله أبكار المصريين قال لشعبه أن أبكارهم الذين فداهم بذبح خروف الفصح عنهم صاروا ملكا له. (خر13: 2، 12)
وقد تكرس له سبط لاوى، اما الأبكار من باقي الشعب، فكان كل واحد يقدم فدية عن نفسه مبلغا من المال إلى الهيكل.
ع24: كانت الأم تقدم لتطهيرها خروفًا وفرخ حمام، الأول ذبيحة محرقة والثاني ذبيحة خطية، إشارة للمسيح الذي بصليبه وموته أرضى الله كمحرقة ورفع آثامنا.. أما في حالة الفقراء مثل العذراء ويوسف، فكانوا يقدمون زوج يمام أو فرخى حمام. والحمام يرمز للبساطة، واليمام للصوت الجميل أي الكرازة بكلمة الله.
* أخلى المسيح ذاته وتمم الناموس ليشابهنا في كل شيء. فليتك تشارك من حولك حياتهم، لتشعر بهم، وتظهر محبتك لهم ولو بكلمات قليلة تجذبهم إليك، ويفتحوا قلوبهم لك فيستريحون من أتعاب كثيرة.
(5) تسبحة سمعان الشيخ (ع25 – 35):
25 وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. 26 وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. 27 فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، 28 أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: 29 «الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، 30 لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، 31 الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 32 نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». 33 وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. 34 وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. 35 وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».
ع25-26: كان يعيش بجوار الهيكل في أورشليم رجل عجوز أسمه سمعان، يتميز بالبر والصلاح في علاقته بمن حوله والتقوى في عبادته لله، منتظرا المسيا الذي تكلمت عنه نبوات الأنبياء في إسرائيل ليعطى خلاصا وعزاءً لشعبه، وكان الروح القدس حالا عليه، لأنه كان يحل في العهد القديم على بعض الناس ولفترات محددة، وذلك غير سكناه الدائم في العهد الجديد داخل المؤمنين.
ويحكى لنا التقليد الكنسي، أن سمعان هذا كان ضمن الإثنين وسبعين شيخا الذين أختارهم بطليموس الملك في مصر لترجمة التوراة إلى اليونانية، وقد تشكك في كلام إشعياء عن حبل العذراء “ها العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل” (إش7: 14)، وأراد أن يترجمها فتاة ولكن الله اعلن له أن يترجمها كما هي أي عذراء، بل وعده أن يعاين بنفسه تحقيق هذه الآية.
ع27-28: في أحد الأيام، حرك الروح القدس سمعان الشيخ ليذهب إلى الهيكل، حيث تجمع عدد كبير من الآباء والأمهات بأطفالهم، وأعداد كبيرة من الشعب جاءوا لتقديم ذبائح وتقديم فدية عن أطفالهم الأبكار. وأرشده الروح القدس إلى الطفل يسوع، وهو داخل مع أمه إلى الهيكل ليدفعوا عنه الفدية حسب عادة اليهود كما ذكرنا، فأخذه سمعان وحمله على ذراعيه ورفع صوته بالتسبيح والبركة لله الذي يحمله والموجود في الأعالى.
ع29-32: حسب قولك لأن الله وعده أن يحيا حتى يرى العذراء تلد المسيا المنتظر، لذا عاش أكثر من المعتاد للبشر حتى رأى المسيح، فاشتهى أن ينطلق إلى السماء.
خلاصك أي المسيح المخلص.
جميع الشعوب لأن المسيح مخلص للعالم كله يهود وأمم.
أعلن سمعان في تسبحته أنه قد عاين تحقيق نبوة إشعياء، إذ رأى المسيح الرب المخلص للعالم كله، ليس فقط عزاءً ومجدا لإسرائيل، بل نورا للعالم كله يعود بهم من الوثنية إلى الإيمان بالله الحقيقي، ويخلص الكل من خطاياهم. وهو إذ تمتع برؤية الله شبع وفرح، ولم يعد محتاجا أن يحيا في هذا العالم بل ينطلق إلى الأبدية، واثقا بفداء المسيح. ومن أهمية هذه التسبحة، ترددها الكنيسة في صلاة النوم بالأجبية كل يوم، وفي صلاة نصف الليل وأيضا في تسبحة نصف الليل.
* أقبل يا أخي إلى الهيكل اليوم لتعاين الخلاص في جسد الرب ودمه على المذبح، خلاصا لك من كل خطاياك، وقوة ونورا لحياتك، فتمتلئ حيوية وتشبع وترتفع عيناك إلى الإتحاد الدائم بالله في الأبدية، وعلى قدر تمتعك بالتناول تعاين الله، ولا تخاف شيئًا حتى ولا الموت.
ع33: تعجب يوسف النجار والعذراء مريم من إعلان الله بُشرى الخلاص لسمعان الشيخ، كما أعلن لهما سابقا الملاك جبرائيل بشارة الميلاد، واندهشا أيضًا أن هذا الخلاص ليس قاصرا على اليهود بل كذلك للأمم.
ويوضح هنا أن العذراء هي أم المسيح، ويوسف ليس أباه، كما هو ظاهر قدام الناس، وذكر ذلك في (ع27) أنهما أبواه كما يظن الناس.
ع34: بارك أيضًا سمعان الممتلئ من الروح القدس يوسف ومريم، وأعلن للعذراء التي سترى بعينيها كرازة المسيح- لأن يوسف سيموت قبل هذا – كيف سيؤمن البعض فيخلصون ويقومون من خطاياهم، في حين يرفض كثيرون الإيمان فيدانون، وكيف ستُقاوَم علامة المسيح وهي الصليب الذي سيتمم عليه فداء العالم.
ع35: سيف: المعنى مجازى أي آلام شديدة.
تعلن أفكار: تظهر شرور من قاوموا المسيح وصلبوه.
أعلن سمعان أيضًا للعذراء أنها ستعانى آلاما كثيرة حينما ترى مقاومة اليهود لإبنها، بل سترى آلامه وصلبه، كما تذكر قطع الساعة التاسعة في صلاة الأجبية، وحينما ترى أفكار وشرور الكتبة والفريسيين وكهنة اليهود الذين صلبوا المسيح، بل قاوموا العذراء حتى نهاية حياتها.
(6) تسبحة حنة بنت فنوئيل (ع36 – 38):
36 وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37 وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطَلِبَاتٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. 38 فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ.
ع36-37: ما زال القديس لوقا يحدثنا عن إعلانات الله بميلاد المسيا للمنتظرين والمهتمين بميلاده، فالله يعلن نفسه لمن يطلبه. وفي طغمة الشيوخ تنضم حنة إلى سمعان، حيث أعلن الله بشرى ميلاده للشيوخ تقديرا لحكمتهم ومثابرتهم في الجهاد الروحي معه.
وحنة معناها “حنان الله”، وفنوئيل “وجه الله”، وأشير “غنى”، فإسمها له معنى جميل يعطى رجاءً وسط الضيقات، إذ تبدو حياتها صعبة لموت زوجها بعد سبعة سنين من زواجها، وكانت شابه عمرها غالبًا لم يتجاوز الخامسة والعشرين، ولكنها استطاعت أن تملأ فراغها بمحبة الله، فعاشت بجوار الهيكل منشغلة بالصلوات والعبادة، بل كانت في زهد تصوم كثيرًا لتتفرغ من كل شيء وتتعمق في علاقتها مع الله. عاشت 84 سنة في هذه الحياة وغالبًا حياتها الأولى كانت مرتبطة بالله استعدادا لعلاقة أعمق معه.
أنها صورة عظيمة للمثابرة، ومثالا لكل الأرامل ورجاء للذين يعانون من الفراغ أو الضيقات، لقد جاوزت المائة عام ومازالت في عبادات كثيرة تنتظر المسيح المخلص.
* هل تدفعك الضيقة للإلتصاق بالله؟ وهل تحاول ملء فراغك بالصلوات والقراءات والخدمة؟ هل تثابر في جهادك حتى لو تأخرت استجابة الله لصلواتك سنينا طويلة؟
ع38: اقتادها الروح القدس الذي حل عليها لتقابل العذراء ويوسف، وتتمتع برؤية الطفل يسوع المحمول على ذراعى سمعان، وبدأت تسبح الله، وتتكلم بنبوات عن الفداء والخلاص الذي سيتممه هذا الطفل، وتجمع كثيرون من الذين يقدمون عبادة في الهيكل منتظرين المسيا المخلص، وسمعوا كلمات حنة وتسبيحها وتمتعوا برؤية الطفل يسوع المسيح.
(7) العودة إلى الناصرة (ع39 – 40):
39 وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ، رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ. 40 وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
ع39: بعد أن اتموا ما أمر به الناموس في أورشليم، يذكر القديس لوقا أنهم عادوا إلى الناصرة، ولكن هذا لم يتم سريعا كما يفهم من (مت2)، بل أستغرق بضع سنوات إذ عاشوا فترة في بيت لحم حيث زارهم المجوس، ثم كان أمر هيرودس بقتل الأطفال فهربوا إلى مصر، وبقوا فيها فترة ثم عادوا إلى الناصرة مجتازين باليهودية.
ع40: يعلق القديس لوقا على حياة المسيح منذ طفولته المبكرة إلى سن الثانية عشر التي عاشها في الناصرة، أنه كان ينمو في طفولته كإنسان عادي. ويا للعجب كيف أخلى الله ذاته ليصير إنسانا وينمو مثل باقي البشر، مع أنه الكامل منذ الأزل في لاهوته.
وليس عندنا معلومات عن هذه الفترة، ولكن يُفهم من سياق الآيات أن يوسف ومريم كانا مهتمين بعبادة الله، وزيارة أورشليم وتقديم الذبائح كل سنة، فربياه تربية دينية، وعلماه في المجمع الكتب المقدسة، ولكنه تميز بخضوعه للروح القدس الذي فيه فظهر نموه وقوته وروحانيته وحكمته، ففاضت عليه النعمة كإنسان كامل، مثالا لنا جميعا.
* على قدر خضوعك لله والكنيسة وإرتباطك بها تفيض عليك نعمة الله وحكمته.
(8) يسوع الصبي في الهيكل (ع41 – 52):
41 وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42 وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43 وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44 وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45 وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46 وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47 وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. 48 فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49 فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50 فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. 51 ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 52 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.
ع41: يظهر الإنجيل هنا تمسك يوسف ومريم بعبادة الله، والذهاب إلى أورشليم سنويا في الأعياد الرسمية وأهمها عيد الفصح الذي عملوه لأول مرة في مصر وخرجوا بعده إلى البرية. وهو رمز واضح لفداء المسيح على الصليب والتناول من جسد الرب ودمه.
ع42-43: كعادة العيد أي أتموا الطقوس الخاصة بعيد الفصح.
عندما بلغ يسوع سن الثانية عشر، وهو السن الذي يلتزم فيه الإنسان بإتمام كل الطقوس الدينية بحسب شريعة اليهود، إذ هو سن الإدراك بعد مرحلة الطفولة التي يكون فيها الإدراك جزئيا، ذهب مع يوسف ومريم كعادتهم في عيد الفصح إلى أورشليم.
أثناء العيد كان يجتمع عدد كبير من المعلمين في حلقات داخل الهيكل وحولهم اليهود يسألونهم في شتىَّ مجالات العبادة والحياة الروحية.
ويعد إتمام طقوس العيد، انصرفوا راجعين إلى مدينتهم الناصرة، وكانت العادة أن يسيروا في قوافل خوفا من اللصوص. والقافلة تنقسم إلى جزئين، في المقدمة النساء ومعهم الأطفال الصغار، والجزء الثاني الرجال، أما الفتيان الذين كان يسوع في سنهم فيسيرون في المقدمة او المؤخرة.
تأخر يسوع في الهيكل بين المعلمين يسألهم ويحاورهم ويجاوبهم، ولم يعلم يوسف ومريم بهذا.
ع44-46: بعد مسيرة يوم من أورشليم إلى الشمال في طريق الناصرة، أي حوالي عشرون ميلا، كان لا بُد أن يبيتوا ويستريحوا، فسأل يوسف مريم عن إبنها يسوع فلم يجده معها، واكتشفت هي أيضًا أنه ليس مع يوسف. فأخذا يبحثان عنه بين الأقارب والمعارف الذين في القافلة، ولكن للأسف لم يجداه، فعادا مسيرة يوم آخر إلى أورشليم وظلا يفتشان عنه في كل مكان.
وقد تعذبا جدًا من أجل شيخوخة يوسف والمجهود الجسماني عليهما، ولم يشكا في احتمال حدوث حادث له من أجل بشارة الملاك وإعلانات السماء الكثيرة، ولكن قد يكونا فكرا أنه ضل الطريق وإبتعد في أي مكان، أو صعوده إلى السماء وحرمانهما من رؤيته فترة، فعذبهما هذا كثيرًا. وأخيرا في نهاية اليوم الثالث، وجدا يسوع في الهيكل جالسا بين المعلمين.
ع47: لاحظت العذراء مع يوسف تميز يسوع وتفوقه على المعلمين في أسئلته وأجوبته، واندهش وتعجب معهم كل الذين سمعوه.
ع48: كم كانت فرحة العذراء ويوسف عندما وجداه، فعبرت العذراء عن مدى المعاناة التي احتملتها مع يوسف في إحساسها بفقدانه، ويظهر اتضاع العذراء في تقديم يوسف عنها حين قالت أبوك وأنا؛ وتعنى هنا مسئوليته عنه كأب، مع أنه ليس من زرعه كما توضح الأناجيل.
ع49: نَبَّه يسوع أمه ويوسف إلى الإعلانات السماوية التي سمعاها عنه وعمله كمخلص، وبنوته لله الأزلية، وأنه ينبغي أن يتمم هدفه، أي الغرض الذي أرسله من أجله الآب إلى العالم.
ع50-51: كان هذا الكلام صعبًا على فهمها، ولكن العذراء أدركت أهمية هذه الكلمات وحفظتها في قلبها حتى يفسرها لها الله فيما بعد.
وليس معنى إهتمام يسوع ببنوته لله وإتمامه مقاصده، إهماله بنوته لأمه، بل وخضوعه في طاعة لها وليوسف ليعطينا مثالًا رائعًا في طاعة الوالدين. كما تعطينا العذراء مثالا للأمومة الحقيقية في إتساع القلب وترك الأبناء ليعيشوا بحسب مواهبهم وقدراتهم، وليس كصورة محددة لما يريده الآباء والأمهات.
* أكرم الكبار وخاصة الوالدين، وإخضع لهما وقدم محبتك للكل، ولا تجبر أحدًا على السلوك الذي تريده وأعطى حرية للجميع ولأبنائك مادام تصرفهم ليس شريرا.
ع52: هنا آخر ذِكْر ليوسف النجار، وغالبًا قد مات في السنوات التالية التي ليس عندنا أي تفاصيل عنها إلا هذه الآية، وهي من سن 12 إلى 30، لأنه لم يشار إليه عند بدء خدمة المسيح الكرازية بل إلى العذراء فقط. ومعنى هذا أن المسيح بدأ يعمل كنجار، وتحمل مسئولية أمه بعد يوسف.
ويتكلم لوقا عن حياته كإنسان،كيف استمر ينمو من جميع النواحي النفسية والجسدية والروحية، وكان هذا ظاهَرًا أمام الناس ولكن بالأحرى أمام الله.