تفسير سفر عاموس أصحاح 4 للقمص مكسيموس صموئيل

الإصحاح الرابع
العظة الثانية إلى بقرات باشان

1- بقرات باشان الظالمة (عا 4: 1) :-

 بقرات باشان : باشان هي الأرض الواقعة شرق نهر الأردن يمتلكها نصف سبط منسي وهي تقع بين جبل حرمون (جبل الشيخ حاليا) وأرض جلعاد وهي أرض غنية ومن اسمها أنها أرض مستوية حيث كلمة باشان في العبرية تعني مستوية.

هي أرض مراعي نظرا لخصوبتها، ذكرت لجودتها في الكتاب المقدس 60 مرة.

 أما بقرات باشان فقد يقصد بها معنيين :-

1. هم أغنياء شعب إسرائيل التي عاصمتها السامرة الذين يعيشون في ترف غير ناظرين إلى ظلمهم للفقير فهم يزدادوا غني كالبقر الذي يرعي في أرض باشان بينما فقراء الشعب يزدادون فقرا، بل أنهم (الأغنياء) يعيشوا في حالة سكر إذ يطلبوا من بعضهم البعض كؤوس خمر تاركين الفقراء ومازجين خمر سكرهم بدموع الفقراء.

2 . يعتقد البعض بأنهم النساء الإسرائيليات اللاتي سمن كالبقرات عائشات في الترف يطلبن الملذات وهي المقصود بها كؤوس الخمر محرضين أزواجهن علي ظلم الفقير فازددن سمنة وظلمن الفقراء لأنه في الأسرة عندما تكون الزوجة قديسة تحرض على فعل الخير وحب الفقراء لكن هنا العكس ويبدو أنهن اشتركن في عبادة البعل التي تتطلب شرب الخمر والسكر. 

2- عقوبة بقرات باشان (عا 4: 2-3) :-

1. جرهم بخزامة : يبدو هنا أن النبي يتنبأ عن سبي أشور والخزامة تعلق أما في الأنف أو في الأذن ففي الأنف كانت للحيوانات المفترسة وفي الأذن للعبد، هكذا تكلم إشعياء النبي عن سنحاريب أن الله وضع خزامة في أنفه وأرجعه حيث كان (إش 37: 29؛ 2مل 19: 28)، وأيضا هذا ما فعله ملك أشور بمنسى الملك (2أي 23: 11).

2- صيد الذرية بشصوص مثل السمك : إذا كانت نساء إسرائيل تمثل جسد الإنسان فأولادها هم طاقاته والنفس تمثل إسرائيل فإن الخطية تفسد النفس والجسد وطاقات الإنسان وتصطادهم مثل السمك بشص!!

3. الخروج من الشقوق إلى الحصن (هرمون): يبدو أنه عندما حوصرت السامرة أن هناك بعض السامريين حاولوا الهروب من شقوق السور إلى الحصن لكن باءت كل محاولة بالفشل فالسور هو الوصية فالذي يهرب من الوصية إلى العالم أو الأنا يجد نفسه تعلق بالتراب وأنه غرق بدلا من الخلاص.

3- التظاهر بالتدين (عا 4: 4-5) :-

1. يذهبوا إلى بيت إيل والجلجال: يذهبوا إلى الأماكن المقدسة للتظاهر بالتدين دون روح التدين في بيت إيل التي لها ذكري رؤيا يعقوب أبو أسباطهم للسلم السمائي وملائكة صاعدين وهابطين عليه وكلمة الرب من أعلي السلم وقام هو (يعقوب) وصب زيت علي عمود وقال ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الرب.

والجلجال أول مكان عسكر فيه بني إسرائيل مع يشوع بعد عبورهم الأردن ومنه انطلق يشوع لغزواته الثلاثة الكبار الأرض كنعان الغزوة الوسطي والجنوبية والشمالية، وفيه أكل بني إسرائيل خيرات أرض كنعان وامتنع المن لكن باتت مجرد تاريخ وليس حياة للإسرائيليين.

2. يحضروا ذبائح كل صباح وعشور كل 3 أيام : من ضمن مظاهر التدين هو إحضار ذبيحة يومية بدل السنوية التي أمرت بها الشريعة (1صم 1: 3، 7، 21)، والعشور كل 3 أيام بدل كل 3 سنوات كما أمرت الشريعة (تث 14: 28؛ 26: 12) ، لقد حاولوا تغطية قلبهم بالمظاهر لكن الله يعرف القلوب والكلي ولا يغش.

3. يقدموا الخمير تقدمة شكر وينادوا بالنوافل ويقرأون الشريعة ويدعون إلى محافل عامة: قدموا تقدمات شكر بها خمير وهذا تمنعه الشريعة لأن الخميرة تشير إلى الشر (لا 2: 12)، بل نادوا بالنوافل أي الزيادات عن الحاجة لأنهم يوفوا العشور والبكور لكن تحت المظهرية. 

بل كانوا يقرأون الشريعة خارجا ولا يعملون بها ويدعون إلى محافل عامة فيها يتناقشون مع غير اليهود عن الشريعة لكنهم لا توجد علاقة شخصية مع صاحب الشريعة ولا حتى مع الشريعة نفسها.

4- التأديبات الثمانية (عا 4: 6-11) :-

يشير في البداية أنها بخطة محكمة إذ أعطاها لهم الرب وأمرهم أن يستعدوا للقاء إلههم سواء الاستعداد بنقاوة القلب أو للدينونة.

1. عوز للخبز : إذ جعل أسنانهم نظيفة وأفواههم أو أسنانهم عاطلة واحتاجوا إلى القوت الضروري، وهنا يشير تاريخيا إلى المجاعة التي حدثت أيام أليشع النبي لمدة 7 سنوات (2مل 8: 1) وهنا يشير إلى الإنسان الجائع روحياً.

2. يمطر على مدينة واحدة وعلى مدينتين لا يمطر: أي يصيروا في حالة عطش روحي فلا يعود يعمل الروح القدس مع الإنسان بسبب الخطية فالحقل والمدينة التي لا يمطر عليها الرب هي النفس التي تتعطش إلى عمل الروح ولا يعطي لها بسبب خطيتها.

3. الضرب بالحشرات : وهي التي تصيب الزرع باليرقان واللفاح والجراد حيث تتحول النفس بدلا من أن تكون فردوسا ينزل إليه الرب ويقطف من ثمره النفيس تتحول إلى صحراء وعرة وتجف الكروم والتين….

4. الوباء : هو المرض الذي ينتشر في كل الجماعة فيصبحوا راقدين علي فراشهم غير قادرين علي العمل الروحي فتصير النفس ملقاة وليس منقذ.

5. قتل فتيانهم بالسيف : الفتيان هم مواهب وطاقات الإنسان بالخطية يفقد الإنسان حتى المواهب الطبيعية التي له.

6. سبى خيلهم : الخيل رمز القوة والجبروت فعندما يُسبي الإنسان بالخطية يفقد سيطرته علي نفسه وعلي الآخرين إذ لا يصيروا طائعين له.

7. صعود رائحة نتنة من أفواههم : بدلا ما يحملوا رائحة المسيح الزكية تحمل النفس رائحة الموت الداخلي ونتن الخطية.

8. الزلازل والبراكين : إذ تضطرب النفس وتهتز وتصعق أمام هول خطاياها فلا تقدر بنفسها على الخلاص إلا خلال عمل الله بها.

5- الله القدير (عا 4: 12-13) :-

 أعطي صفات الله الذي يستطيع كل شيء :-

1. فهو خلق الجبال فإن كانت الجبال هي حصن للملوك المحاربين فإن الله هو الذي خلقها.
2. هو خالق الروح الإنسانية التي لآدم حيث بدأ الجنس البشري حيث نفخ في أنفه نسمة
حياة وهنا يتكلم عن المخلوقات التي عملها الخالق وقدرته السرمدية وهذا ما يرد علي بعض الهراطقة الذين يقولون أن هذه الآية يتكلم فيها عن الروح القدس.
3. هو يعرف فكر الإنسان لأنه عارف آراء القلوب والكلي.
4. يجعل الفجر ظلاما لأنه خلق الشمس ويستطيع أن يجعلها ظلاما سواء بقدرته الذاتية أو من خلال السحب الكثيفة.
5. يمشي علي مشارف الأرض أي أنه لا تحده الأرض الواسعة جدا بالنسبة للإنسان.
6. اسمه أي شخصه هو يهوه أي الكائن بذاته، هو الذي يتسلط علي الجنود العلوية
السمائية وأيضا الأرضية.

تفسير عاموس 3 عاموس 4  تفسير سفر عاموس
تفسير العهد القديم تفسير عاموس 5
القمص مكسيموس صموئيل
تفاسير عاموس 4  تفاسير سفر عاموس تفاسير العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى