تفسير سفر باروخ ١ للقس أنطونيوس فكري

الإصحاح الأول

1 هذا كلام الكتاب الذي كتبه باروك بن نيريا بن معسيا بن صدقيا بن حسديا ابن حلقيا في بابل. 2 في السنة الخامسة في السابع من الشهر حين اخذ الكلدانيون أورشليم واحرقوها بالنار. 3 وتلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا وعلى مسامع جميع الشعب الذين جاءوا لاستماع الكتاب.  4 وعلى مسامع المقتدرين وبني الملوك ومسامع الشيوخ ومسامع جميع الشعب من الصغار الى الكبار جميع الساكنين في بابل على نهر سود. 5 فبكوا وصاموا وصلوا أمام الرب. 6 وجمعوا من الفضة قدر ما استطاعت يد كل واحد. 7 وبعثوا إلى أورشليم إلى يوياقيم بن حلقيا بن شلوم الكاهن والى الكهنة والى جميع الشعب الذين معه في أورشليم. 8 عندما اخذ آنية بيت الرب المسلوبة من الهيكل ليردها إلى ارض يهوذا في العاشر من سيوان وهي آنية الفضة التي صنعها صدقيا ابن يوشيا ملك يهوذا. 9 بعدما أجلى نبوكد نصر ملك بابل يكنيا والرؤساء والمحصنين والمقتدرين وشعب الأرض من أورشليم وذهب بهم إلى بابل. 10 وقالوا أنا قد أرسلنا إليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات وذبائح للخطيئة ولبانا واصنعوا تقادم وقدموها على مذبح الرب إلهنا. 11 وصلوا من اجل حياة نبوكد نصر ملك بابل وحياة بلشصر ابنه لكي تكون أيامهما كأيام السماء على الأرض. 12فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحيا تحت ظل نبوكد نصر ملك بابل وظل بلشصر ابنه ونتعبد لهما أياما كثيرة ونحن نائلون لديهما حظوة. 13 وصلوا من أجلنا إلى الرب إلهنا فأنا قد خطئنا إلى الرب إلهنا ولم يرتد سخط الرب وغضبه عنا إلى هذا اليوم. 14 واتلوا هذا الكتاب الذي أرسلناه إليكم لينادى به في بيت الرب في يوم العيد وفي أيام المحفل. 15 وقولوا للرب إلهنا العدل ولنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم لرجال يهوذا وسكان أورشليم. 16 ولملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا وأنبيائنا وآبائنا. 17 لانا خطئنا أمام الرب وعصيناه. 18 ولم نسمع لصوت الرب إلهنا لنسلك في أوامر الرب التي جعلها أمام وجوهنا. 19 من يوم اخرج الرب آباءنا من ارض مصر إلى هذا اليوم ما زلنا نعاصي الرب إلهنا ونعرض عن استماع صوته. 20 فلحق بنا الشر واللعنة اللذان أمر الرب موسى عبده أن يوعد بهما يوم اخرج آباءنا من ارض مصر ليعطينا أرضا تدر لبنا وعسلا كما في هذا اليوم. 21 فلم نسمع لصوت الرب إلهنا ولا لجميع كلام الأنبياء الذين أرسلهم إلينا. 22 ومضينا كل واحد على إصرار قلبه الشرير عابدين آلهة آخر صانعين الشر أمام عيني الرب إلهنا.”

على مسمعى يكنيا= واضح أن يكنيا كان له معاملة خاصة، حتى أن أويل مرودخ ملك بابل، جعله يأكل معه خبزاً على مائدته (2مل27:25-30). وهنا نراه له الحق في الجلوس مع المسبيين.

نهر سود (4)= إمّا هو أحد روافد نهر الفرات أو هو نهر أهوا (عز15:8،21،31) ويكون هذا خطأ في النسخ. والتفسير الأول أرجح.

فبكوا وصاموا وصلوا أمام الرب= إذاً تجربة السبي التي سمح بها الرب قد أتت بثمارها. ونراهم قد ندموا على خطاياهم. في أورشليم التي بسببها حدث حريق أورشليم وسبيهم. والصوم هو إذلال للنفس يعبر عن الندم على الخطية، وهكذا البكاء. أما الصلاة فهي تضرع لله حتى يصفح ويرضى عنهم.

جمعوا من الفضة..= (6) لتقديم ذبائح فيرضى الله عنهم. ويبدو أن الملك قد رد لرئيس الكهنة يهوياقيم .. الكاهن (7) بعض الآنية الفضية وليست الذهبية. ولاحظ أنه يفصل بين رئيس الكهنة والكهنة، فهو يسمى رئيس الكهنة، الكاهن. والمحصنين (9) غالباً تعني الأسرى أو السجناء. المقتدرين= هم الصناع المهرة. تقادم (10) أي تقدمات= ذبائح وقرابين.

صلوا من أجل حياة نبوكد نصر وحياة إبنه بلشصر (11)= وهكذا علمنا بولس الرسول وبطرس (رو1:13-7 + 1بط13:2-17 + مت44:5 + 1تي1:2-3) أن نصلي للملوك ونخضع لهم فهم من قبل الله معينين. ونصلي لهم لكي نقضي حياة هادئة (12). نتعبد لهما= فالملوك سادة وشعبهم كعبيد لهم خصوصاً هؤلاء المسبيين. والمقصود نخدمهم. وبلشصر هذا صار ملكاً بعد  نبوخذ نصر وبعد أويل مرودخ (راجع دا 5). وفي أيامه دخل الفرس إلى المملكة وهزموها. والكنيسة تفعل هذا وتصلي لأجل الملوك. يجعل أيامهما كأيام السماء على الأرض= في سلام بلا حروب.

أما عن المسبيين فينير الرب عيونهم= ولا يعودوا لخطاياهم ويتركوا محبة الأوثان والظلم ويرجعوا لله فيرجع الله لهم. لينادي به في بيت الرب= بعد تخريب الهيكل كانوا يقدمون الذبائح في المكان المخرب نفسه وقارن مع (إر1:41-8 + عز6:3). إذ كانوا يقدمون الذبائح وسط الهيكل المنهدم، وربما كان مذبح المحرقة مازال موجوداً.

والآيات (15-22) هي إعتراف بالخطايا، وكل من ينير الله عينيه سيرى خطاياه ويقر بعدل الله= قولوا للرب إلهنا العدل.. ولنا خزي الوجوه= أي أن خطايانا جلبت علينا كل هذا بعدل الله=لأننا خطئنا أمام الرب وعصيناه. والكل أخطأ ملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا.. فأول طريق الشفاء هو الإعتراف بالخطية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى