تفسير سفر الخروج ٩ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح التاسع
الضربة الخامسة : ضربة الوباء الذي أصاب المواشي
الآيات (1-7): “ثم قال الرب لموسى ادخل إلى فرعون وقل له هكذا يقول الرب إله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني. فأنه أن كنت تأبى أن تطلقهم وكنت تمسكهم بعد. فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل على الخيل والحمير والجمال والبقر والغنم وبأ ثقيلاً جداً. ويميز الرب بين مواشي إسرائيل ومواشي المصريين فلا يموت من كل ما لبني إسرائيل شيء. وعين الرب وقتاً قائلاً غداً يفعل الرب هذا الأمر في الأرض. ففعل الرب هذا الأمر في الغد فماتت جميع مواشي المصريين وأما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد. وأرسل فرعون وإذا مواشي إسرائيل لم يمت منها ولا واحد ولكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب.”
كان المصريون يعتقدون بقداسة بعض الحيوانات مثل العجل أبيس وكانوا يحسبون أن فيه روح إلههم أوزوريس. وبلغ من تقديسهم للحيوانات أن ديودوروس المؤرخ سجل أن المصريين مزقوا سفير الرومان لأنه قتل قطاً. وبهذه الضربة يدركون خطأ معتقداتهم.
(آية7): هنا فرعون يريد أن يتأكد أن مواشي إسرائيل لم يصبها ضرر.
الضربة السادسة : ضربة البثور
الآيات (8-12): “ثم قال الرب لموسى وهرون خذا ملء أيديكما من رماد الأتون وليذره موسى نحو السماء أمام عيني فرعون. ليصير غباراً على كل ارض مصر فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور في كل ارض مصر. فأخذا رماد الأتون ووقفا أمام فرعون وذراه موسى نحو السماء فصار دمامل بثور طالعة في الناس وفي البهائم. ولم يستطع العرافون أن يقفوا أمام موسى من اجل الدمامل لأن الدمامل كانت في العرافين في كل المصريين. ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى.”
كان المصريون يقدمون لبعض ملهتهم أناساً أحياء. وقيل أنهم كانوا يحرقون بعض العبرانيين على مذبح عالٍ. (هذا في بعض الأحيان لكن كان هذا الطقس يتم بذبائح حيوانات عادية إن لم يتم تقديم عبرانيين) ثم يذرون الرماد في الهواء. وكان يعتقدون أنه تنزل مع كل ذرة من الرماد بركة. ولذلك أخذ موسى رماداً من التنور وذراه فنشرته الرياح ونزل على الكهنة والشعب والحيوانات. ولم تصبهم بركات من جراء ذلك بل أصابهم قروح ودمامل. حتى أن السحرة خجلوا أن يقفوا أمام موسى بسبب الدمامل التي فيهم. والتنور هو الفرن حيث يشوى اللبن (الطوب). هنا درسين للمصريين [1] لا بركة في الرماد بل ضربة. [2] الضربة بسبب تعذيب الشعب.
الضربة السابعة : ضربة الرعد والبَرَدْ والنار
الآيات (13-35): “ثم قال الرب لموسى بكر في الصباح وقف أمام فرعون وقل له هكذا يقول الرب إله العبرانيين أطلق شعبي ليعبدوني. لأني هذه المرة أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك وعلى عبيدك وشعبك لكي تعرف أن ليس مثلي في كل الأرض. فانه الآن لو كنت أمد يدي وأضربك وشعبك بالوباء لكنت تباد من الأرض. ولكن لأجل هذا أقمتك لكي أريك قوتي ولكي يخبر باسمي في كل الأرض. أنت معاند بعد لشعبي حتى لا تطلقه. ها أنا غداً مثل الآن أمطر برداً عظيماً جداً لم يكن مثله في مصر منذ يوم تأسيسها إلى الآن. فالان أرسل احم مواشيك وكل ما لك في الحقل جميع الناس والبهائم الذين يوجدون في الحقل ولا يجمعون إلى البيوت ينزل عليهم البرد فيموتون. فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه إلى البيوت. وأما الذي لم يوجه قلبه إلى كلمة الرب فترك عبيده ومواشيه في الحقل. ثم قال الرب لموسى مد يدك نحو السماء ليكون برد في كل ارض مصر على الناس وعلى البهائم وعلى كل عشب الحقل في ارض مصر. فمد موسى عصاه نحو السماء فأعطى الرب رعوداً وبرداً وجرت نار على الأرض وأمطر الرب برداً على ارض مصر. فكان برد ونار متواصلة في وسط البرد شيء عظيم جداً لم يكن مثله في كل ارض مصر منذ صارت أمة. فضرب البرد في كل ارض مصر جميع ما في الحقل من الناس والبهائم وضرب البرد جميع عشب الحقل وكسر جميع شجر الحقل. إلا ارض جاسان حيث كان بنو إسرائيل فلم يكن فيها برد. فأرسل فرعون ودعا موسى وهرون وقال لهما أخطأت هذه المرة الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار. صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فأطلقكم ولا تعودوا تلبثون. فقال له موسى عند خروجي من المدينة ابسط يدي إلى الرب فتنقطع الرعود ولا يكون البرد أيضاً لكي تعرف أن للرب الأرض. وأما أنت وعبيدك فأنا اعلم أنكم لم تخشوا بعد من الرب الإله. فالكتان والشعير ضرباً لأن الشعير كان مسبلاً والكتان مبزراً. وأما الحنطة والقطاني فلم تضرب لأنها كانت متأخرة. فخرج موسى من المدينة من لدن فرعون وبسط يديه إلى الرب فانقطعت الرعود والبرد ولم ينصب المطر على الأرض. ولكن فرعون لما رأى أن المطر والبرد والرعود انقطعت عاد يخطئ واغلظ قلبه هو وعبيده. فاشتد قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل كما تكلم الرب عن يد موسى.”
البَرَدْ هو كرات جليد تسقط على الأرض. وكانت هذه الضربة شديدة على المصريين إذ لم يعتد المصريين على البرد القارص وهذا الجو العنيف. وكان الرعد يشير لإنذار الله والبَرَدْ قتل النباتات. والنار قد تأتي من البرق كصواعق تنقض على المنازل والأشجار فتحرقها أو تأتي النار من احتكاك كرات البَرَدْ (الجليد) مع بعضها فيخرج منها ألسنة نار ومن شدة هذه الضربة قيل أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك (آية14) فهي ضربة شديدة ثقيلة وهي موجهة لقلبه العنيد.
(آية15): الله من مراحمه كان قادراً أن يضربهم بوبأ فيفنيهم جميعاً بشر وبهائم لكنه لم يفعل.
(آية16): لكي أريك قوتي= لعله يؤمن بقوة الله فيتوب. إذاً ضربات الله هي إنذارات ودعوة للإيمان والتوبة. = ولكي يخبر باسمي في كل الأرض= أي ليؤمن العالم بالله القوى.
(آية19): من رحمة الله أنه يرشد فرعون أن يحمي مواشيه حتى تقل الخسائر.
الآيات (20،21): كل من يستجيب لإنذارات الله يرحم فيحيا ومن يستهين بها يهلك ويموت.
(آية29): لكي تعرف أن للرب الأرض= هذا مخالف لرأي الوثنيين الذين يقولون أن لكل أرض إله يحفظها. بل هناك إله للتناسل وإله للحرب وإله للمزروعات.. الخ.
الآيات (31،32): توقيت الضربة أهلك الكتان والشعير وأبقى الحنطة= القمح والقطاني= البقول.
سفر الخروج – أصحاح 9
تفاسير أخرى لسفر الخروج أصحاح 9
تفسير خروج 8 | تفسير سفر الخروج القمص أنطونيوس فكري |
تفسير خروج 10 |
تفسير العهد القديم |