تفسير سفر التكوين ١٥ للقمص تادرس يعقوب ملطي
الأصحاح الخامس عشر
الميثاق الإلهي
في أمانة جاهد إبرام من أجل لوط ورفقائه، وإذ غلب رفض المكافأة البشرية التي كانت حقًا شرعيًا له، فكافأه الرب بما لا يستطيع البشر أن يقدموه، وهو التمتع بالدخول في عهد إلهي، فيكون نسله كنجوم السماء، من نسله يتبارك الأمم.
ظهور الرب له ١–٢
“بعد هذه الأمور صار كلام الرب إلى إبرام في الرؤيا، قائلاً: لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك، أجرك كثير جدًا. فقال إبرام: أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي هو أليعازر الدمشقي؟!“ [١–٢].
جاء كلام الرب لإبرام في الرؤيا في الوقت المناسب… إذ يقول: “بعد هذه الأمور“، كأن ما تمتع به إبرام من كلام الرب ورؤيا إنما يطابق الأحداث السابقة. لقد قدم إبرام حياته وممتلكاته فدية عن ابن أخيه، معرضًا نفسه للخطر، فتمتع بالرب نفسه كترس له. وإذ رفض إبرام المكافأة سمع القول الإلهي: “أجرك كثير جدًا“.
لم نسمع عن إبرام أنه خائف بل خرج من المعركة غالبًا، فلماذا يؤكد له الرب: “لا تخف يا إبرام، أنا ترسل لك“؟! بلا شك هذا التأكيد الإلهي إنما يمثل اقترابًا إلهيًا نحو إبرام. لقد اقترب إبرام إلى الله لا بالصلاة وتقديم الذبائح فحسب وإنما اقترب إليه بالعمل، خلال الجهاد من أجل نفع الآخرين، لذا يقترب إليه الرب حسب وعده: “اقتربوا إليّ يقول رب الجنود فأقترب إليكم” (زك ١). أقترب إبرام إلى الله خلال ترفقه العملي بأخوته فاقترب إليه الرب بإعلان أنه ترسل له يسنده. أقترب إبرام أيضًا إلى الله برفضه للمكافأة البشرية فاقترب إليه الرب بوعده إياه “أجرك كثير جدًا“.
لنقترب للرب لا بالصلاة والدموع والمطانيات والتقدمات فحسب وإنما خلال الحياة كلها، خلال الحب له ولكل البشرية… فإننا إذ نقترب إليه بالعمل يقترب هو إلينا عمليًا.
أقترب الله منه زاد إبرام اقتراب إليه، إذ تقدم إليه يتحدث لا في شكليات أو رسميات وإنما في جرأة ودالة، يقول له: “أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي أليعازر الدمشقي؟” لم يطلب منه صراحة ابنًا لينزع العار عنه ويتمتع بالميراث، لكنه في دالة يسأله معاتبًا ما نفع العطايا الكثيرة لإنسان عقيم يرثه آخر؟… على أي الأحوال، معاملات الله مع إبرام أعطت الأخير الدالة ليتحدث معه بصراحة بقلب مفتوح حتى دُعى “خليل الله“.
الوعد بالبركة ٣–٨
في الحقيقة حياة إبرام هي سلسلة غير منقطعة من اللقاءات مع الله والتمتع بالوعود، ولم يكن هذا عن محاباة وإنما تأهل إبرام لهذه العطايا الإلهية غير المنقطعة بسبب أيمانه الحيّ العملي وطاعته للرب في كل شيء.
في عتاب تحدث إبرام مع الرب من أجل العطايا التي تُمنح له وليس له ابن يرثه… فكانت إجابة الرب له: “لا يرثك هذا، بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك ثم أخرجه إلى خارج وقال له: أنظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها، وقال له: هكذا يكون نسلك” [٤–٥]. “فآمن بالرب فحسب له برًا” [٦].
صار كلام الرب لإبرام… وبحسب الطبيعة يبدو الوعد مستحيلاً، لكن إبرام “آمن بالرب فحسب له برًا“؛ هذه هي المرة الأولى التي فيها نسمع كلمة “آمن“. يقول معلمنا بولس: “ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيًا مجدًا لله” (عب ٤: ٢٠)، وقد اقتبس رجال الله العبارة: “آمن بالرب” في أكثر من موضع (رو ٤: ٣؛ غل ٣: ٦؛ يع ٢: ٢٣)، وكأن إبرام أب الآباء قد فتح لنا نحن أولاده طريق البر خلال الإيمان، إذ يقول الرسول: “ولكن لم يكتب من أجله وحده أنه حسب له، بل من أجلنا نحن أيضًا الذين سيحسب لنا، الذين نؤمن بمن أقام يسوع ربنا من الأموات” (رو ٤: ٢٣، ٢٤).
الحيوانات المشقوقة والطيور ٩–١٧
في دالة الصداقة الفائقة القائمة بين الله وإبرام، إذ نال الأخير وعدًا آمن فحسب له برًا، لكنه طلب علامة، قائلاً: “أيها السيد الرب بماذا أعلم أني أرثها؟“ [٨]. لم يكن طلب العلامة يحمل شيئًا من التشكك في مواعيد الله، إنما يحمل علامة انفتاح قلب لإبرام ووجود دالة بينه وبين الله. وقد جاءت العلامة تكشف لنا “سر الكنيسة الخارجة من صلب إبرام“. فإن كان الله قد وعده بنسل من صلبه كنجوم السماء لا تعد، الآن يكشف له عن هذا النسل الذي يصير كنيسة مقدسة للرب تضم أعضاءها من نسل إبراهيم من أهل الختان كما من أهل الأمم.
في اختصار طالبه الرب أن يشق عجلة سنها ثلاث سنوات وعنزة وكبشًا في ذات السن، ويضع كل شق مقابل الآخر، ويذبح يمامة وحمامة دون أن يشقهما… وإذ جاءت الجوارح على الجثث كان إبرام يزجرها. وعند الغروب وقع إبرام في سبات، وصار في رعبة مظلمة، وقيل أن نسله يُستعبد في أرض غريبة لمدة أربعمائة سنة… ثم غابت الشمس فصارت العتمة، وإذا تنور ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.
ماذا يعني هذا كله؟ يرى الأب قيصريوس أسقف Arles أن هذه الرؤيا تخص الكنيسة الجامعة وقد ضمت أعضاء من كل الأمم، صاروا أولادًا لإبراهيم لا حسب الجسد وإنما بالإيمان، لكن للأسف يسلك بعضهم روحيًا والبعض جسديًا إذ يقول: [دعى إبراهيم أبًا لجمهور أمم (تك ١٧: ٥)، إذ تؤمن الأمم بالمسيح ويصيرون أولادًا لإبراهيم بامتثالهم بإيمانه وليس خلال ولادة جسدية. أما اليهود فإذ يجحدون الإيمان يصيرون أبناء إبليس، وقد لُقبوا في الإنجيل: “أولاد الأفاعي” (مت ٣: ٧)، بينما استحق الأمم المؤمنون بالمسيح أن يُلقبوا أولاد إبراهيم، فالعجلة والمعزة والكبش سنهم ثلاث سنوات يشيرون مع اليمامة والحمامة إلى كل الأمم. وصفوا بأن سنهم ثلاث سنوات لإيمانهم بسرّ الثالوث. لا تضم الكنيسة الجامعة أعضاء روحيين فقط بل وجسديين أيضًا. فإن كان البعض يعلن أنه يؤمن بالثالوث لكنهم جسديون إذ هم متراخون في التخلي عن الخطايا والرذائل. توجد أيضًا نفوس روحية مع الجسديين لهذا تضم اليمامة والحمامة، فيُفهم من الحيوانات الثلاثة وجود الجسديين ومن اليمامة والحمامة وجود الروحيين. لاحظ بدقة أنه قيل عن إبراهيم أنه يشق الحيوانات الثلاثة إلى شقين كل شق يوضع مقابل صاحبه، ويقول الكتاب: “وأما الطير فلا يشقه” [١٠]. لماذا هذا أيها الأخوة لأنه يوجد في الكنيسة الجامعة أُناس جسديون منقسمون، أما الروحانيون فلن ينقسموا. يقول الكتاب: “ينفصل كل واحد مقابل صاحبه“؛ لماذا ينفصل كل واحد مقابل صاحبه؟ لأن الأشرار محبي العالم لا يتوقفون عن الانقسامات والافتراءات فيما بينهم، لذلك فهم منقسمون كل واحد ضد الآخر، أما الطيور، أي النفوس الروحية، فلا تنقسم. لماذا لا تنقسم؟ لأن لها قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة في الرب (أع ٤: ٣٢)… بالتأكيد اليمام والحمام المشار إليه قبلاً هو هذه النفوس، ففي اليمامة تتمثل الطهارة وفي الحمامة تتمثل البساطة. كل خائفي الله في الكنيسة الجامعة هم الطاهرون والبسطاء، يقولون مع المرتل: “يا ليت لي جناحًا كالحمامة وأطير فأستريح” (مز ٥٥: ٦)، وأيضًا “السنونة (وجدت) عشًا لنفسها حتى تضع أفراخها” (مز ٨٤: ٣). فإن الجسديين المنقسمين على أنفسهم مثقلون بقيود الرذيلة الثقيلة، أما الروحيون فمرتفعون إلى الأعالي بأجنحة الفضيلة المتنوعة، كما بجناحين، أي بوصيتي حب الله وحب القريب، منطلقين نحو السماء. هؤلاء يستطيعون القول مع الرسول: “سيرتنا هي في السموات” (في ٣: ٢٠). وإذ يقول الكاهن: “ارفعوا قلوبكم” يجيبون بتأكيد وورع أنهم قد رفعوا قلوبهم للرب. على أي الأحوال، قليلون جدًا ونادرون هم الذين يستطيعون في الكنيسة أن ينطقوا هكذا بثقة وحق[258]].
كما يقول الأب قيصريوس أيضًا: [ليتنا نظهر بساطة الحمامة وطهارة اليمامة، لنُرفع إلى السماء بأجنحة الفضيلة الروحية، كقول الرسول: “سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء[259]].
الآن إذ نترك الحديث عن هذه الذبيحة ونتطلع إلى إبرام ونجد منظره أمام زوجته وعبيده غريبًا، إذ يقف الشيخ الوقور بجوار هذه الحيوانات والطيور المذبوحة بطريقة معينة وقد رتبها ترتيبًا خاصًا، دون أن يقدمها على مذبح أو يطلب طهيها، إنما يقف ليرى الطيور الجارحة تحوم حولها لتقتنص منها شيئًا، وهو يزجرها طول النهار. تُرى ماذا كانت مشاعر إبرام طوال اليوم؟ وما هي مشاعر المرافقين له؟
إن كانت هذه الذبائح تشير إلى الكنيسة الجامعة بنقاوتها كما بحملها للضعفاء فيها، كما تشير إلى حياة كل عضو فيها، فإن إبرام يشير إلى النفس الروحية اليقظة التي لا تستطيع أن تمنع الطيور الجارحة النجسة من أن تحوم حوله، لكنه يقدر أن يمنعها من أن تستقر عنده أو تخطف شيئًا من عندياته. هذا ما أكده كثير من آباء الكنيسة، أن المؤمن الحيُ لا يقدر أن يمنع حرب الخطايا من مهاجمته، لكنها إذ تجد إنسانًا يقظًا لا تقدر أن تدخل إليه أو تتسلل إلى فكره أو قلبه، إنما تبقى الحرب خارجه، تحوم حوله دون أن تنال منه شيئًا.
بقي اليوم كله في طاعة لله يزجر الجوارح دون أن يرى شيئًا أو يسمع صوتًا، وقبيل مغيب الشمس صار في سبات ووقعت عليه رعبة مظلمة وعظيمة… لماذا؟ لقد رأى ثمر الخطية في حياة الإنسان، كيف تفسده وتستعبده؟! فقد سمع أن نسله يكون مستعبدًا لأمة غريبة في مذلة أربعمائة عام… إنها صورة مؤلمة للنفس التي تسقط تحت الخطية فتصير في عبودية فرعون الطاغي ومذلته. لكن الله عند غروب الشمس، أي في ملء الزمان، يطلق البشرية بالصليب من هذه العبودية واهبًا إياهم غنائم روحية كثيرة، إذ يقول: “بعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة“ [١٤]… “ثم غابت الشمس فصارت عتمة، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع“ [١٧]، إشارة إلى خلاص الناس في الرب واستنارتهم بالروح القدس الناري.
يمكننا القول أن ما حدث مع إبرام هنا يشير إلى عمل السيد المسيح الخلاصي، فقبيل غروب الشمس، في ملء الزمان، وقع على الرب سبات إذ أسلم الروح على الصليب، معلنًا مرارة الخطية التي حدرتنا إلى الجحيم ونزلت بنا إلى العبودية زمانًا، لكن الرب الراقد على الصليب إذ ينزل إلى الجحيم يحملنا على كتفيه ويخرج بنا كما بأملاك جزيلة، حاملاً غناه، وواهبًا إيانا غنى الروح، حتى متى جاء غروب العالم وانقضاء الدهر يُعلن خلاص أجسادنا، ويعلن يومه العظيم كما بنار.
يقدم لنا القديس أغسطينوس تفسيرًا رائعًا لهذه الرؤيا، جاء فيه: [يكفي أن نعرف أنه بعدما قال أن إبرام آمن بالله فحسب له برًا لم يفشل إبرام في الإيمان عندما قال “أيها الرب الإله بماذا أعلم أني أرثها؟” [٨]… فإنه لم يقل ” كيف أعرف؟” كما لو كان لم يؤمن بعد أنه يرث، وإنما قال “بماذا أعلم؟” بمعنى يطلب علامة ليعرف الطريق الذي به يتحقق ما قد آمن أن يناله. إنه كالعذراء مريم التي ليس عن عدم أيمان قالت: “كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟” (لو ١: ٣٤)، فإنها تسأل عن الوسيلة التي بها يتحقق ما سيحدث فعلاً. لذلك عندما سألَت هذا أُخبرَت: “الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللكِ” (لو ١: ٣٥). هنا أيضًا أُعطي له رمز بدقة خلاله يتعرف على الطريقة التي يتحقق بها الأمر الذي لم يشك فيه. هذا الرمز يتكون من ثلاث حيوانات: عجلة ومعزة وكبش، ومن طائرين: يمامة وحمامة.
العجلة تشير إلى الشعب الذي سيخضع للناموس، والمعزة تشير إلى أنه شعب خاطي، وأما الكبش فيشير إلى أنهم سيملكون، (وقد قيل عن هذه الحيوانات أنها تبلغ ثلاث سنوات من جهة عمرها، وذلك لوجود ثلاث حقبات زمنية متمايزة: من آدم إلى نوح، ومن نوح إلى إبراهيم، ومن إبراهيم إلى داود الذي يقيم مملكة الأمة الإسرائيلية كإرادة الرب بعدما يُرفض شاول… ). وربما حملت هذه الحيوانات معانٍ أخرى أكثر مناسبة، فإنني لا أشك في أنها تحمل رموزًا لمعان روحية هي واليمامة والحمامة.
لقد قيل “أما الطير فلا يشقه” [١٠]، لأن الجسديين منشقين ضد أنفسهم أما الروحيون فليس بينهم انشقاق قط، سواء كانوا مثل اليمامة منعزلين عن المناقشات الكثيرة مع الناس أو كانوا كالحمامة يعيشون وسطهم، فكلا الطيرين بسيطان وغير ضارين…
أما الطيور الجارحة التي نزلت على الجثث فلا تمثل أمرًا صالحًا بل تمثل أرواح الهواء التي تطلب لنفسها بعض الطعام خلال إنشاقات الجسدانيين.
جلوس إبراهيم بجوارها يشير إلى أنه حتى وسط إنشقاقات الجسدانيين يُحفظ المؤمنون الحقيقيون حتى النهاية.
حلول الخوف العظيم بإبراهيم والرعب من العتمة الشديدة عن غروب الشمس هذا يشير إلى أنه في آخر الأزمنة سيكون المؤمنون في شدة وضيق، الأمر الذي تحدث عنه الرب في الإنجيل: “يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم” (مت ٢٤: ٢١).
أما ما قيل لإبراهيم أن نسله يكون غريبًا في أرض ليست لهم ويستعبدون ٤٠٠ عامًا، فواضح أنه نبوة عن شعب إسرائيل الذين يستعبدون في مصر…
أما ما قيل: “ثم غابت الشمس… وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع” [١٧]، فيشير إلى الجسدانيين سيحاكمون بنار في نهاية العالم[260]].
الرب يقطع معه عهدًا ١٨–١٩
“في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا، قائلاً: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات“ [١٨].
إذ كشف الله لإبرام علامة الخلاص لكل الأمم، خلال سُبات الرب قبيل الغروب عند ملء الزمان، وحوّل له الظلمة إلى تنور دخان (إشارة إلى حرق الذبيحة) ومصباح نور يجوز وسط شعبه، أكد له الوعد أنه يهب نسله الأرض. وكأنه يؤكد له أن كل ما يتمتع به إبرام من لقاءات مع الله ورؤى وإعلانات إنما من أجل تمتع أولاده بالميراث الروحي في المسيح يسوع مخلص العالم.
هذا الميثاق يحمل جانبين متكاملين: تمتع أولاد إبراهيم بالأرض وطرد الأمم الوثنية منها، وقد حددهم بعشر أمم [١٩]. يرى الأب سرابيون[261] أن هذه الأمم المطرودة تشير إلى الخطايا الثمانية العظمى التي تنعم بالنصرة عليها: النهم، الزنى، محبة المال، الغضب، الغم، الفتور الروحي، حب الظهور، الكبرياء، مضافًا إليها عبادة الأوثان والتجديف.
سفر التكوين – أصحاح 15
تفاسير أخرى لسفر التكوين أصحاح 15
تفسير تكوين 14 | تفسير سفر التكوين القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير تكوين 16 |
تفسير العهد القديم |