تفسير سفر الرؤيا اصحاح 8 للأنبا بولس البوشي
الأصحاح الثامن
«ولما فك الخاتم السابع كان سكوت في السماء نصف ساعة. ورأيت سبعة ملائكة وقوفا قدام الله، وأعطوا سبعة أبواق. ثم جاء ملاك آخر فوقف قدام المذبح ومعه مجمرة ذهب، فأعطي بخورا كثيرا، وبحر على المذبح الذهب مع صلوات القديسين الذين أمام الكرسي من يد الملاك الذي أمام الله» (رؤ 8: 1-4)
التفسير: عني بـ«الخاتم السابع» الألف السابع الذي يكون فيه انقضاء الزمان، لأن الأوقات التي قبل الإنجيلي يوحنا اختصر فيها لأنها قد كانت، ثم أطنب المعنى في الزمان الذي يكون بعده بروح النبوة. فذكر في هذا الألف الأخير أمورا صعبة جدا، وأنها تكون في هذا الألف أصعب من الأزمان التي قد مضت، وبخاصة في أبواق السبعة الملائكة. ثم ذكر المملكة الغربية كيف تسود الأرض وتضنك الناس إلى انقضاء ملكها. ثم ذكر لها زوالاً بعد ذلك وتضمحل.
من الرؤيا: قال: «ثم أخذ الملاك المجمرة الذهب فملأها نارا من المذبح، وألقاها على الأرض، وكانت أصوات وبروق وزلزلة. والسبعة ملائكة الذين معهم السبعة أبواق استعدوا ليبوقوا بها. فصرخ الملاك الأول بالبوق، وكان حصاء ونار مخلوطان على الأرض، واحترق ثلث الأشجار وثلث كل عشب أخضر.
«صرخ الملاك الثاني بالبوق فوقع – كجبل عظيم – نار في البحر يحرق، فصار ثلث ماء البحر دما، ومات ثلث جميع ما في المياه الذين لهم أنفس حية، وثلث السفن هلك».
«وصرخ الملاك الثالث بالبوق فوقع (من السماء نجم عظيم متقد كمصباح ووقع على تلك الأنهار والينابيع، واسم ذلك النجم ابسنتيان فصار ثلث المياه مرا، ومات كثير من الناس لشدة مرارة الماء». «وصوت الملاك الرابع بالبوق فانكسف ثلث الشمس، وثلث القمر أظلم، ولم يضئ ثلثهم لا ليلاً ولا نهاراً» (رؤ8: 5-12).
التفسير: هولاء ضربات مختلفة في كل جيل في الألف السابع من الانشقاقات واختلاف الممالك لأجل مقاومة الشعب لبعضه بعضا، وما يحدث من قلة محبتهم اليد الغريبة وأضنكتهم[1].
وإذا سمعت «هلاك ثلث الأرض وثلث البحر ومرارة الأنها بها شيئاً محسوساً، لأن «الأرض» هي الرعية، «والبحر» هو الح «والأنهار والينابيع» هم المعلمون الذين كانوا يروون الرعية من الحلوة، فمزجوا بعد ذلك فيها المرارة من اللعن لصورة الله لأتباع الهوا، ولم ينظروا بعين الإنصاف من دون الهوى، بل بخروا لمحبة الرياسة بقلة خوف الله، فلأجل هذا سلَّط الله هذه الضر لأجل اعوجاج قلوبهم، ومات كثير من الناس لصعوبة الضربات.
«والشمس والقمر» هم المستنيرون بالمعرفة، يضعف نورهم لـ يتمكنون من صعوبة الانشقاقات وإقامة الأهوية أن يقط ويصلحوا بين المتشاققين، لتصير الرعية واحدة لراع واحد كما كانت. وإن كان الكل متمسكين بالإيمان بابن الله بل لا يسمعوا من ضعف النور.
وقوله: «النهار» عني عن الذي يعرف. وقوله: «الليل» عني عن الذي لا يعرف، فصاروا الكل شرعا واحدا في إقامة الهوى.
- يرى الأسقف بولس البوشي أن سبب الاضطهادات التي تأتي على الكنيسة في الألف السابع، هو انقسام الكنيسة إلى شيع، ويرجع السبب في هذا الانقسام قلة المحبة: [ما يحدث من قلة محبتهم حتى أفرقوا البيعة، لهذا تسلطت عليهم اليد الغريبة]. ويعود مرة أخرى في تفسيره على الأصحاح الثالث عشر ليزيد من ذلك المعنى:[ ذكر بعد ذلك الوحش الصاعد من البحر، ثم ذكر كيف يتسلط على الأسباط المختلفي الألسن، لأن بالحقيقة لم يكن سبط إلا ولحقه منه ضائقة، وذلك كله لأجل خطايانا وقلة محبتنا في بعضنا بعض. وكون البيعة ضاددت بعضها بعض، وأعضاء السيد المسيح المقدسة الذين هم شعبه النقي، الذين اشتراهم بدمه الكريم، لم يبقوا في الفة واحدة مجتمعين كما كانوا، فلأجل ذلك تخلت عنهم المعونة السمائية التي من دونها لا تكون نجاة].
تفسير رؤيا 7 | تفسير سفر الرؤيا | تفسير العهد الجديد | تفسير رؤيا 9 |
الأنبا بولس البوشي | |||
تفاسير سفر الرؤيا | تفاسير العهد الجديد |