تفسير رسالة رومية اصحاح 15 د/ موريس تاوضروس

الاصحاح الخامس عشر

المسيح يعلمنا ان لا نرضى انفسنا بل كل واحد منا يرضى قريبه

فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا.

الاقوياء في الايمان والفضيلة ، عليهم أن يظهروا الرحمة والعطف نحو ضعفات الضعفاء في الايمان ولا يفعلون فقط ما تحبه نفوسهم وما يرضيهم . لاحظ معني الكلمات التالية:

– الاقوياء في المعني الاخلاقي للكلمة كما في 2کو۱۰ : ۱۳ ، ۹

– اضعاف الضعفاء : سواء كان هذا الضعف يختص بمشكلة التمييز بين أنواع الأطعمة أو الأيام و وعلي الـعـمـوم ، الاشارة هنا الي الافكار والآراء المضللة والمخـدوعـة الناتجة عن ضـعف الايمان .

– ولا نرضي أنفسنا : أي يجب أن نتـجـرد من الانانيـة وحب الذات والاهـتـمـام فـقـط بما يرضينا ويسرنا .

فليرض كل واحد منا قريبه للخير لاجل البنيان

يجب علينا أن نفعل مايرضي الآخرين وما فيه خيرهم وما يفضي الي بنيانهم ونموهـم في الفضيلة و لذلك عزوا بعضكم بعضا وابنوا أحدكم الآخر كما تفعلون أيضا ، 1تس5: 11 .

لان المسيح أيضا لم يرض نفسه بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت علي .

ان السيد المسيح لم يبعد نفسه عن هذه الأمور التي لم تبعث في نفسه الرضي ولم تحمل له السرور ولم يفضل الامور المريحة والتي هي أكثر كرامة بالنسبة له ، ولكن كما هو مكتوب في المزمور التاسع والستين – تعييرات معيريك وقعت علي ، مز69 :9 .

لان كل ماسبق فكتب لاجـل تعليمنا حتى بالصبر والتـعـزية بما في الكتب يكون لنا رجاء

يستشهد الرسول بولس بما كتب في العهد القديم ، لان كل ماكتب في الماضي بواسطة رجال الله الملهمين ، كتب لاجل تعليمنا وتحذيرنا حتي نتمسك بالامل والرجاء المقترن بالصبر والتقوية، التي تعطيها الكتب المقدسة . يقول الرسول لتلميذه تيموثاوس «وأنت منذ الطفولية ، تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع .كل الكتاب هو موحي به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ ، للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون انسان الله كـامـلا مـتأهبا لكل عمل صالح” (2تي :15– 17) (أنظر أيـضـا 1کو9: 10) .وعلي ذلك فـالـعـهـد الـقـديم لم يفقـد قـوته بالنسبة لنا ، وقد كتب لاجل تعليمنا نحن أبناء العهـد الجديد .وكلمة تعزية تعني التـقـوية التي تعطيها لنا الكتب المقدسة، لان الكتاب المقدس كـتـب بواسطة الروح القدس المعزي .

وليعطكم الله الصبر والتعزية أن تهتمـوا اهتماما واحدا فيما بينكم بحسب المسيح يسوع .

ان الله يهب لكل منا الصبـر والـتـعـزية، أطلب منه أن يهبكم الافكار والاهتمـامـات الـواحـدة حتي تحفظوا أنفسكم وفق مشيئة الرب يسوع .ويقول الرسول في مـواضع أخري من رسائله تعزوا ،اهتموا اهتماما واحدا ، 2کو 13: 11 “حتي تفتكروا فكرا واحدا ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئا واحدا ، لا شيئا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسكم . لا تنظروا كل واحـد الي ماهو لنفسه بل كل واحـد الـي مـاهـو لآخريـن أيضا ، فليكن فـيـكـم هذا الفكر ، الذي في المسيح يسوع أيضا، في2: 2 – 5، أطلـب … أن تفتكروا فكرا واحدا في الرب، في 4: 2 ……. أن تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد وراي واحد …. 1کو1: 10 فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه ونفتكر ذاك عينه ، في 3: 16 (والنهاية كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ذوي محبة أخوية مشفقين لطفاء ، 1بط 3: 8 ،لاحظ معني العبارات التالية : 

-اله الصبر والتعزية :أي الله الذي يهب الصبر والتعزية .

– وليعطكم اله الصبر : أن مايطلبه الرسول في هذه الآية من صبر وتعزية واهتمامات واحدة هو عطية ومنحة من قبل الله للمؤمنين به

لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد

ترتبط هذه الآية بالاية السابقة ، فما يطلبه الرسول في الآية السابقة من الاهتمام الواحد، فذلك من أجل أن يمجدوا الله بروح وأحـد ولـسـان واحد ، أي يكون لهم الفكر الواحد ويهتموا في وحدة الايمان لتمجيد اسم الله ، بالنسبة لعبارة والله أبا ربنا يسوع المسيح أنظر 2كو1: 3 ، 11: 13، أف 3:1 ،1بط1: 3 )،وبالطبع فان المسيح ، يشار اليه هنا من حيث ناسوته (أنظر أف 17:1 ، مت 27: 26،یو20: 17، عب1: 9) .

لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما أن المسيح أيضا قبلنا لمجد الله

لكي تكونوا جـمـيـعـكـم كـرجل واحـد ولكي يكون لكم قلب واحد تمـجـدوا به الله ، عليكم أن تتقبلوا بعضكم بعضا بالمحبة، كما سلك المسيح نحوكم وجعلكم خاصته ، وبهذا وحده يمكن ان تمـجـدوا اسم الله ، ومن الأمثلة علي تقبل المؤمنين بعضهم لبعض ما كتبه الرسول بولس الي فليمون – فان كنت تحسبني شريكا فاقبله نظیری) ( فل 17). لاحظ هنا أن الرسول بولس يتخذ من السيد المسيح مثالا ونموذجا للسلوك.

ان الذين تقبلوا المسيح بالايمان ، يجب عليهم أن يتقبلوا بالمحبة، جميع الذين يتبعون المسيح ويؤمنون به ،ان المسيح قد تقبلنا في علاقة وثيقة قوية معه ، فقد تقبلنا كرعيته وكإخوته ، وكأبناء للآب السماوي ، وجعلنا من خلال الكنيسة كعروس له ، وعلي هذا النحو ايضا يجب أن نسلك نحو الآخرين.

وأقول أن يسوع المسيح قد صار خـادم الختان من أجل صدق الله حتي يثبت مواعيد الآباء

ان المسيح يسوع قـد جاء لكي يخدم اليهود ذوي الختان ، حتي يحقق بذلك مواعيد الله اي يقدم الخلاص الي اليهود ، وبهذا ينأكد صدق الله وأمانته في تنفيذ ماسبق ووعد به الي أباء اليهود (أنظر مز89: 7) .

وأمـا الامم فـمـجـدوا الله من أجل الرحـمـة ، كما هو مكتـوب من أجل ذلك سأحمدك في الامم وأرتل لاسمك ويقول أيضا ، تهللوا أيها الامم مع شعبه .

يشترك الاممـيـون أيضا في نوال الخلاص ، وهم من أجل هذا الخلاص يمجدون الله الذي أظهر رحمته لهم ، وهذا أيضا يتفق مع ماسبق وأشار اليه الله في المزامير ،حيث يقول المسيح للآب لذلك أحمدك يارب في الامم وأرنم لاسمك مز18: 49 .وفي سفر التثنية يقول تهللوا ايها الامم شعبه تث32: 43 ، وعلي ذلك فإن المؤمنين ،سواء كانوا من اليهود أوالأمميين ، عليهم أن يهللوا جميعا ويمجدوا الله.

وأيضـا سـبـحـوا الرب يا جميع الامم وامدحوه ياجميع الشعوب ، وأيضا يقـول أشعياء سيكون أصل يسي والقائم ليـسـود علي الامم ، عليـه سيكون رجاء الامم .

يكون يسي كأصل ، منه ينبث جيل جديد ، ثم أن المسيح الذي يجئ من هذا الاه ل سوف يسود ويحكم علي الامم . وفي المسيح كمخلص ، يضع جميع الامم رجاءهم .

سبحوا الرب يا كل الامم ، احمدوه يا كل العشوب مز117: 1

ويخرج قضيب من جذع يسي غصن من أصـوله …ويكون في ذلك اليـوم ان اصل يسي القائم راية للشعوب اياه تطلب الأمم ، ويكون محله مجداً (اش11: 1، 10) .

فقال لي واحـد من الشيوخ لا تبك ، هـوذا قـد غلب الاسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة رؤ 5 : 5

أنا يسوع .. أنا أصل وذرية داود رؤ22: 16

لا يزول قضيب من يهوذا ومـشـتـرع من بين رجليه حتي يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب تك 49: 10

وليمـلأكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجـاء بقوة الروح القدس

ان الله اله رجاء ليس لليهود فقط بل وللأمميين أيضا ، ويطلب الرسول من الله الذي وهب الرجاء للأمم ان يملأهم بكل فرح وسلام حتي يثبتوا في الايمان وليكن لهم رجاء أكبر بقوة الروح القدس . ان ازدياد الرجاء يتم لنا بواسطة نعمة الروح القدس وقوته الفاعلة فينا .

مبررات لكتابة الرسالة ومطالب رو15: 14-33

المبررات

وأنا نفسي أيضا متيقن من جهتكم يا اخوتي أنكم أنتم مشحونون صلاحا ومملوءون كل علم قادرون أن ينذر بعضكم بعضا.

يؤكد الرسـول بولس اطمئنانه وثقته من جهة أهل رومية ، فهو علي الرغم من أنه هو نفسه يكتب لهم بعض الارشادات والنصائح الا أنه ، دون حاجة الي براهين وادلة من عنده ، يشهد أنهم مملوءون من كل صلاح وفضيلة ، ومملوءون من كل مـعـرفـة بحـقائق الخلاص ، وأكثر من هذا فانهم في وضع يسمح لهم أن ينبه بعضهم بعضا بكلام الوعظ .

ولكن بأكـثـر جسـارة كـتـبـت اليكم جـزئيا أيهـا الاخـوة كـمـذكـر لكم بسبب النعمة التي وهبت لي من الله

علي الرغم من ثقة الرسول بولس بأهل رومية ، فهو يكتب لهم بـجـرأة في بعض أجـزاء رسالته حتي يذكرهم بالحقائق التي يعرفونها ، وهـويفعل ذلك بفضل ما وهبت له نعمة الله من استحقاق للقيام بهذه المهمة.

اما الاجزاء من الرسالة التي يشير اليها الرسول بولس فيمكن أن تكون كالآتي : رو 12، 13، 8: 9، 11: 17-24، 12: 3، 13: 13-14 ، 14: 1.

 – كلمة النعمة هنا تشير الي الخدمة الرسولية التي كلف بها الرسول بولس .

وهبت لي من الله : أي ان الرسول بولس لم يغتصب هذه الخدمة ، لكن الله أعطاه الخدمة من ناحية ومن ناحية أخري ،فقد وهبها له كمنحة ،

حـتـي أكـون خادمـا لـيـسـوع المسيح لاجل الامم مـبـاشـرا لانجيل الله ككاهن ليكون قربان الامم مقبولا مقدسا بالروح القدس

هذا الاسـتـحـقـاق الذي وهب للرسول بولس في القيام بالخدمة الرسـوليـة. قـد أعطي له ليكون خادما للمسيح يسوع ، فيقدم عمل البشارة المقدس كقربان وتقدمه ، فانه يعظ ويجذب الي المسيح الامميين فتكون نفوسهم هي تقـدمات ونبائح للرب مقبولة ومقـدسـة بواسطة روح الله القدوس.

– كلمة خادم  تستعمل هنا في المعني الاصطلاحي لتشير الي الخـدمـة الكهنوتية أوعمل الكهنوت ، كـمـا يقـول في الرسالة الي العبرانيين “خـادمـا لـلأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا أنسان” عب8: 2

فلي افتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله، لاني لا أجسر أن أتكلم عن شئ مما لم يفعله المسيح بواسطتي لاجل اطاعة الإمم بالقول والفعل.

ان كل ماصار في الخدمة، قد صار بقوة المسيح وليس بقـوتي أنا – فيما يقول الرسـول بولس – الانسان الضعيف ، ، فأنا لا أجرؤ مطلقا علي القول بأني قد فعلت شيئا من نفسي ولم أفعله بواسطة المسيح ،لاني لست الا خادما قد استخدمني المسيح من أجل نشـر كلمة الايمان بين الامم . ان الله قد أيد كلمة البشارة حتي يطيع الامميون الايمان اي يقبلوه ويعملوا به ،ثم ان المسيح قد وهبني الاستنارة وكلمة الخلاص وقـواني في خدمة الرسالة لكي أبشـر بين الامم . علي أن لا يكون قـبـولهـم فـقـط بـالـقـول ، فالمسـيـح قـد أعطاني قـوة تؤيد رسـالـتـي فـلا تكون بذلك بشـارتنا مبنية على القول فقط بل مؤيدة بالقوة والفعل.

بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله ، حتي أني مـن أورشليم وما حولها الي الليريكون قد أكملت التبشير بانجيل المسيح

أن الله قد أيد كلمة الوعظ وقـواهـا بواسطة العجائب الخارقة للطبيعة التي يتمـمـهـا الـروح القدس في الكينسة، وهكذا بتأييد قوة الله وآياته ومعجزاته استطاع الرسول أن يبشر في أورشليم وما حولها الي الليريكون ( تقع في شمال غرب مكدونية ) .

 ولكن كنت محترصا أن أبشـر هكذا ، ليس حيث سمي المسيح لئلا ابني علي أساس لآخر .

كان الرسول بولس يحرص على أن لا يبشـر حيث سبق وبشر غيره من الرسل حتي لا يبني على أساس لآخر وحتي لا يطغى علي حقوق الآخرين ويسلب استحقاقاتهم واتعابهم ، وكما يقول في الرسالة الثانية الي كورنثوس « غير مفتخرين الي ما لا يقاس في اتعاب أخسرين بل راجين انا نما إيمانكم أن نتعظم بينكم حسب قانوننا بزيادة، لنبشر الي مـا وراءكم ، لا لنفتخر بالامور المعدة في قانون غيرنا ، 2کو10: 15و16.

بل كما هو مكتوب الذين لـم يخبروا به سيبصرون والذين لم يسمعـوا سيفهمون.

بشـر الـرسول بولس وسط الامميين وعـابدي الوثن الذين لم يسمعوا كـلام الـخـلاص ، وهكذا يتحقق ما سبق وكتبه أشعياء النبي حيث يذكر بأن هؤلاء الذين يبلغوا ويخبروا عن المسيح ، فانهم سوف يرونه ، وهؤلاء الذين لم يسمعوا عنه سيفهمون ويدركون وما يكرز به عن المسيح يقول النبي أشعياء هكذا ينضج امما كثيرين ، من أجله يسد ملوك أفواههم لأنهم قد أبصروا ما لم يخبروا به وما لم يسمعوه فهموه إش 52: 15.

لذلك كنت أعـاق المرار الكثيرة ، عن المجئ اليكم ، وأما الآن فـاذ ليس لي مكان بعـد في هذه الاقاليم ولي إشياق الي المجئ اليكم منذ سنين كثيرة ، فعندما أذهب الـي اسـبـانـيـا أتي اليكم لاني أرجـو أن اراكـم في مـروري وتشـيـعـوني الى هناك أن تملأت أولا منكم جزئيا .

يشير الرسـول الي أنه قد أعيق مرارا كثيرة عن الذهاب الي رومية ، وذلك لانه كانت هناك بعض الاماكن التي لم تكن قد استمعت بعد الي كلمة البشارة عن المسيح، وأما بعد أن بشر هذه الأجزاء التي لم تكن قد استمعت كلمة البشارة ولم تعد هناك بعد أماكن يقصد الرسول زيارتها ، فهو يعبر عن رغبته وشـوقـه منذ سنين كثيرة ليجئ اليهم ، وهـو يأمل أنه : اثناء مروره علي مدينتهم أن يراهم وأن يشيع منهم الي اسبانيا .ويشير الرسول الي أنه مهما أقام في وسطهم فأنه لا يمكن له أن يشبع نفسه من رؤيتهم ، فهو يقنع نفسه بالشمع الجزئي.

 

مطالب

ولكن الآن أنا ذاهب الـي أورشليم لأخـدم القديسين لان اهـل مكدونـيـة واخـائـيـة اسـتـحـسنوا أن يـصـنعـوا توزيعـا لفقراء القديسين الذين في أورشليم استحسنوا ذلك وان لهم مديونون لانه ان كان الامم قد اشتركوا في روحيـاتهم يجب عليهم أن يخدموهم في الجسديات أيضا.

يشير الرسول الي أنه يتجه الي أورشلم من اجل خدمة المسيحيين هناك، وهو يحمل معه إلي مسيحيي أورشليم العطايا والهبات التي تفضل بها أهل مكدونية وأخائية لمساعدة الفقراء، وقد فعل أهل مكدونية وأخائية هذا كفضل منهم ، علي أنه من ناحية كاخري هـم مديونون لهم لانه اذا كان الامم قـد صـاروا مـشـتـركين في الهـبـات والعطايا التي اخـذهـا الـيـهـود ، فد أصبح واجبا علي الامميين أيضا أن يخدموا هؤلاء في حاجاتهم الجسدية .

فمتي أكملت ذلك وختمت لهم هذا الثمر فسأمضي ماراً بكم الي أسبانيا ، وأنا أعلم اني اذا جئت اليكم سأجيء في ملء بركة انجيل المسيح

اي – فيما يقول الرسول – عندما اتسم كل هذا الذي يعتبر ثمر المحبة والايمان ، أي عندما أقـدم عـطاياكم لاهل أورشليم ،وهـي العطايا التي كانت ثمرة ايـمـانكـم ومـحـبـتكم لاخوتكم من المؤمنين ، عندما أفعل ذلك ، فاني ساذهب الي اسبانيا مارا بكم . وأنا أعلم أني عندما أتي اليكم في رومية فاني سأجي لكي تمتلثوا ببركة الانجيل أي لكي تنموا وتزدادوا في الايمان والفضيلة .

فأطلب اليكم أيها الاخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبـة الروح أن تجـاهـدوا معي في الصلوات من أجلي الي الله .

باسم المسيح وباسم المحبة التي أثمـرهـا الروح القدس في نفوسنا ، يطلب الرسول بولس من أهل رومية أن يـجـاهـدوا معه وذلك بأن يصلوا من أجله الي الله ، ومن الواضح هنا إن الصلاة ينظر اليها الرسول كجهاد روحي ، ومن ناحية أخري هـو يطلب من المؤمنين أن يصلوا من أجله وفي هذا نلمس معني الشفاعة التوسلية .

وعن محبه الروح ، يقول الرسول في رسالته الى كولوسي ، الذي أخبرنا أيضـا بمحبتكم في الروح ، کو1: 8

وعن الجهاد الروحي والصلاة يقول الرسول في مواضع أخري من رسائله « مجاهدين معا بنفس واحدة لايمان الانجيل ، ( في1: 27) ، أسألك … سـاعـد هاتين اللتين جـاهـدتا معي في الانجيل في ( 3:4) وأنتم أيضـا مـسـاعـدون بالصلاة لاجلنا ( 2کو1: 11) مصلين بكل صلاةوطلبة كل وقت في الروح وسـاهرين لنا بعينه بكل مـواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين (أف6: 18) مصلين في ذلك لاجلـنـا نـحن أيضـا (كـو4: 3) أيهـا الاخـوة صـلوا لاجلنا (1تس5: 25) أنظر أيضا 2تس3: 1، عب13: 18) .

لكي انقذ من الذين هم غير مؤمنين في اليهودية ،ولكي تكون خدمتي لاجل أورشليم مقبولة عند القديسين .

يطلب الرسول كي يصلوا من أجله كي ينقذه الرب من هؤلاء الذين لم يؤمنوا في اليهودية ولكي تكون خدمته هناك مقبولة عند المسيحيين ، أي أن العطايا التي يحملها من المسيحيين الذين لم يكونوا أصلا يهودا ، تكون مقبولة من مؤمني أورشليم الذين كانوا أصلا من اليهود .

حتي أجئ اليكم بفرح بارادة الله وأستريح معكم .

اذا قبلت العطايا من مـؤمني أورشـلـيـم ، واذا أنقذ الرسول من غير المؤمنين فـانه بـحـسـب مشيئة الله سوف يتوجه الرسول الي أهل روميـة وهـو يشعر بملء الفرح والسرور بعد ان تكون قد زالت كل المعطلات.

اله السلام معكم أجمعين أمين

يطلب الرسول من الله الذي هـو مـصـدر السلام ، أن يكون مع أهل رومية ( قابل مع 2کو13: 11 – في4: 9 – 1تس5: 23 – عب13: 20 ) .

تفسير رومية 14 تفسير رسالة رومية تفسير العهد الجديد تفسير رومية 16

د/ موريس تاوضروس

تفاسير رسالة رومية تفاسير العهد الجديد

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى