إش54: 9 لأنه كمياه نوح هذه لي…

 

“لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى الأَرْضِ، هكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ.”(إش54: 9)

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الحب الزوجي بين المسيح والنفس البشرية أبديّ لا يزول؛ فكما قدم الله وعدًا لنوح ألا يغرق العالم بالطوفان خلال غضبه على البشرية [9] هكذا يهبنا الرب وعدًا ألا يفارقنا قط أو ينزع رحمته عنا، إذ يقول: “فإن الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنكِ وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمكِ الرب” [10].

في اختصار اختارنا عروسًا له نازعا عار ترملنا، مؤكدًا حبه لنا ورحمته علينا، مقدمًا لنا وعودًا أكيدة متجددة أبدية. أقامنا من بيت الزنا وغسلنا وقدسنا عروسًا له يدخل بنا إلى سمواته كملكة تجلس عن يمينه. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الله يرغب في الزانية، فماذا يفعل؟ إنه لا يقودها إلى العلا وهي زانية، فهو لا يُريد أن يدخل بها إلى السماء وهي على هذا الحال، إنما نزل إليها. نزل إلى الأرض مادامت تعجز هي عن الصعود إلى فوق. جاء إلى الزانية ولم يخجل من أن يمسك بها وهي في سكرها…[586]].

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آيات (9، 10) لأنه كمياه نوح هذه لي كما حلفت أن لا تعبر بعد مياه نوح على الأرض هكذا حلفت أن لا اغضب عليك و لا أزجرك. فان الجبال تزول و الآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك و عهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب.

هذه = أي الضيقات، ضيقات شعبه.. أي أن عهد سلام الله لكنيسته عهد أبدى. وبالرغم من ضيقاتها فلن تفنى الكنيسة. و كما وعد الله نوح بأن لا يكون طوفان ثانية يعد كنيسته بعهد سلام وأنها لن تزول من أمامه. لكن كما طهر الطوفان العالم من خطيته هكذا فالضيقات تطهر الكنيسة.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى