الصلاة والحياة السعيدة

القديس أغسطينوس

 

“إلى الآن لم تطلبوا شيء باسمي، اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً” (يو 16: 24).
 الإنسان، الخليقة العاقلة، هو كائن عظيم ونبيل هكذا، فإنه حتى في حال سقوطه لا يشبعه أقل من االله ليهبه راحة سعيدة، ولا تستطيع حتى ذاته أن تهبه السعادة. لذلك أقول سعيد هو من يقتني االله.
 لا يوجد إنسان لا يطلب هذه (الحياة السعيدة)، فالكل يشتهيها بغيرة مفضلاً إياها عن كل الأشياء الأخرى؛
ومن يطلب أشياء أخرى ففي الحقيقة يطلبها لهذا الهدف وحده
 في رأيي لا تكون سعيداً إن كنت عاجزاً عن اقتناء ما تحبه أيا كان هذا.
ولا تكون سعيداً أن لم تحب ما هو لديك مما هو صالح، أو إن كنت قادراً على أن يكون لديك ما تحبه، أن كان هذا غير ضارٍ لك.
فإنك أن كنت تطلب ما لا تقدر أن تقتنيه فإنك تتعذب. وإن كنت تسأل ما لا تحتاج إليك فأنت مخدوع. وإن كنت لا تطلب ما يجب أن تسأله فأنت لست سليماً عقلياً. الآن ليس شيء من هذه الحالات لا يصحبها الشعور بالبؤس؛ والبؤس والسعادة لن يقطنا معاً فيك.
 لنلتصق باالله بالحب، ولنبلغ إليه بالصلاة. خلاصة كل صلاحنا، وصلاحنا الكامل هو االله. يليق بنا ألاَّ نفشل في ذلك، ولا نطلب أكثر من هذا. الأول خطر والثاني مستحيل… تبعية االله هي الرغبة في السعادة، وبلوغ االله هو السعادة عينها

+++

من كتاب لقاء يومي مع إلهي للقمص تادرس يعقوب ملطي

زر الذهاب إلى الأعلى