واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر
“واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر” (كو4 : 2)
كل مرة نقف فيها أمام المسيح لنصلي بحرارة وتوسل ، تتلاقى حينئذ مشيئتنا مع مشيئته فننال رحمة ؛ وبكثرة الصلاة وإخلاصها تتقارب المشيئتان.
+ لا يمكن أن يتقابل المسيح معنا أو نتعرف على مشيئته إلا بالصلاة .
+ المسيح ينتظر صلاتنا ويترقبها ، وهو أعلن لنا في الإنجيل أهمية وضرورة الصلاة ، مُلحاً أن نصلي في كل حين وباستمرار بشرط أن لا نمل من الصلاة ؛ لماذا ؟ لأنه في الصلاة يستطيع أن يتصل بنا ويعلن لنا مشيئته ويعطينا نعمته.
+ المسيح يسمع الصلاة وهو في الحقيقة يشترك معنا فيها اشتراكاً فعلية ، لأن بدون المسيح لا تدخل صلاتنا إلى الآب إطلاقا . فالمسيح حاضر في الصلاة وهو الذي يرفعها إلى الآب باستحقاقاته . لذلك فالصلاة ليست من طرف واحد فقط ، ولا قيمة لكل ما نصلي به إذا لم يقل المسيح آمين ، أي يصدق عليها باستحقاقاته لدى الآب مُزكياً ضعفنا لديه ومتشفعاً في ذنوبنا أمامه.
+ الصلاة الحقيقية ليست فعلاً بشرياً ؛ هي دعوة إلهية ، نحن فقط لانستجيب لها . والوجود مع الله وفي حضرته هو بمثابة عودة الخليقة المتغربة إلى حضن خالقها ، كعودة آدم إلى الفردوس . فالصلاة بحد ذاتها تكفير عن الساعات الطويلة التي نقضيها بعيداً عن الله ، في مشغوليات ا الأرض وهموم المعيشة الجسدية.
+ الصلاة الناجحة الحقيقية ينبغي أن تدوم سراً في القلب بحديث غير منطوق به ، بعد أن ينتهي وقوفنا أمامه ، فنذهب لأعمالنا والصلاة لا تزال تعمل في قلوبنا .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين