يوسابيوس النيقوميدي

كان الصديق الأكثر نفوذاً وقوة لآريوس. وقد لجأ إليه آریوس بعد حرمه. وكان الاثنان من تلاميذ لوسيان الأنطاكي .

حصل – عن طريق اتصالاته بالبلاط – على كرسي نيقوميديا خلال فترة حُكم الإمبراطور الروماني للشرق ليكينيوس، عندما جعل الإمبراطور مقره في نيقوميديا. وذلك حيث أنه كان سابقاً أسقفاً علی بيريتوس، وقد انتقد البعض انتقاله إلى نيقوميديا واعتبروه غير قانوني.

تمتع – على ما يبدو – بين زملائه باحترام كبير ومكانة هامة لكونه أسقفاً لمدينة الإمبراطور. هذه المكانة – بالإضافة إلى ميول يوسابيوس اللاهوتية المعروفة – هي التي حثت آريوس المفصول من شركة الكنيسة حديثاً أن يحتكم ويعرض قضيته على يوسابيوس (قبل 324م بقليل) الذي وضعته مصادقته المؤيدة لآراء آريوس في قلب الجدل الآريوسي، الأمر الذي ساد على ما تبقى من حياته الكنسية.

قبل يوسابيوس قانون الإيمان النيقاوي المضاد للآريوسية، ولكنه رفض أن يصدق على تأكيد المجمع لحرم آريوس. وهذا الرفض هو السبب الذي دفع الإمبراطور قسطنطين إلى عزله ونفيه في 325م.

بعد سنتين عاد إلى كرسيه مرة أخرى، وصار المستشار الأول للإمبراطور قسطنطين فيما يخص الأمور الكنسية. وهو الذي قام بعماده على سرير موته، ولم يأل جهدا في محاولة إعادة آريوس.

لم يؤثر موت قسطنطين على نفوذ يوسابيوس، ويتضح هذا من موقف وريث عرش قسطنطين في الشرق – وهو قسطنطين الثاني – المساند للآريوسية. وقد صار يوسابيوس قبيل وفاته في 342م أسقفاً علی القسطنطينية، العاصمة الجديدة للإمبراطورية.

كتاباته

  • رسالة إلى بولينوس أسقف صور:
    وثيقة هامة، حفظها ثيئودوريت القورشي. وهي نموذج للرسائل التي أرسلها يوسابيوس إلى الشرق بعد مغادرة آريوس للإسكندرية والتجائه إلى بيت يوسابيوس طلباً للحماية.
  • رسالة إلى آريوس:
    يذكر القديس أثناسيوس أن يوسابيوس كتب رسالة وجهها إلى آریوس قبل انعقاد مجمع نيقية.

    و اقتبس القديس أثناسيوس منها مايأتي: مادامت آراؤك صالحة، صلَّ لكي يتبناها الجميع، لأنه من الواضح لأي إنسان، أن ما خُلق، لم يكن (موجوداً) قبل أن بدأ في الوجود، بل أن ما أتي إلى الوجود، له بداية الكينونته. (17 .De syn)
  • رسالة إلى القديس أثناسيوس:
    كتب إلى القديس أثناسيوس من أجل إعادة آريوس ومؤيديه إلى الكنيسة.
  • رسالة إلى أساقفة مجمع نيقية:
    وقد حفظ سقراط وسوزومين هذه الرسالة التي أرسلها يوسابيوس وثيئوجنيس أسقف نيقية إلى الأساقفة الأساسيين الذين شاركوا في المجمع. وقد كتباها وهما في المنفى. و أعيدا إلى كرسيهما بمنشور إمبراطوري بعيد إرسال هذه الرسالة.

فاصل

 من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي

فاصل

القديس مار ساويروس الأنطاكي

الكنيسة الجامعة

يعقوب النصيبيني

آباء وكتاب أنطاكية وسوريا
تاريخ الكنيسة

 

زر الذهاب إلى الأعلى