رو8: 28 ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير…

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.“(رو8: 28)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

” ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده ” (رو28:8).

 يبدو لي أنه يتكلم في هذا الجزء، عن أولئك الذين يتعرضون للمخاطر، وليس هذا فقط، لكنه يشير أيضا إلى الأمور التي قيلت قبل هذا. لأن القول بأن “آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا ” وأن ” كل الخليقة تئن” وقوله: “بالرجاء خلصنا ” و” نتوقعه بالصبر” و” لسنا نعلم ما نصلي لأجله”. كل هذه الأقوال قيلت للذين يتعرضون للأخطار، فهو يعلمهم بألا يعطوا اهتماما أكثر للأشياء التي يعتقدون بأنها تحقق منفعة، بل يجب أن يفضلوا عليها الأمور التي هي بحسب الروح. خاصة وأن كثيرا من تلك الأمور التي تبدو لهؤلاء أنها نافعة تتسبب مرات كثيرة في حدوث خسارة كبيرة. إذا من الواضح أن الراحة، والتخلص من الأخطار، والحياة في أمان، هي التي يسعى إليها هؤلاء.

والمدهش أنه قد إتضح لهؤلاء أن الأمان ليس في طلب الراحة بالطريقة التي يتصورونها ـ وهذا ما حدث للمطوب بولس نفسه ـ لقد عرف فيما بعد ، أن الأمور النافعة هي في تتميم مشيئة الله، وإذ عرف هذا فقد امتثل لهذه المشيئة. وهو الذي تضرع إلى الله ثلاث مرات أن يخلصه من الآلام، لكن حين سمع الله يقول: ” تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” كان يسر عندما يطرد ويشتم ويعاني من آلام لا تشفى ولهذا قال ” أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والإضطهادات . و” لسنا نعلم ما نصلي لأجله”، ونصح الجميع بأن يسمحوا للروح القدس أن يتمم فيهم مشيئة الله. خاصة وأن الروح القدس يعتني بنا جدا. 

إذن بعدما أعدهم بكل الطرق، أضاف ما سبق وقاله لكي يدفعهم إلى أن يكون لهم فكر مستقيم. لأنه ” نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله “. لكن عندما يقول “كل” فهو يقصد تلك التي تبدو مؤلمة. لأنه سواء كانت ضيق، أم فقر، أم سجن، أم جوع، أم موت، أم أي شيء آخر يحل بنا، فإن الله قادر أن يحول كل هذا إلى العكس. لأن هذه هي قوته التي لا تُوصف، أي أن يجعل ما كان يبدو ثقيلاً، خفيفا لأجلنا، ويحوله لتثبيتنا. ولهذا تحديدا لم يقل إن الذين يحبون الله لا يصيبهم شيئا، بل إنها ” تعمل معا للخير” بمعنى إنه يستخدم هذه الأمور السيئة لمسرة من تكاد لهم الدسائس، وهذا ما يعد أعظم بكثير من أن يمنع الشرور من أن تأتي، أو أن يمحوها عندما تحدث ، هذا ما صنعه في أتون بابل (مع الفتية الثلاثة). لأنه لم يمنع إلقاءهم في الأتون، ولا أطفأ اللهب، عندما ألقوا بهؤلاء القديسين، بل تركهم يشاهدون المعجزة التي صنعها معهم في هذا الأتون.

وقد صنع معجزات مماثلة مع كل الرسل. فإن كان في مقدور أولئك الذين يسلكون بحكمة، أن يحولوا طبيعة الأمور إلى ما هو عكسها، إلا أنهم فضلوا أن يعيشوا في فقر، وبهذا صاروا أكثر غنى من الأغنياء، وأكثر بهاء منهم، رغم أنهم لم ينالوا تقديرا مناسبا، هكذا سيصنع الله مع أولئك الذين يحبونه، ليس مثل هذا فقط، بل وأكثر جدا من هذا . إذا الأمر يحتاج فقط إلى محبة حقيقية لله، وكل الأمور الأخرى ستتحقق. فتلك الأمور التي تبدو أنها ضارة لهؤلاء، هي في الحقيقة نافعة لهم، أما بالنسبة لأولئك الذين لا الله، فإن الأمور التي تبدو نافعة لهم، ستكون ضارة . إذا فقد سبب ظهور المعجزات، وأيضا فلسفة التعليم، واستقامة العقيدة، ضررا بالنسبة لليهود، فإنهم بسبب هذه المعجزات، زعموا أن الرب يصنعها بقوة الشيطان، بينما كان ينبغي أن يحدث العكس بسبب هذه المعجزات، ولأجل هذه المعجزات شرعوا في أن يقتلوه، أما اللص الذي صلب معه، والذي سمر، وأهين، وعاني شرورا كثيرة، فإنه لم يخسر مطلقا، بل بالحرى ربح الكثير يحبون جدا.

أرأيت كيف أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله؟ إذا بعدما تكلم عن هذا النعيم الوافر، الذي يفوق الطبيعة الإنسانية بكثير، والذي يبدو للكثيرين أن تحقيقه أمر مستحيل، هذا قد أكد عليه بقوله: “الذين هم مدعون حسب قصده “. إذا انتبه للدعوة التي قيلت. لماذا لم يدعو الجميع من البداية، ولا حتى بولس نفسه قد دعاه مع الآخرين مباشرة؟ ربما يبدو أن هذا التأجيل، كان غير نافع؟ كلا لقد أظهر العكس، من جهة الأمور ذاتها ، إن التأجيل كان مفيدا. لأن الله لا يريد أن يهب كل شيء في الدعوة ، فلو حدث هذا، لكان اليونانيون واليهود قد اختلفوا. إذا لو كانت الدعوة وحدها كافية، فلأي سبب لم يخلص الجميع؟ ولهذا يشرح الرسول بولس أن الأمر لا يتعلق بالدعوة فقط، بل أن إرادة أولئك المدعوين كان لها دور في الخلاص، لأن الدعوة لم تكن إجبارية ولا قهرية. فالمؤكد أن الجميع قد دعيوا ، لكن ليس الجميع أطاعوا.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إدراك تدبير الله لمحبيه

أبرز الرسول بولس حاجة المؤمن لإدراك خطة الله الخلاصية في حياته هو شخصيًا، إذ يقول: “ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده” [28].

خطة الله بالنسبة لنا فائقة، فهو لا يغير مجرى الأحداث والظروف حسب أهوائنا الشخصية، إنما يحّول كل الأمور بلا استثناء لبنيان نفس المؤمن الحقيقي، فتعمل حتى الظروف المضادة لمجده.

يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم علي هذه العبارة، قائلاً بأنه يليق بالمؤمنين ألا يختاروا لأنفسهم الحياة حسب فكرهم حاسبين أن هذا نافع لهم، إنما يقبلون ما يقترحه الروح القدس، لأن أمورًا كثيرة تبدو للإنسان نافعة تسبب له مضارًا كثيرة. كمثال قد يظن الإنسان أن الحياة الهادئة التي بلا مخاطر ولا متاعب نافعة له، لذلك طلب الرسول ثلاث مرات أن يرفع الله عنه التجربة، فجاءته الإجابة: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (2 كو 12: 8-9). بمعنى آخر لنترك كل الأمور في يديّ الروح ليحولها لبنيان نفوسنا.

مرة أخرى يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم إن كل الأمور التي تبدو مؤلمة تعمل لخير الذين يحبون الله، أما الذين لا يحبونه فحتى الأمور التي تبدو صالحة ومقدسة تعمل ضدهم إن لم يرجعوا إليه بالحب. ضرب أمثلة منها لم ينتفع اليهود بالناموس الصالح بل وتعثروا حتى في السيد المسيح.

v حتى الضيقات أو الفقر أو السجن أو المجاعات أو الميتات أو أي شيء آخر يحلّ بنا يستطيع الله أن يحول كل الأمور إلي نقيضها.

v كما أن الأمور تبدو ضارة تكون نافعة للذين يحبون الله، فإنه حتى الأمور النافعة تصير ضارة للذين لا يحبونه.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v بالنسبة للكاملين والحكماء يُقال: “كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله، أما بالنسبة للضعفاء الأغبياء فقد قيل أن كل شيء ضد الشخص الغبي (أم 14: 7)، فلا ينتفع من النجاح ولا ينصلح شأنه من المصائب  إذ ينهزم الإنسان بأكثر سهولة بالنجاح أكثر من الفشل، لأن الفشل يجعل الإنسان أحيانًا يقف ضد إرادته، وينال تواضعًا، خلال حزنه المفيد يقلل من خطيته وينصلح شأنه، أما النجاح فقد يدفع بالإنسان إلي الكبرياء العقلي والعظمة الكاذبة.

الأب تادرس

v ماذا يعنى بـ “كل الأشياء” إلا تلك الآلام المرعبة القاسية التي تحل بنا؟ فإنه بالحق يصير حمل المسيح الثقيل خفيفا بالرغم من ضعف محبتنا.

القديس أغسطينوس

يقدم لنا القديس جيروم أيوب مثلاً حيًا لمن تتحول الأضرار بالنسبة إلى خيره، فلم يترك العدو شيئا في أيوب غير مضروبٍ سوى لسانه لعله يجدف به على الله، لكن هذه كلها آلت إلى خيره، فقد جاء إليه الله وتحدث معه علي مستوى الصديق مع صديقه.

يعلق كثير من الآباء على تسمية الذين يحبون الله هكذا: “الذين هم مدعوون حسب قصده” [28]، نقتطف الآتي: 

v لو أن الدعوة وحدها كانت كافية فلماذا لم يخلص الكل؟… ليست الدعوة وحدها تحقق الخلاص، وإنما نِيَّة المدعوين. فالدعوة ليست ملزمة لهم ولا هي قهرية، إذ الكل مدعوون لكن لا يطيع الكل الدعوة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v يقول المخلص نفسه:”إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي” (يو 8: 31).

هل يحسب يهوذا من بين تلاميذه مادام لم يثبت في كلامه؟ 

هل يحسب من تلاميذه الذين قيل عنهم: “فعلم يسوع إن تلاميذه يتذمرون علي هذا، فقال لهم: أهذا يعثركم؟…” (يو 6: 59-66)؟

ألم يلقبهم الإنجيل “تلاميذ”؟ ومع هذا لم يكونوا تلاميذ حقيقيين، لأنهم لم يثبتوا في كلمته، كقوله: إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي” (يو 8: 31). فإذ ليس لهم المثابرة بكونهم ليسوا تلاميذ حقيقيين، ليسوا أبناء حقيقيين حتى وإن ظهروا هكذا أو دُعوا هكذا.

إذن نحن ندعو الناس مختارين وتلاميذ المسيح وأولاد الله، لأنهم هكذا يدعون إذ يتجددون (بالمعمودية) ونراهم يعيشون بالتقوى، ولكن هذا يصير حقيقة إن ثبتوا فيما دعوا فيه.

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (28): “ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده.”

نعم إننا نئن ولكننا من ناحية أخرى نعلم أنه بالنسبة لهؤلاء الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ فإن كل شيء يتعاون ويتضافر ويعمل معهم من أجل خيرهم وصلاحهم ولبنيان نفس المؤمن الحقيقي وخلاص نفسه. حتى ما نراه من أمور معاكسة أو مضادة بحسب تصورنا، وحتى المؤلم منها (كشوكة بولس الرسول) فهي تعمل لأجل خلاص نفس المؤمن. وهذه الآية متعلقة بالسابقة. فالروح يقنعني في وقت ضيقتي بأن ما يحدث في حياتي فهو للخير فأقول لتكن مشيئتك.

نَحْنُ نَعْلَمُ = أي هذه أمور بديهية لا تحتاج إلى إثبات أن الله صانع خيرات، وهذا قد اختبرناه في حياتنا من معاملات الله معنا، والله لا يستطيع أن يعمل شرًا لأولاده. وحتى ما أراه شرًا فالله قادر أن يخرج من الجافي (الألم) حلاوة (خلاص نفس1كو22:3). فالشر والألم دخلوا إلى العالم بسبب الخطية، والله حوَّلهم للخير، كما عبَّر القديس إغريغوريوس عن ذلك في القداس “حوَّلت لي العقوبة خلاصا”.

تَعْمَلُ مَعًا = الشيء وحده قد يبدو سيئًا وغير مفهوم بسبب غرابته وقسوته (نقصد الألم) ولكن حينما يضاف إلى الأعمال الأخرى والظروف الأخرى التي أتت والتي سوف تأتي فإن كل هذه الظروف معًا تعمل لأجل هدف واحد، تعمل للخير بانسجام، وما هو الخير= خلاص نفسي.

تأمل علمي لشرح الآية:-

حينما تؤثر عدة قوَى على جسم يتحرك هذا الجسم في اتجاه مُحَصِّلَة القوى. وهذه لها طريقة لحسابها. والمؤمن الذي يحب الله يتعرض لمجموعتين من القوى:-

الأولى= أعمال إحسانات الله وخيراته الزمنية والروحية.

الثانية= أعمال مقاومات إبليس والتجارب والضيقات ولكنها بسماح من الله (قصة أيوب)

وإحسانات الله هدفها جذب المؤمن لله. وإبليس حين يهاجم بتجاربه فهو يقصد أن يبعد الإنسان عن الله، لكن الله يسمح بها لينقي المؤمن:-

  1. شوكة بولس هي من إبليس….. والله سمح بها ليحميه من الكبرياء (2كو7:12).
  2. آلام أيوب كانت من إبليس….. والله سمح بها ليشفيه من بره الذاتي.
  3. خاطئ كورنثوس حَكَمَ عليه بولس بان يُسَلَّم للشيطان لهلاك الجسد… ولكن كان ذلكلكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع (1كو4:5).

لاحظ أن إبليس يوجه ضرباته وتجاربه للمؤمن حتى يتذمر على الله، ولكن الله في محبته يسمح بهذا من أجل خلاص نفس المؤمن. وكل الأمور التي تجري في حياتي (سواء ما أراه أمورا حسنة أو ما أراه مؤلما = وهذا ما تشير له كلمة معًا) هدفها أن أسير في اتجاه (المحصلة) وهي لها اتجاه واحد هو خلاص نفسي، هو الخير دائمًا لمن يحبون الله.

مثال: لو كانت كل عطايا الله خيرات زمنية (مال /صحة /أمجاد زمنية..) لتعلقنا بالأرض ولرفضنا فكرة الموت. ولو كانت عطايا الله كلها خيرات روحية (تلذذ بالصلاة /مواهب شفاء..) لانتفخ الإنسان وتكبر ولفقد خلاص نفسه.

لذلك نقول… أن إبليس هدفه من التجارب التي يصيب بها المؤمن أن يفصله عن الله، والله يسمح بها فهو وحده الذي يعلم ما الذي يحتاجه الإنسان ليخلص، وهو وحده الذي يعلم كيف يحمي أبناءه من أي انحراف حتى لا يهلكوا. والله وحده هو الذي يعلم تفسير كلمة معًا كيف يوجه الإحسانات والتجارب كليهما في اتجاه خلاص نفس أحباءه. لذلك حينما يوجه الشيطان ضرباته ليفصل المؤمن عن الله، يستهزئ به الله ويضحك عليه، إذ أنه بهذا يتمم ما أراده الله بالضبط (مز1:2-4) وحتى وقت الضيق فالله لا يترك أولاده وحدهم، بل يعطيهم تعزيات ليجتازوا الضيقة بسلام “شماله تحت رأسي (الضيقات) ويمينه تعانقني (تعزياته)” (نش3:8) “عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي” (مز19:94).

الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ = أمّا الذين لا يحبون الله فهناك قانون آخر يحكمهم هو “ملعونة الأرض بسببك” فهم يعانون ويتألمون بلا فائدة كثمرة لخطاياهم، وبسبب لعنة الأرض.

وما يفسد عمل الله هو التذمر على ما يسمح به الله، فهذا قد يوقف التدبير الإلهي، بل قد يرفع الله عن الإنسان التجربة التي كانت لخلاص نفسه ولبنيانه، ويرتد المتذمر إلى مشيئة نفسه، وتتخلى عنه العناية الإلهية. ويضيع من أمامه طريق الترقي لبلوغ القصد الإلهي الأسمى. فكل ما نراه في حياتنا من الأمور التي يقال عنها شر، هي إمّا تفطمنا عن العالم أو تقربنا للسماء وتؤهلنا لها. ونلاحظ في (حز13:10) أن كل البكرات (الظروف التي تؤثر في حياتنا ومصيرنا) كأنها بكرة (يعني وحدة الهدف والتناسق والانسجام والتعاون معًا) والهدف الواحد لمن يحبون الله هو خلاص نفوسهم.

الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ = الذين يحبون الله، قد دعوا وأختيروا بحسب علم الله السابق.

حَسَبَ قَصْدِهِ = قصد الله نراه في آية 29 “ليكونوا مشابهين صورة ابنه”. فإن كان الله قد دعاهم وهذا هو قصده فكيف لا تعمل كل الأمور من أجل صالحهم وخيرهم.

 

  •  

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى