إش54: 14 بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم…

 

“بِالْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ الظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ، وَعَنِ الارْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ.”(إش54: 14)

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

ما يفرح قلب الكنيسة التي بناها الرب بنفسه واختارها عروسًا له وملكة سماوية، متلمذًا أولادها على يديه، واهبًا إياهم سلامه الفائق، مقدمًا لهم برّه عاملاً فيهم ليعيشوا بالبر ويرفضوا كل شر وظلم، إنها في ذات الوقت تُقاوم من قوات الظلمة مجتمعة فيهبها الرب نصرة عليهم وغلبة حتى على الموت.

أ. اتحاد قوات الظلمة ضدها: “ها انهم يجتمعون اجتماعًا ليس من عندي” [15]… يتشاورون ويعملون معًا ضد كنيسة المسيح كما اجتمعت قوى الشر قبلاً تطلب صلب عريسها فتحول ظلمهم إلى خلاص للعالم، وأخرج الله من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة.

ب. اتحادهم معا يسقطهم تحت قدمي الكنيسة: “من اجتمع عليكِ فإليكِ يسقط” [15].

ج. اجتماعهم هو بسماح إلهي: “وأنا خلقت المهلك ليخرب” [16]؛ لهذا لا نخشاه ولا نضطرب من شدة عنفه، فإنه في يد الخالق ممسوك به.

د. تنتهي حتمًا كل مقاومة وتكلل الكنيسة لتنال ميراثًا برًا أبديًا: “كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب” [17].

 

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (14)  بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين و عن الارتعاب فلا يدنو منك.

البر هنا وعد الله الأمين للمؤمنين، هو يعطينا بره، ومن يقبل ويكون باراً يثبت = بالبر تثبتين. و الله يعيننا أن نسلك في بره. ومن يجتهد أن يثبت في هذا البر يثبت في الرب. والسيد نادى قائلاً “أثبتوا فيَ”. بعيدة عن الظلم فلا تخافين = لابد أن نفهم أن الله حامى كنيسته لا يستطيع أحد أن يظلمها فعليها ألا تخاف. ولكن هناك اضطهاد وضيق يقعان على الكنيسة فكيف نفسر هذا ؟ قال السيد المسيح في العالم سيكون لكم ضيق وعلينا أن نحمل صليبه ونتبعه. ولكنه في نفس الوقت قال لبيلاطس “لم يكن لك على سلطان البتة إن لم تكن قد أعطيت من فوق… اى من الله”.

إذاً الضيق الواقع علينا، لا يقع علينا من الناس الأشرار لأنهم أقوياء، بل من الله الذي يسمح بذلك، وطالما نحن في يد الله فعلينا أن لا نخاف ولا نرتعب من مخلوق. والضيق هو للتأديب، فمن يحبه الرب يؤدبه.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى