رؤ21: 15 و الذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب…

 

“وَالَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كَانَ مَعَهُ قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَبٍ لِكَيْ يَقِيسَ الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا.” (رؤ21: 15)

+++

تفسير أنبا بولس البوشي

123- (15) وكان مع الذي يكلمني قصبة من الذهب ليقيس بها المدينة وأبوابها وسورها (16) والمدينة مربعة وطولها كعرضها فقاس المدينة بالقصبة فكانت اثنى عشر ألف غلوة وطولها وعرضها وسمكها سواء

هذه الساعة قد ذكرها بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس ، قائلا : «لكي تستطيعوا أن تدركوا مع جميع الأطهار ما سمك هذا التدبير وغوره وطوله وعرضه »

فإن قلت لماذا بين يوحنا الرائي المساحة عددا ؟ فهذا دليل على أن ذيوع البشرى هو نتيجة كرازة الاثنى عشر رسول

بين ذلك بولس الرسول أيضا ، قائلا : «لستم غرباء ولا دخلاء ، بل أنتم مدينة الأطهار وأهل بيت الله ، وقد بنيتم على أساس الرسل والأنبياء وكان رأس البنيانيسوع المسيح» ، فقد أوضح الرسول أن الرسل هم أسس المدينة ويسوع المسيح هو رأس الزاوية ، لأن رأس الزاوية ماسك للحائطين كذلك الرب ماسك للشعبين اللذين آمنا : اليهود والأمم ، وصيرهما رعيةواحدة

أما مساواة مساحتها ، فهذا رمز على تساوى القديسين في المجد السمائي

فأما عن  عظم المدينة وبنيانها وجلالها ، فلم يسكت بولس الرسول عنها إذ يقول عن إبراهيم أبينا إنه : «ترك أرض مسكنه وجنسه وسكن في الغربة في الخيام مع اسحق ويعقوب ، لأنه كان يرجو المدينة التي لها الأساسات التي بانيها وصانعها الله » . فإذا كان الله هو الباني لتلك المدينة والمهندس لها فكم يكون جلال كرامتها وعظم اتساعها ؟ أقول إنها تزيد عن الوصف والحسن والبهاء لكونها سميت مدينة الله ، ومحل ميراثه ومسكنه مع أبراره

ولم يسكت الرسول عند ذلك ، بل قال بأن أولئك الآباء ، إبراهيم واسحق ويعقوب ، رأوا من بعد وفرحوا ، أعنى على الرجاء . قال : وأقروا إنهم غرباء ، وسكان الأرض والذين يقولون هذا القول يخبرون بأنهم يريدون مدينتهم . فلو كانوا يريدون مدينتهم التي خرجوا منها فقد كان عليهم سهلا العودة إليها ، أعنى الموضوع الذي خرج منه إبراهيم بين النهرين . ثم قال : « ولكن الآن إنهم يتوقون إلى أفضل منها إلى تلك المدينة التي في السماء. ولهذا الأمر لم يأنف الله أن يسمى إلههم وقد أعد لهم المدينة» التي تاقوا إليها.

فهذه مدينة الله بالحقيقة أورشليم السمائية ، ميراث كافة الأطهار التي وعد الله بها لمحبيه.

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“والذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب،

لكي يقيس بها المدينة وأبوابها وسورها” [15].

إن أبناء الملكوت معروفون ومقاسون من قبل الله ومحفوظون لديه. أما وحدة القياس فهي قصبة من ذهب أي سماوية، لأن الأمور الروحية والسماوية لا تقاس إلا بما هو روحي سماوي.

“والمدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض،

فقاس المدينة بالقصبة مسافة إثنى عشر ألف غلوة

للطول والعرض والارتفاع متساوية” [16].

هي مربعة لها أربعة زوايا متساوية، إشارة إلى أن حاملها الأناجيل الأربعة التي ترتفع بالمؤمنين تجاه السماويات وتهيئهم ليكونوا عروسًا سماوية بقوة الكلمة. أما قياسها 12000 غلوة فذلك لأن رقم 12 يشير إلى أبناء الملكوت، 1000 يشير إلى السماء، أي تتسع لكل أبناء الملكوت السمائيين.

“وقاس سورها مئة وأربعة وأربعين ذراع إنسان، أي الملاك” [17].

يشير رقم 144 إلى الكنيسة الجامعة (كنيسة العهد القديم 12× كنيسة العهد الجديد 12) التي هي مسورة بسور واحد لتنعم بإله واحد. أما الذي قاس فهو ملاك لا إنسان أرضي حتى لا نتخيل في السماء ماديات وأرضيات.

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 15 “و الذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب لكي يقيس المدينة و ابوابها و اسوارها”.

قصبة = لقياس المدينة ومعنى هذا:-

  1. هم نصيب الرب، فالقياس يتم لتحديد نصيب ميراث كل شخص من تركة معينة. حبال (المناظر للقصبة وبها يتم تقسيم الرض للميراث) وقعت لى فى النعماء فالميراث حسن عندى (مز6:16) وهكذا قال بولس الرسول عن ميراث الرب “ما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين” (أف18:1).
  2. أبناء الله معروفين ومقاسين من قبل الله ومحفوظين لديه.

من ذهب = أى أن سكان المدينة قد قيسوا بمقاييس البر، المقاييس السماوية (فالذهب رمز للسماويات) فوجدوا مستحقين فهم تبرروا بدم المسيح.

تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

ع15: في (رؤ 11) أعطى للقديس يوحنا قصبة لقياس هيكل الله والمذبح، أما من يقوم بالقياس هنا فهو الملاك المصاحب، والغرض من القياس هو إبراز مجد وبهاء واتساع المدينة.

قصبة من ذهب : القصبة هي وحدة القياس (كالمتر) أما كونها من ذهب فللدلالة على كرامة المدينة التي سوف يتم قياس أبعادها. وهناك معنى آخر جميل وهو أن الأمور الروحية (الذهبية) لا تقاس إلاّ بالروحيات (قصبة من ذهب).

رؤ21: 14سفر الرؤيارؤ21: 16
الرؤيا – أصحاح 21
تفسير رؤيا 21تفاسير سفر الرؤيا

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى