رؤ21: 16 و المدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض…
“وَالْمَدِينَةُ كَانَتْ مَوْضُوعَةً مُرَبَّعَةً، طُولُهَا بِقَدْرِ الْعَرْضِ. فَقَاسَ الْمَدِينَةَ بِالْقَصَبَةِ مَسَافَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ. الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالارْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ.” (رؤ21: 16)
+++
تفسير أنبا بولس البوشي
123- (15) وكان مع الذي يكلمني قصبة من الذهب ليقيس بها المدينة وأبوابها وسورها (16) والمدينة مربعة وطولها كعرضها فقاس المدينة بالقصبة فكانت اثنى عشر ألف غلوة وطولها وعرضها وسمكها سواء
هذه الساعة قد ذكرها بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس ، قائلا : «لكي تستطيعوا أن تدركوا مع جميع الأطهار ما سمك هذا التدبير وغوره وطوله وعرضه »
فإن قلت لماذا بين يوحنا الرائي المساحة عددا ؟ فهذا دليل على أن ذيوع البشرى هو نتيجة كرازة الاثنى عشر رسول
بين ذلك بولس الرسول أيضا ، قائلا : «لستم غرباء ولا دخلاء ، بل أنتم مدينة الأطهار وأهل بيت الله ، وقد بنيتم على أساس الرسل والأنبياء وكان رأس البنيانيسوع المسيح» ، فقد أوضح الرسول أن الرسل هم أسس المدينة ويسوع المسيح هو رأس الزاوية ، لأن رأس الزاوية ماسك للحائطين كذلك الرب ماسك للشعبين اللذين آمنا : اليهود والأمم ، وصيرهما رعيةواحدة
أما مساواة مساحتها ، فهذا رمز على تساوى القديسين في المجد السمائي
فأما عن عظم المدينة وبنيانها وجلالها ، فلم يسكت بولس الرسول عنها إذ يقول عن إبراهيم أبينا إنه : «ترك أرض مسكنه وجنسه وسكن في الغربة في الخيام مع اسحق ويعقوب ، لأنه كان يرجو المدينة التي لها الأساسات التي بانيها وصانعها الله » . فإذا كان الله هو الباني لتلك المدينة والمهندس لها فكم يكون جلال كرامتها وعظم اتساعها ؟ أقول إنها تزيد عن الوصف والحسن والبهاء لكونها سميت مدينة الله ، ومحل ميراثه ومسكنه مع أبراره
ولم يسكت الرسول عند ذلك ، بل قال بأن أولئك الآباء ، إبراهيم واسحق ويعقوب ، رأوا من بعد وفرحوا ، أعنى على الرجاء . قال : وأقروا إنهم غرباء ، وسكان الأرض والذين يقولون هذا القول يخبرون بأنهم يريدون مدينتهم . فلو كانوا يريدون مدينتهم التي خرجوا منها فقد كان عليهم سهلا العودة إليها ، أعنى الموضوع الذي خرج منه إبراهيم بين النهرين . ثم قال : « ولكن الآن إنهم يتوقون إلى أفضل منها إلى تلك المدينة التي في السماء. ولهذا الأمر لم يأنف الله أن يسمى إلههم وقد أعد لهم المدينة» التي تاقوا إليها.
فهذه مدينة الله بالحقيقة أورشليم السمائية ، ميراث كافة الأطهار التي وعد الله بها لمحبيه.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“والذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب،
لكي يقيس بها المدينة وأبوابها وسورها” [15].
إن أبناء الملكوت معروفون ومقاسون من قبل الله ومحفوظون لديه. أما وحدة القياس فهي قصبة من ذهب أي سماوية، لأن الأمور الروحية والسماوية لا تقاس إلا بما هو روحي سماوي.
“والمدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض،
فقاس المدينة بالقصبة مسافة إثنى عشر ألف غلوة
للطول والعرض والارتفاع متساوية” [16].
هي مربعة لها أربعة زوايا متساوية، إشارة إلى أن حاملها الأناجيل الأربعة التي ترتفع بالمؤمنين تجاه السماويات وتهيئهم ليكونوا عروسًا سماوية بقوة الكلمة. أما قياسها 12000 غلوة فذلك لأن رقم 12 يشير إلى أبناء الملكوت، 1000 يشير إلى السماء، أي تتسع لكل أبناء الملكوت السمائيين.
“وقاس سورها مئة وأربعة وأربعين ذراع إنسان، أي الملاك” [17].
يشير رقم 144 إلى الكنيسة الجامعة (كنيسة العهد القديم 12× كنيسة العهد الجديد 12) التي هي مسورة بسور واحد لتنعم بإله واحد. أما الذي قاس فهو ملاك لا إنسان أرضي حتى لا نتخيل في السماء ماديات وأرضيات.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 16 “و المدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض فقاس المدينة بالقصبة مسافة اثني عشر الف غلوة الطول و العرض و الارتفاع متساوية”.
نجد هنا أن المدينة مكعبة أى أن طولها = عرضها = إرتفاعها وإذا رجعنا لخيمة الإجتماع أو الهيكل لوجدنا أن قدس الأقداس وحده هو الذى له هذه المواصفات أى مكعب. وقدس الأقداس يشير لعرش الله فى السماء، وهو مكعب إشارة لأن صفات الله كلها متساوية، كمالات الله كلها متساوية. هو كامل كمال مطلق، غير ناقص فى شىء. لو تمتع إنسان مثلا بصفة الرحمة تجد رحمته تسود على عدله والعكس صحيح، أما الله فصفاته كلها كاملة فهو الكامل وحده فى كل شىء. والآن نسمع أن أورشليم السماوية ستكون مكعبة أى ستصير كاملة، وذلك راجع لسكنى الله فيها، أو ليست هى مسكن الله مع الناس (آية 3). فالله سيعطيها من كماله لتصير كاملة فى نظر السمائيين وسيفرحوا بها.
فقاس المدينة = الملاك صار يدرك الآن ماذا صار للبشر من كمال.
12000 غلوة = هذه حوالى 4500 كم فهى متسعة جدا. ولكن ليس هذا الرقم (ال 4500 كم) هو ما يهمنا بل ال (12000 غلوة) أى 12×1000 أى شعب الله الذين يحيون الآن فى السمائيات. فرقم 1000 هو رقم السمائيات.
شعب الله الآن صار سماويا.
تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع16: أما وصف المدينة كما رآه القديس يوحنا (وهى بالطبع كلها قياسات روحية رمزية وليست مادية حقيقة) أنها كانت مربعة، أي أن بهاء مجدها متساوى لو نظر إليها الإنسان من أي جهة، كذلك أيضًا إرتفاعها.
الغلوة : حوالي 185 مترًا.
اثنى عشر ألف غلوة : لا قيمة هنا للمقياس المادي (الفان ومائتان وعشرون كيلو متر) ولكن الفرض هو ترك خيال القارئ لمدى اتساع هذه المدينة.
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للأنبا بولس البوشي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 لابن كاتب قيصر
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للقمص أنطونيوس فكري
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
رؤ21: 15 | سفر الرؤيا | رؤ21: 17 | |
الرؤيا – أصحاح 21 | |||
تفسير رؤيا 21 | تفاسير سفر الرؤيا |