رو7: 12 إذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة

إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.“(رو7: 12)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

” إذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة ” (رو12:7).

بل إن أردتم، فلنشير أيضا إلى شروحات أولئك الذين يزيفون هذه الأمور. إذ أن كلامنا سيصبح بذلك أكثر وضوحا. لقد إدعي البعض أن الرسول بولس لا يتكلم هنا عن ناموس موسى، بل عن الناموس الطبيعي، بينما يقول البعض الآخر إنه يتكلم عن الوصية التي أعطيت في الفردوس. إلا أنه كان يهدف إلى إثبات الكلام عن هذا الناموس (أي المكتوب)، ولم يتكلم قط عن النواميس الأخرى. وهذا أمر طبيعي جدا، لأن هذا الناموس (ناموس موسى) هو ما خافه اليهود وارتعبوا منه، فإنهم بسبب الناموس تخاصموا مع النعمة . على الجانب الآخر لم يظهر على وجه الاطلاق سواء من جانب الرسول بولس أو أي أحد غيره، أن الوصية التي أعطيت في الفردوس، تُدعى ناموسا. 

ولكي يصير هذا الكلام أكثر وضوحا مما قيل، لنفحص كلام القديس بولس بدقة، مستحضرين قليلا الكلام السابق. فعندما كلّمهم عن السلوك الحسن، أضاف قائلا: “أما تجهلون أيها الاخوة… أن الناموس يسود على الإنسان مادام حيا؟ .. أنتم قد متم للناموس”. وبناء على ذلك لو أن هذا الكلام قيل عن الناموس الطبيعي، فلابد أنك ستوجد بلا ناموس طبيعي. ولو صح ذلك فستكون أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة. ولكن هذا ليس من الحقيقة في شيء . فليس هناك خلافا على أن الوصية قد أعطيت في الفردوس، حتى لا تحمل أنفسنا بجهد زائد، ونخوض صراعا حول تلك الأمور التي صارت مقبولة. إذا كيف يقول: ” لم أعرف الخطية إلا بالناموس؟” إنه لا يعني بذلك الجهالة التامة بالخطية، بل عدم المعرفة الدقيقة لها، فلو أن هذا الكلام قيل عن الناموس الطبيعي، فكيف يمكن تبرير الكلام اللاحق؟ إذ قال ” أما أنا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا”. فمن الواضح أنه لا آدم ولا أي إنسان آخر، قد عاش بدون الناموس الطبيعي. الله خلق آدم ووضع فيه الناموس الطبيعي في نفس الوقت، جاعلاً إياه رفيقاً مخلصا لكل الطبيعة.

بالإضافة إلى ذلك، لا يظهر مطلقا أن الرسول بولس قد أطلق على الناموس الطبيعي كلمة وصية، ولكنه دعى ناموس موسى وصية، وهي عادلة ومقدسة وناموس روحي . وكذلك الناموس الطبيعى لم يعط لنا بالروح القدس، لأن العبرانيين واليونانيين وكل الأمم الأخرى، لديهم هذا الناموس – أى الناموس الطبيعي ـ وبناء على ذلك يكون من الواضح أن الرسول بولس يقصد بكلمة الناموس – سابقا ولاحقا وفي كل موضع – بأنه ناموس موسى. لہذا دعاه مقدسا قائلاً: ” الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة ” إذا لو أن اليهود قد صاروا نجسين وظالمين وطماعين، بعدما أخذوا الناموس، فإن هذا لا يبطل عمل الناموس، تماما كما أن عدم إيمانهم لا يبطل الإيمان بالله. هكذا يتضح ـ من خلال كل هذا ـ أن الرسول بولس يتكلم عن الناموس الموسوي.

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إذًا الناموس مقدس والوصيّة مقدّسة وعادلة وصالحة [12]… لأنه وإن كان اليهود غير طاهرين خلال الناموس، وإن كانوا ظالمين وطامعين، فإن هذا لا يفسد صلاح الناموس، تمامًا كما أن عدم أمانتهم لا يبطل أمانة الله.]

تفسير القمص متى المسكين

7: 12و13«إذاً، الناموسُ مقَدَّسّ؛ والوصية مقدّسةٌ وعادلة وصالحةٌ. فهل صار لي الصالح موتاً؟ حاشا، بل الخطية؛ لكي تظهَرَ خطية منشئةٌ لي بالصالح موتاً لكي تصيرّ الخطية خاطئة جداً بالوصية».

»إذا» : 

البادئة بالنتيجة المستخلصة من كل ما فات, أن الناموس مقدس، ومعناه أنه من الله. والذي من الله يبقى لله . وبالتالي فإن ما يشمله من وصايا كلها مقدسة بالتبعية أي من الله ؛ وعادلة أي ليس فيها خطأ أو انحراف في ذاتها، وصالحة وتفيد أنها ذات نفع وخير لكل مَنْ يتعامل معها إيجابياً بالطاعة.

«فهل صار لي الصالح موتاً»: ٍ

هذا السؤال توطئة ليُعطَى له الجواب أن هذا لا يمكن أن يكون؛ لأن الصالح هنا ليس صالحا فحسب؛ بل عادل ومقدس . وبهذا يستحيل أن ما هو مقدس وعادل وصالح ينشىء موتاً بل حياة؛ وإنما الذي أنشأ الموت بواسطة الوصية فهو الخطية التي اختفت وراء الوصية لكي تعطي الوصية حكمها بالموت. ولكن ليست الوصية مميتة؛ بل هي الخطية. وهنا الوصية هي التي أفرزت الخطية إلى الوجود ‏ حاصرتها وأعلننها وفضحتها؛ لكي تظهر الخطية أنها هي الخاطئة وليس الناموس . وهل
القاضي الذي يحكم بالعدل , يحسب قاتلاً حينما يحكم بالموت على قاتل لذلك، لا يمكن أن ينسب في ذلك للوصية عيب ، بل ينسب لها الفضل لأنها كشفت الخطية . أما الخطية فهي ليست خطية فقط، بل لأنها أنشأت بالصالح والمقدس موتاً، فهي خاطئة جدا.

هنا بولس الرسول يكشف أساس المنطق الذي بدأ به من حيث أن الوصية عملها الوحيد هو التعرف على الخطية والكشف عنها واستثارتها ؛ أنه لولا الوصية، لما عرفنا الخطية ، فبالوصية معرفة الخطية وحسب ! ولولا الوصية ما كانت الخطية، وما حسبت الخطية خطية . كل هذا أصبح واضحاً أشد الوضوح أمام القارىء الآن .

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (12): “إذاً الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة “

هو يبرر الناموس ويلقي التهمة علي الإنسان. ويقول أن الناموس مقدس وكل وصية من وصاياه هي مقدسة وعادلة وصالحة. والله أعطي هذا الناموس الصالح لأجل إصلاح الإنسانية. وكل أهدافه خيرة.

تفسير د/ موريس تاوضروس

“إذن الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة”.

إذا كان الرسول قد تحدث عن الإرتباط بين الناموس والخطيئة، فإنه حرص علي ان يبعد عن أذهاننا الإعـتـقاد الخاطيء بأن الناموس هو علة الخطيئة وأكد هذا بكل وضوح عندما وصف الناموس بأنه مقدس ووصف الوصية بأنها مقدسة وعادلة وصالحة، فالناموس إذن مقدس وكل وصية من وصاياه مقدسة وعادلة وصالحة. الناموس إذن قد أعطي من أجل صلاح الإنسانية ومن أجل إقرار قواعد العدالة وحفظ النظام والسلام في العالم أي أن أهـدافـه كانت أهدافا صالحة. يقول الرسول في رسالته الأولي إلي تيموثيؤس “ولكننا نعلم أن الناموس صالح ان كان أحد يستعمله ناموسيا” (1تي1: 8).

تفسير كنيسة مارمرقس مصر الجديدة

ع12: الناموس مقدس وصالح وعادل لأنه كلمات خارجة من فم الله القدوس، والإنسان الحكيم يحب الناموس ويفهمه ويطبقه، ولكن الجاهل الذي يحور الوصايا لتوافق هواه، يخدع نفسه ويسقط في الخطية والموت.

رو7: 11 رسالة رومية رو7: 13
رسالة رومية – أصحاح 7
تفسير رومية 7 تفاسير رسالة رومية

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى