مز 2:1 لكن في ناموس الرب مسرته
“لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً.”(مز 2:1)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
الجانب الإيجابي:
مادام السيد المسيح – كلمة الله المتجسد – هو الطريق، لذا تحتل “كلمة الله” المكتوبة مركز الصدارة في حياة الأبرار. كلمة الله هي قائد حياتنا للتمتع بالحياة المطوّبة، وسند لنا ضد الإغراءات البشرية. كلمة الله هي أيضًا مصدر شبعنا وفرحنا ولذتنا كما عبّر عن ذلك المزمور 19؛ 119.
تُسمى المزامير 1؛ 19؛ 119 مزامير التوراة[62] Torah Psalm.
ينطق المرتل بالبركة على ذاك الذي يتأمل في الشريعة نهارًا وليلاً، فيجد فيها لذة، إذ تهبه سلامًا داخليًا وشبعًا في الرب. لا يتطلع المرتل إلى الشريعة كثقل يحمله، وإنما كطرق مفرح للشركة مع الله. يقول L.Sabourin: [جاء يسوع لا لينقض شريعة الله المعلنة بل ليكملها (مت 5: 17)، هذه التي يراها المرتل تعبيرًا عن إرادة الله، تقدم إرشادًا خلال تدبير عناية الله].
يقول العلامة أوريجانوس: [بإن الكنيسة أو النفس إذ تجد عذوبة في كلمة الله تتأمل في الشريعة على الدوام وتجترها كما يفعل الحيوان الطاهر (لا 11: 1- 4) [63].
v التأمل في الشريعة لا يعني مجرد قراءتها بل ممارستها، وكما يقول الرسول في موضع آخر: “فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا فافعلوا كل شيء لمجد الله” (1 كو 10: 31)[64].
v لنحسب كل شيء ثانويًا بجانب الاستماع لكلمة الله، إذ لا يوجد وقت غير مناسب لها… بل كل الأوقات تناسبها[65].
v ليبحث كل منا كيف يبني في داخله مسكنًا لله!…
ليحمل في داخل نفسه تابوت العهد حيث لوحا الشريعة، فيلهج في ناموس الرب نهارًا وليلاً [2].
ليكن فكره ذاته تابوتًا ومكتبة تحفظ الكتب الإلهية، إذ يقول النبي: “طوبى لمن يحفظ في قلبه ناموس الرب ليعمل به”.
ليحمل في قلبة قسط المن، أي الإدراك الصحيح والعذب لكلمة الله.
لتكن له عصا هارون، أي التعليم الكهنوتي المدقق على الدوام في تقوى[66]….
v التأمل في الكلمات الإلهية يشبه بوقًا ييقظ نفوسكم للدخول في المعركة، لئلا تناموا بينما عدوكم يقظ. لهذا يلزمنا أن نلهج في ناموس الرب، ليس فقط أثناء النهار بل وفي الليل أيضًا كقول الرب في الإنجيل: “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة” (مت 26: 41)[67].
الأب قيصريوس أسقف آرل
v “وفي ناموس الرب يلهج نهارًا وليلاً“؛ تُفهم (هذه العبارة) بمعني بلا انقطاع؛ ربما يقصد بالنهار: “في الفرح” وبالليل “في الضيقات”. فقد قيل: “أبوكم إبراهيم تهلل بأن رأى يومي فرأى وفرح” (يو 8: 56)؛ “بالليل تنذرني كليتاي” (مز 16: 7).
إن كان سفر المزامير هو سفر التسبيح السماوي، يبدأ بالحياة المطوبة ليرتفع بنا كما من مجد إلى مجد لنشترك مع السمائيين في تسابيحهم وليتروجياتهم التي لا ينطق بها، فإنه لا سبيل للدخول إلى هذه الحياة بغير كلمة الله المكتوبة وكلمة الله المتجسد. الكلمة الإلهي وحده يفتح عن عيوننا الداخلية بروحه القدوس فننعم بمعرفة ورؤية بل وشركة الحياة السماوية ونحن بعد هنا في الجسد. ننالها خلال العربون حتى نتمتع بكمالها في اليوم الأخير.
وجدت الكنيسة الأولي في كلمة الله المكتوبة وكلمة الله المتجسد (المخلص) فردوسها، فعاشت كما في السماء لا يعوزها شيء من كل خيرات العالم حتى الصالحة.
تفسير الأب متى المسكين
۲ – « لكن في ناموس الرب مسرته ، وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً» :
« في ناموس الرب مسرته » :
هذا هو المبدأ الإيجابي ومنبع الحياة للرجل البار . فناموس الله هو قاعدة سلوكه ، ولا يجد فيه أي مشقة تحده أو تحد من حريته ، بل هو موضوع حبه ودوام دراسته كما ينص عليه سفر التثنية :
+ «ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك ، وقصها على أولادك ، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم ، واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك ، واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك . » (تث 6:6-9).
وتكون مسرته وسعادته ليست في الطرق التي يرسمها لنفسه، ولكن فيما يُعلن الله له من إرادته ، لأن غرض الله من الناموس هو أن يجعل الناس سعداء كما يقول سفر التثنية :
+ « طوباك يا إسرائيل . من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب . » ( تث۲۹:۳۳)
« مسرته » :
كانت ديانة إسرائيل ليست مظاهر خارجية ولكن طاعة في القلب . :
+ «شريعة إلهه في قلبه . لا تتقلقل خطواته . » ( مز 31:37)
+ « أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت ، وشريعتك في وسط أحشائي » ( مز 8:40)
+ « بار کي يا نفسي الرب . وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.» ( مز 1:103)
+ « هللويا . طوبى للرجل المتقي الرب . المسرور جداً بوصاياه.» ( مز 1:112)
+ « دربني في سبيل وصاياك ، لأني به سررت.» ( مز 35:119)
+ « كم أحببت شريعتك ! اليوم كله لهجي.» ( مز 97:119)
«ناموس الرب»:
الكلمة العبرية”توراة” لها دائرة أوسع في المعنى من كلمة ناموس ، وهي تعني :
1- تعلیم ، تهذيب في أمور الإنسان والله.
2 – وصية أو ناموس .
3-مجموعة نواميس وبالأخص ناموس موسی . وهي بالخمسة أسفار ولكن في اتساعها تعني كلمة الله :
+ « اسمعوا كلام الرب یا قضاة سدوم . أصغوا إلى شريعة ( توراة ) إلهنا يا شعب عمورة . » ( اش 10:1)
+ « وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب ، فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ( التوراة ) ومن أورشليم كلمة الرب . » ( اش3:2).
وهكذا ينبغي أن تؤخذ على أساس أنها تحوي الاستعلان الإلهي القيادة الحياة.
«يلهج»:
الفعل العبري hgh . وداود النبي يعلمنا أنه كان يتأمل ويلهج في الله نفسه :
+ « إذا ذكرتك على فراشي ، في السهد ألهج بك.» ( مز 6:63 )
سواء في أعماله أو في الطبيعة أو في التاريخ :
+«وألهج بجميع أفعالك ، وبصنائعك أُناجي . » ( مز12:77)
+ « تذكرت أيام القدم . لهجت بكل أعمالك . بصنائع يديك أتأمل . بسطت إليك يدي. نفسي نحوك كأرض يابسة.» ( مز 143 : 5 و6 )
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (2): “لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً.”
قران مع خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك، فكلمة الله تحصن المسيحي من السقوط + (يش8:1). وقوله نهاراً وليلاً= يشير لكل فترات الحياة، الليل والنهار أيام الفرح وأيام الحزن، أيام الانتصار على الخطية وأيام السقوط.
- تفسير مزمور 1 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير مزمور 1 للأب متى المسكين
- تفسير مزمور 1 للقص أنطونيوس فكري