1كو 3:2 وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة
وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. (1كو 3:2)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
“وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة” (ع۳)
بالطبع كان بولس الرسول يخاف المخاطر ، ويرتعب جداً، لأنه وإن كان هو بولس إلا أنه كان إنساناً، وهذا ليس نقصاً يخص بولس بل هو ضعف الطبيعة البشرية.
والذين يقولون إن بولس الرسول لم يكن يخاف الجراح ، هؤلاء لم يكرموه فقط بل وقد يحطون من قدره كثيراً ، لأنه إن كان لا يخاف فأين جلادته وأين الفلسفة في احتمال التجارب .
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“وأنا كنت عندكم في ضعفٍ وخوفٍ ورعدةٍ كثيرةٍ” [3].
لعل ضعف الرسول وخوفه ورعدته كان بسبب شعوره في البداية بمقاومة البعض له وفشله في الخدمة. “فقال الرب لبولس في رؤيا في اللَّه: لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك، لأن لي شعبًا كثيرًا في هذه المدينة” (أع 18: 9-10). هكذا يقدم لنا الرسول صورة حية للخادم الذي يدرك ضعفه وعجزه وخوفه ورعدته، فيقبل عمل روح اللَّه القدوس الذي يهبه قوة ويسنده فينجح بالنعمة الإلهية.
v هذا أيضًا موضوع آخر، وهو أن المؤمنين ليسوا فقط غير متعلمين ولا أن المتحدث غير متعلم… ولكن مع هذا الأمور توجد أيضا مقاومة أخرى ومخاطر وخطط ومخاوف يومية لكي تصطاده. فإن كلمة “ضعف” بالنسبة له في مواضع كثيرة يقصد بها الاضطهادات. “ضعفي الذي في جسدي لم يزدروا به” (غلا 4: 14). “إن كان يجب الافتخار فسأفتخر بأمور ضعفي” (2 كو 11: 30)…
بالحق أنه بسبب إحساسه بالتصميم حتى وهو خائف من الموت والضرب لم يخطئ بسبب الخوف. لذلك فإن الذين يدعون بأن بولس لم يكن خائفًا من الضرب ليس فقط لا يكرمونه بل وينزعون عظمته. فإن كان بلا خوف فأي احتمال أو ضبط للنفس كان له عندما احتمل المخاطر؟…
من جانبي إني أعجب به من هذا الجانب، فإنه وهو في خوفٍ، وليس في خوفٍ بل وفي رعبٍ وسط مخاطره يجري هكذا لكي يحفظ إكليله ولا يستسلم بسبب أي مخاطرٍ، وذلك للعمل في العالم، في كل موضعٍ، سواء بالبحر أو الأرض غارسًا الإنجيل…
بماذا تقول، هل يخاف بولس من المخاطر؟ كان يخاف ويرتعب منها جدًا، فمع كونه بولس إلا أنه إنسان. لكن هذا ليس اتهام ضد بولس بل هو ضعف الطبيعة البشرية.
v بالكرازة بالمسيح ظهر بولس كغبي للحكمة البشرية وبهذا أثار ضده الكراهية والاضطهاد.
أمبروسياستر
ولعله يقصد أنه كان في خوف ورعدة ليس من الناس، ولكن من أجل الناس، فكان قلبه يحترق مع كل متعثرٍ، ويضعف مع كل ضعيفٍ. هذا ما اختبره أهل كورنثوس أثناء حضرة الرسول بولس التي استمرت على الأقل سنة ونصف (أع 18: 11).
اتسم الرسول بولس بروح التواضع والوداعة، خاصة عند الكرازة حتى اتهمه بعض الكورنثوسيين بالضعف: “الرسائل ثقيلة وقوية وأما حضور الجسد فضعيف والكلام حقير” (2 كو 10:10). يبدو أن صوت الرسول كان خافتًا، وجسمه قليلاً، وملامحه غير جذابة، هذا بجانب عدم استخدامه للبلاغة أو الفلسفة. ومع هذا كانت الوثنية تتحطم أمامه، والقلوب تلتهب بحب السماء. فكان اللَّه مُعلنًا في عمله، وأما إمكانياته البشرية فلا تشغل المستمعون إليه. بضعفه وخوفه ورعدته تجلى مسيحنا المصلوب الحامل ضعفنا ليعلن قوته، إذ “اختار اللَّه ضعفاء العالم يخزى الأقوياء” (1 كو 1: 27).
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آيه 3 :- وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة.
الرسول كان في ضعف وخوف.. 1) واجه مقاومة شديدة من اليهود واليونانيين دون أي حماية مادية 2) كان خائفاً على من آمنوا أن يضعفوا فيتركوا الإيمان ” من يضعف وأنا لا أضعف ” (2كو 11 : 29) 3) كان خائفاً أن لا تنجح رسالته. ولكنه لم يأتى بشجاعته الشخصية ولا معتمداً على فلسفته أو قوته، بل كان معتمداً على قوة الله، فالقوة والشجاعة تناسب إنساناً يعتمد على نفسه. ولذلك نجد في (أع 18 : 9) أن الله يشجعه قائلاً ” لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك ” (أع 18 : 9، 10). والخوف طبيعي ناشئ من ضعف الطبيعة البشرية.
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة كورنثوس الأولى 2 – القس أنطونيوس فكري