يو٢: ٢٢ فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا…

 

12وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا. 15فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ:«ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». 17فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». 18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ:«أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ. (يو2: 12-22)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا،

فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع”. (22)

كثير من النبوات لا يمكن إدراكها إلاَّ بعد إتمامها. هكذا لم يستطع حتى التلاميذ أن يدركوا ما قاله في ذلك الحين إذ كانوا لا يزالوا أطفالاً في المعرفة. عند قيامته فتح أذهانهم ليفهموا الكتب، وألهب قلوبهم بالمعرفة الصادقة للنبوات (لو ٢٤: ٤٥).ل قد كانوا بطيئي القلوب في الإيمان (لو ٢٤: ٢٥)، لكنهم كانوا في يقين بأن كلماته صادقة.

v ذكَّر الروح القدس التلاميذ ما سبق وقاله المسيح لهم، لأنهم تمسكوا بالموهبة وأظهروا حياة نيرة وحكمة كثيرة وأتعابًا عظيمة وما احتسبوا البركات الإنسانية شيئًا البتة، لكنهم صاروا أعلى منها، وكانت صورتهم صورة نسور طائرة إلى الأعالي بأعمالهم (بالنعمة) ووصلوا إلى السماء عينها، وبها امتلكوا نعمة الروح.

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

22:2- فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.

سيان أن يُقال «قام من الأموات» حيث يكون هو الذي قام, أو أُقيم من الأموات بواسطة الله.
1- المواضع التي ذُكر فيها أنه قام من الأموات تعبيراً عن استعلان قوته للقيامة والإقامة من الموت هي:
‏مرقس 31:8 « إن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم», مر 9:9, لو 7:24.
2- أما المواضع التى ذٌكر فيها أن الله أقامه من الأموات تعبيراً عن الموت وكأنه رقاد والله أيقظه:
أع 15:3 «ورئيس الحياة قتلتموه, الذى أقامه الله من الأموات»؛ (10:4, 30:5, 40:10, 30:10و37, رو24:4, 11:8, 9:10, 1كو15:15 ….. إلخ)
«تذكر تلاميذه… فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله»: هذا يوضح مدى قوة الاستعلان الذي حدث للتلاميذ بعد القيامة حيث تكشفت أمامهم جميع أقوال الرب حتى الكلمات ومعانيها بصورة جزئية مضيئة قبل أن يدونوها، ولكن الاستعلان امتد وشمل ما جاء في الأسفار جميعاً والنبوات خاصة بالنسبة لكل كلمة وكل موقف، مما جعلهم يزدادون في الإيمان بالاثنين, أي بالأسفار وبالكلمات التي قالها المسيح. لأنك لا تتصور يا قارئي العزيز مدى الانبهار الذهني والروحي الذي يتغلغل أعماق الإنسان عندما يطابق قولاً من أقوال المسيح أو عملاً من أعماله على نبوة سبق وأن صاغت نفس الكلام أو العمل بنفس وصفه وظروفه، ‏لأن النبوة إلهام ونطق بالروح, وكلام المسيح روح وحياة, فعندما ينطبق الإلهام على الروح تنشأ قوة مؤثرة للتصديق بوعي إيماني لا يفارق الإنسان. فتبدو النبوة باهرة منيرة ويبدو كلام المسيح نوراً ورسالة وحقاً.
‏نحن لا ننسى قول الكتاب عن المسيح بعد القيامة كيف اجتمع مع تلاميذه وفتح ذهنهم ليفهموا الكتب: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم، أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.» (لو44:24-45‏)
‏هذه هي قوة الاستعلان أساس تدوين الأناجيل، وهذه هي القوة التي انطلق بها التلاميذ إلى كل أنحاء العالم ليكرزوا ببشارة الملكوت مدعمين أقوالهم بالأسفار وبمنطق لا يُعاند. ولم تعدم الكنيسة في كل جيل من يهبهم الله هذه القوة التي ظهرت على أشدها في عصر النهضات والإرساليات التي بلغت أقصى المسكونة. وكم نحن الآن في أشد العوز لهذه القوة.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية22): القيامة شددت إيمان التلاميذ إذ إستعلنت حقيقة إبن الله. فآمنوا بالكتاب= نبوات العهد القديم عن موت المسيح وقيامته.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى