يو3: 28 لست أنا المسيح، بل إني مرسل أمامه
“25وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ. 26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» 27أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. 31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، 32وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ. 35اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».” (يو3: 25-36)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“أنتم أنفسكم تشهدون لي إني قلت:
لست أنا المسيح،
بل إني مرسل أمامه”. (28)
كأن يوحنا المعمدان يقول هنا: “أنا خادم أقوال مرسلي”. جاء تعبير “مرسل أمامه” في اليونانية يحمل استمرارية العمل والثمر لعمله.
v إن تمسكتم بشهادتي… فإنه لم ينقص بشهادتي له، بل بالأحرى أنا ازداد بها، هذا بجانب أن الشهادة ليس من عندي، بل هي شهادة الله. إن كنت أحسب أهل ثقة عندكم، فقد قلت بين ما قلت: “إني مرسل أمامه” (28). ألا ترون كيف يظهر قليلاً أن هذا الصوت إلهي؟ فإن ما قاله هو هكذا: ” أنا عبد، وأنطق بكلمات من أرسلني، ليس تملقًا للمسيح لأجل نفع بشري، بل خدمة لأبيه الذي أرسلني. لست أقدم الشهادة كعطية من عندي، بل أنطق بما أرسلت لأتكلم به. فلا تظنوا بهذا إنني عظيم، بل هو عظيم، هو رب كل الأشياء”.
تفسير الأب متى المسكين
28:3- أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ.
هنا المعمدان يطبق المبدأ الذي قاله على شهادته الاولى التي شهد بها عل نفسه بالنسبة للعمل الذي يقوم به وبالنسبة للشخص المنوط به هذا العمل الكبير: «فلو تذكرتم ما قلته سابقاً تدركون كم أنتم مخطئون فيما تظنون وفيما تقولون، ألم أقل لست أنا المسيح؟ فحينما أعلنت عن رسالتي قلت إنها وقتية ومحدودة، ولم أدعى لنفسي المكانة الأعلى ولا بكلمة واحدة حتى تأحذوها حجة لما تفكرون، أنتم شهود لى وعلى أنفسكم.
«لست أنا المسيح»:
هنا يعلن المعمدان عن هوية من تكلم عنه التلاميذ بلفظة «هوذا» و«هو» و«شهدت له»، و«يأتون إليه». وتكلم عنه المعمدا «كإنسان» و«رجل صار قدامي».
الأن يعلن المعمدان عن اسمه وهويته: «المسيح» بكل يقين وتعيين. نعم, ولكن يعلن لاسرائيل, أُرسلت أمامه, لا كأني سابق بل كمن يعد ويفسح الطريق لمن هو أعلى.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
(آية28): المعمدان يذكرهم بأقواله السابقة وشهادته السابقة عن المسيح للفريسيين (يو19:1-28). ومن المؤكد هو قال هذا لتلاميذه.