يو3: 36 الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية…

 

25وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ. 26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» 27أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. 31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، 32وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ. 35اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».” (يو3: 25-36)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية،

والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة،

بل يمكث عليه غضب اللَّه”. (36)

v يقول يسوع: “أنا هو الباب” (يو 6:14؛ 9:10)، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي”، “لا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له” (مت 27:11)، فإن أنكرت من يعلن لك تبقى في جهل.

لقد جاء في الإنجيل العبارة التالية: “الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله” (يو 36:3). فالآب يغضب عندما يُستهان بالابن الوحيد. فإن الملك يحزن لمجرد إهانة أحد جنوده. فإن كان الملك يحزن لمجرد إهانة أحد جنوده، فإن احتقر أحد ابنه الوحيد فمن يقدر أن يطفئ غضب الآب من أجل ابنه الوحيد؟!

القديس كيرلس الأورشليمي

v قد يقول قائل: فهل يكفي أحدنا أن يؤمن بالابن فيمتلك حياة أبدية؟ نجيب: لا يمتلكها بجهة من الجهات، لأن المسيح نفسه يقول: “ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات” (مت 7: 21). فلو أن أحد الناس يؤمن بالآب والابن والروح القدس إيمانًا قويمًا ولا يسلك في حياة تقوية، لا يحصل له من إيمانه ولا على فائدة واحدة تبلغ به إلى خلاصه. فلا تظن أن الإيمان بالابن فيه كفاية لخلاصنا، لكننا نحتاج إلى حياة قويمة مهذبة وطريق نقي طاهر.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v عندما يؤمن أحدٍ يعبر غضب اللَّه وتحل الحياة. إذن أن تؤمن بالمسيح هو أن تقتني الحياة، لأن من يؤمن به لا يُدان (يو 13:3). لكن بالنسبة لهذه العبارة يتذرعون بأن من يؤمن بالمسيح يلزمه أن يحفظ وصاياه، ويقولون أنه مكتوب في كلمات الرب نفسه: “أنا جئت نورًا لهذا العالم، فمن يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. وإن سمع أحد كلمتي وحفظها لا أدينه” (راجع يو 47:12).

القديس أمبروسيوس

v لم يقل: “يحل عليه غضب اللَّه”، بل يقول: “يمكث عليه غضب اللَّه“. كل الذين ولدوا هم قابلون للموت، يرافقهم غضب اللَّه. ما هو غضب اللَّه إلا الغضب الذي تقبله آدم أولاً… من هذه السلالة جاء الابن، بلا خطية، والتحف بالجسد وقبول الموت. إن كان قد شاركنا غضب اللَّه، إذ حمل خطايانا، فلماذا نتباطأ في الشركة معه بنعمة اللَّه؟ إذن من لا يؤمن بالابن، يمكث عليه غضب اللَّه. أي غضب للَّه؟ هذا الذي يقول عنه الرسـول: “كنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضًا” (أف 2: 3). الكل هم أبناء الغضب، لأنهم جاءوا من لعنة الموت.

آمنوا بالمسيح، فمن أجلكم صار قابلاً للموت.

لقد عاش وأنت كنت ميتًا.

لقد مات لكي ما تحيا أنت.

لقد جلب نعمة اللَّه ونزع غضب اللَّه.

غلب اللَّه الموت، لئلا يغلب الموت الإنسان.

القديس أغسطينوس

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

36:3- الَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ والَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً
بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ»

المعمدان أٌعطي له بصورة فريدة أن يطلع على الصورة النبوية للمسيح كما كانت في ذهن موسى في التوراة, وفي نفس الوقت يرى ويسمع شهادة الله عن ابنه؛ ثم يتقابل مع المسيح وجهاً لوجه فيتحقق من كل ما سمع ورأى. ففي توراة موسى كانت صورة المسيح، باعتباره النبي الآتي تحمل معها تهديداً واضحاً بالقطع من الحياة لكل من لا يسمع لصوت هذا النبي الآتي: «فإن موسى قال للآباء إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به, ويكون أن النفس التي لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب» (أع22:3-23). وقد تحقق المعمدان أول من تحقق من شخصية ذلك النبي المُقام أنه «ابن الله», وأنه موضوع مسرة الله, فتيقن أن الإيمان به هو حياة وأن رفضه هو عودة الانسان تحت قانون غضب الله على الذين لا يطيعون. لأن بحسب منطق المعمدان يكون أن الذين يؤمنون به يجعلون الله صادقاً, والذين لا يؤمنون يجعلون الله كاذباً. لأنهم لا يؤمنون بشهادة الله عن ابنه. فهنا تنشأ الخصومة بين الإنسان والله، فعدم الإيمان بالابن هو بنوع ما تعدى على صدق الله بما يحتمل العداوة ضد الحق. ها يدخل الإنسان نفسه كمقاو لتدبير الله ومعطل لعمله: «شاول شاول لماذا تضطهدني… صعب عليك أن ترفس مناخس.» (أع4:9-5)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية36): هذه تتطابق مع شهادة موسى عن المسيا النبي المنتظر (تث19:18+ أع22:3،23). ونلاحظ أن شهادة المعمدان هنا تتطابق مع ما قاله المسيح لنيقوديموس. فالروح هو الذي أوحى للمعمدان بما قاله، والمسيح أشاد بشهادة المعمدان عنه (يو33:5-36). لن يرى حياة= حياة أبدية طبعاً. يمكث عليه غضب اللهيخيم عليه غضب الله، أي يقاسي من غضب الله. وهذه الآية تشير لأن من يحجب الله وجهه عنه بسبب عدم إيمانه بالمسيح يصير بلا بركة. هذه الآية في هذا الإصحاح تشير لطريق الخلاص [1] الصليب [2] الإيمان [3] المعمودية.

وفي آية (3:4) نجد المسيح يذهب للجليل ليبعد تلاميذه عن هذه المباحثات مع تلاميذ المعمدان وليبعدهم عن روح المنافسة. ولاحظ فهناك مجالات كثيرة للخدمة. ويوحنا المعمدان استمر يعمد حتى لا يثار تلاميذه من المسيح لكنه ظل يشهد لعظمة المسيح ليحول تلاميذه للمسيح.

بهذه الكلمات والتعاليم كان يوحنا المعمدان يحول تلاميذه للمسيح لتكون لهم حياة أبدية. فالإيمان بالمسيح هو فقط طريق الحياة الأبدية.

 

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى