1كو 4:2 وكلامی وکرازتی لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح و القوة

 

وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، (1كو 4:2)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

“وكلامی وکرازتی لم يكونا بكلام الحكمة ( الإنسانية) المقنع بل ببرهان الروح و القوة. لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله” ( ع 4 ، 5).

أي ليس فيهما الحكمة العالمية.

وبولس الرسول لم يقل القوة فقط بل ذكر الروح أولاً وبعده القوة موضحاً أن ما يأتي هي أمور روحانية.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع،

بل ببرهان الروح والقوة” [4].

كانت كلمات الرسول بولس ممسوحة بالروح تجتذب القلوب، وفى نفس الوقت تحمل قوة. هذا ما نلمسه من الرجل الأعرج في لستره: “هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص إليه” (أع 14: 9) وإذ شفاه “فالجموع لما رأوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا، فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس إذ كان هو متقدم في الكلام” (أٍع 14: 11،12). تأثر الكل بروح القوة، فأراد كاهن زفس أن يذبح له حتى مزق الرسولان ثيابهما وبالجهد منعا الجماهير من أن يذبحوا لهما.

قدم الرسول بولس الكرازة بالسيد المسيح المصلوب القائم من الأموات ليس في ثوبٍ فسلفيٍ براق، وإنما في بساطة اللغة والكشف عن الحقائق الإلهية والتدبير السماوي، كما سلمه له الروح القدس القادر أن يخترق قلوب الناس ويعمل فيها لقبول الكلمة. بهذا استطاع أن يقول: “إن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضًا وبالروح القدس، وبيقينٍ شديدٍ كما تعرفون أي رجالٍ كنا بينكم من أجلكم” (1تس1:5).

كلامي وكرازتي“، لعله يقصد بالكلام التعاليم التي نادى بها والأفكار الإيمانية الخاصة بإنجيل الحق، أما الكرازة فتحمل معنى الشهادة لهذا الإيمان ليس بالكلام فحسب وإنما بالعمل والسلوك. هذا ما أعلنه الروح القدس بقوةٍ خلال تجديد النفوس والقلوب، فتمتع المؤمنون بالقداسة والطهارة والحب، الأمور التي تعجز فلسفات العالم أن تحققها. 

ولعله قصد بالكلام الأحاديث الخاصة في اللقاءات الفردية أو العائلية، وبالكرازة الأحاديث العامة.

v القول بأن الإنجيل يُكرز به بدون حكمة لا يُقلل من شأنه، بل هذه هي عظمة الإنجيل الكبرى، والآية الأكثر جلاء بأنه إلهي ومن السماء. فالبرهان بالحكمة الخاصة بالكلمات البشرية أضعف، بالحوار بأن له مهارات بلاغية عظمى… البرهان بالأعمال والآيات أكثر قوة منه بالكلمات…

إذ يرى أنه توجد عجائب خادعة، كتلك التي يفعلها العرافون فإنه ينزع هذا التشكك أيضًا. إذ لم يقل فقط “القوة” بل يقول أولا “برهان الروح” ثم “والقوة، فيعني أن الأمور التي صنعت روحية. فإنه ليس الأمر فيه احتقار أن الإنجيل لم يُعلن بواسطة الحكمة، بل بالأحرى هذا زينة عظمي للغاية. فإنه إذ يحدث هذا فهو علامة واضحة علي أنه إلهي، تمتد جذوره في الأعالي، وأنها من السماء. لذلك يضيف أيضًا: “لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة اللَّه” [5]. فإن الدليل بالأعمال والآيات أعظم من الكلمات.

القديس يوحنا الذهبي الفم 

v لو أن الأسفار المقدسة اجتذبت الناس للإيمان لأنها مكتوبة بفن البلاغة ومهارة فلسفية لكان إيماننا قائمًا بلاشك على فن الكلمات والحكمة البشرية أكثر منه على قوة اللَّه.

العلامة أوريجينوس

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 4 :- وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة.

لم أعتمد في كلامي وكرازتى على إثباتات عقلية بل على عمل الروح القدس الذي أقنع السامعين فتركوا شهواتهم الماضية وتابوا بل صارت لهم مواهب وعمل عجائب. وعلى كل منهم أن ينظر داخله ليرى ثمار الروح برهان الروح والقوة = قوة تغييرهم من حال إلى حال. فإذا كان الله هو الذي عمل فيه وفيهم فلماذا يتحزبوا له أو لغيره ويكون هناك شقاق.

فاصل

 

زر الذهاب إلى الأعلى